الأحد 2022/11/27

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

ممانعون يدعمون السعودية: شعب واحد وامة واحدة

الأحد 2022/11/27
ممانعون يدعمون السعودية: شعب واحد وامة واحدة
increase حجم الخط decrease
لا تقتصر دلالات صورة مشجع المنتخب الايراني الذي يتوسط مشجعين لمنتخب السعودية، على تجاوز المشجعين للخصومة السياسية في مونديال قطر 2022. الدلالة الاكبر تأتي من إعادة نشر جمهور الممانعة لهذه الصورة بشكل كبير، للقول إن هناك مساحة مشتركة تتخطى الخلافات السياسية والانقسامات على الخيارات. يفعل الجمهور ما عجز المسؤولون عن فعله. 

بدا أن لغة كرة القدم تُوحّد الأصوات. مشاعر صادقة وصرخات من الأعماق اجتاحت ساحات وتجمّعات الجماهير العربية في قطر ومختلف الدول العربية، تردّد صداها بشكل واسع على المنصات التواصلية ومواقع التواصل الاجتماعي. 

لكن من أكثر التفاعلات جذباً في هذا السياق، ما عبّر عنه جمهور الممانعة. لم يكبح الممانعون مشاعرهم بتشجيع المنتخب الأخضر قبيل المباراة التاريخية مع الأرجنتين والاحتفال بالنصر في ما بعد. هو مشهد غاب عن أعين سكان المنطقة العربية منذ سنواتٍ طويلة. الصراعات الاقليمية في المنطقة أنتجت خطاباً تحريضياً ليس فقط تجاه القيادات السياسية، بل أكثر من ذلك، لم يُميّز الممانعون، كما خصومهم في السياسة، في مراحل عدّيدة بين انتقاد مواقف القيادات الحاكمة وبين التهجّم على شعوبها، فكانت تصدر الخطابات الموجّهة ضد بعض الشعوب نتيجة حدّة المواقف بين طهران والرياض.
أما اليوم فقد تمكّنت كرة القدم من إعادة التوازن الى العقول والمواقف. ثمة مساحة كانت مفقودة، أعاد مونديال قطر تعويمها. فالجامع بين شعوب المنطقة، حسب ما يقول مغردون، حُسن الجوار، والمنفذ الجغرافي، والهوية الدينية.

التقى المشجعون العرب والايرانيون على تجنب وسائل الاعلام الاسرائيلية، كما التقوا على قاسم مشترك، هو المنافسة وتحقيق انجازات من خارج المتوقع. فحين فاز المنتخب السعودي على الارجنتين في المباراة الاولى، لم تقتصر الاحتفالات على السعوديين أو العرب فحسب. شارك الجمهور الايراني في الاحتفالات، وحُملت الى المباراة الثانية التي خسر فيها المنتخب السعودي أمام نظيره البولندي. 

الصورة، تتكرر في حسابات عديدة، عربية وايرانية، في "تويتر". مرة أخرى جرى تداولها قبيل المباراة الثانية. فإذا كان تداول الناشطين العرب للصورة على نطاق واسع، تحصيل حاصل، بحكم الهوية واللغة اللتين تجمعهما، فإن مشجعين للمنتخب الايراني ذهبوا نحو اعادة التذكير بالصورة. كانت رسالة تقارب باتجاه السعوديين. يحاول أنصار ايران الدخول الى "عقول وقلوب" السعوديين من هذه البوابة، وهي مبادرة تمت مبادلتها بالترحاب. 

في مباراة السعودية الثانية، لم تكتمل نشوة النصر. خسر أمام منتخب بولندا مساء يوم السبت بنتيجة 0-2 ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة في مونديال قطر 2022. خيّم الحزن على جماهير المنتخب السعودي. ومع هذه المباراة أيضاً امتدّت الخيبة الى الفضاء الرقمي حيث عبّر العديد من الاعلاميين الرياضيين العرب عن حزنهم واسفهم من خسارة المنتخب الأخضر، اضافةً الى تفاعلات الجماهير العربية الحزينة ومن ضمنهم جماهير الممانعة الذين خُيّبوا ممّا حدث متمنيين للمنتخب السعودي التوفيق في مباراته القادمة.

يُمثّل الشعار الذي اجتاح الساحات ومواقع التواصل الاجتماعي "شعب واحد وأمة واحدة" نصراً يفوق النقاط والأهداف في المرمى البولندي. الوحدة والمحبة والتضامن التي جمعت الشعوب العربية بالرغم من خصومة قياداتها تُشكّل المحطة الأساسية في هذا الحدث. جمعت قطر شعوب بلدان متناقضة، ونجحت في ذلك. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها