الأربعاء 2022/01/26

آخر تحديث: 17:10 (بيروت)

جمهور "حزب الله" يكشف خياراته: ورقة الوزير الكويتي مرفوضة

الأربعاء 2022/01/26
جمهور "حزب الله" يكشف خياراته: ورقة الوزير الكويتي مرفوضة
increase حجم الخط decrease
دفع تعبير جمهور "حزب الله" عن رفضه للمبادرة التي حملها وزير خارجية الكويت، بمؤشرات عميقة حول موقف الحزب الذي لم يصدر موقفاً رسمياً، ولن يصدره قبل الاسبوع المقبل على الاقل، الى ما بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب. 


تضع المبادرة لبنان في موضع حرج، فهو بحاجة إلى دعم عربي للخروج من أزمته. وللحصول على هذا الدعم، لا بد من تنازلات ومن شروط تطلب الدول الخليجية من الحكومة اللبنانية الالتزام بها.

قد تكون بنود الاصلاح والعمل على مكافحة تهريب المخدرات واحترام سيادة الدولة الخليجية، أموراً يستطيع الساسة اللبنانيون الاتفاق عليها. إلا أن البنود المتعلقة بتطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار الدولي 1559، أي حصر السلاح في يد الدولة ونزع سلاح حزب الله، كذلك منع الحزب من التدخل في حرب اليمن، فهذه بنود لا يستطيع اللبنانيون الاتفاق عليها، لا في العلن ولا في السر ولا الالتفاف حولها، ولا شك أن هذه المتطلبات الخليجية لعبت دوراً مهماً في تعليق سعد الحريري عمله السياسي.  

بدأ الانقسام اللبناني منذ أن طرحت الكويت مبادرتها، فانتشرت التصريحات والتغريدات في مواقع التواصل لمعارضي "حزب الله"، من سياسيين وإعلاميين وناشطين، مرحبين بالمبادرة وداعين إلى العمل بها معتبرين أنها المخرج الوحيد للأزمة اللبنانية. وهي تتضمن ما كان هؤلاء ينادون به منذ سنوات طويلة، وليس غريباً أن نجد بين الداعمين بشدة للمبادرة، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، الداعي إلى حياد لبنان والتزامه سياسة النأي بالنفس. 

يلتزم "حزب الله"، حتى الآن، الصمت على المستوى الرسمي، فلم يصدر عنه أي موقف تجاه المبادرة، سواء رفضاً أو تأييداً، لكن نستطيع أن نعرف مسبقاً أن الحزب لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال القبول بها، وقد عبر الشيخ صادق النابلسي عما يدور في كواليس "حزب الله" بوصفه المبادرة بأنها "ورقة أميركية تروج لها دول الخليج"، وهي "ترمي الوقود على النار"، وأن الشروط التي تمليها المبادرة "هي شروط إسرائيلية". كذلك عبّر جمهور الحزب في مواقع التواصل عن موقف واضح من المبادرة مستبقاً موقف الحزب الرسمي، رافضاً بأي شكل أن يتم التطرق لسلاح الحزب.

بين المؤيد والمعارض، واحتدام الصراع بينهما في الداخل على وقع احتدام الصراع الايراني السعودي، تقف الدولة اللبنانية الضعيفة موقف الحائر، فلا هي تستطيع رفض المبادرة ووضع نفسها موضع العداء لدول الخليج، ولا هي قادرة على المضي في شروطها وخوض مواجهة مستحيلة مع "حزب الله". من هنا أتى الموقف الملتبس لرئيس الجمهورية ميشال عون. الوقوف في الوسط، الترحيب بالمبادرة ثم تأجيل الاجابة على بنودها حتى يوم السبت خلال الاجتماع الوزاري العربي في الكويت، لعل الله يحدث أمراً كان مفعولاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها