الجمعة 2021/09/17

آخر تحديث: 13:55 (بيروت)

"فايسبوك" يحظر صحافية إسرائيلية وصفت زكريا الزبيدي بـ"البطل"

الجمعة 2021/09/17
"فايسبوك" يحظر صحافية إسرائيلية وصفت زكريا الزبيدي بـ"البطل"
زكريا الزبيدي
increase حجم الخط decrease
قالت الصحافية والناشطة السياسية الإسرائيلية، أورلي نوي، أنها حظرت في "فايسبوك" بعد كتابتها منشوراً في حسابها الشخصي، وصفت فيه الفلسطيني زكريا الزبيدي، أحد السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع، بالبطل.

وقالت نوي في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني المتخصص في قضايا الشرق الأوسط: "في غضون ساعة من نشري تدوينة عن شخصية زكريا الزبيدي، أحد السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا مؤخراً من سجن جلبوع، وأحد الأربعة الذين تم القبض عليهم لاحقاً، حظرني فايسبوك مدة 3 أيام بحجة انتهاك إرشادات مجتمعه".

وأبرزت نوي أن دعمها العلني للسجين الفلسطيني الهارب، أثار موجة غضب بين الإسرائيليين، موضحة أنها لم تفاجأ بذلك لأنها تصر على اعتبار الزبيدي ورفاقه مناضلين من أجل الحرية، لا إرهابيين، كما تصر على تقديم السياق الذي بُني عليه مسار الزبيدي البطولي المأسوي في الحياة، حسب تعبيرها.

وقالت نوي أنها وصفت الزبيدي بالبطل في المنشور الذي حذفه "فايسبوك" ليس فقط لأنه يحارب من أجل حرية شعبه، بل لأنها ترى أن كل فلسطيني ينجو من الاحتلال ويصر على الاستمرار في الحياة هو بطل، حتى وإن لم يرمِ حجراً واحداً ضد الاحتلال الإسرائيلي. مشيرة إلى أن الزبيدي كان ضمن أطفال ظهروا في فيلم بعنوان "أطفال آرنا" (Arna’s Children) أخرجه الإعلامي جوليانو مير خميس، العام 2003، ليتحدث عن أعمال والدته آرنا مير خميس، ومشروع "مسرح الحرية" الذي كانت تشرف عليه في التسعينيات لصالح أطفال مخيم جنين للاجئين.

وأكملت نوي بأن الأطفال اليافعين الذين شاركوا في المشروع في التسعينيات، وظهروا في الفيلم صغاراً باسمي الثغور، تحولوا تدريجياً إلى مقاتلين لا يلين لهم عزم، وقد قُتل العديد منهم لاحقاً، بينما أصبح الزبيدي أبرز المطلوبين لدى قوات الأمن الإسرائيلية وينظر إليه الرأي العام الإسرائيلي على أنه إرهابي.

وأوضحت نوي أن الزبيدي الذي تبرعت عائلته في التسعينيات بجزء من منزلها لصالح مشروع "مسرح الحرية"، حمل السلاح أخيراً للمحاربة من أجل الحرية بعدما قتل الجيش الإسرائيلي والدته وشقيقه، مضيفة أن منشورها الذي طاولته رقابة "فايسبوك" تضمّن: "نحن الشعب الإسرائيلي، نحن الذين يجب استدعاؤنا لتبرير التحول الذي مر به الزبيدي، الذي كان أحد الأطفال الباسمين في الفيلم".

ورأت الناشطة الإسرائيلية أن الجمهور الإسرائيلي يرفض بشدة الاعتراف بالسياق الذي يأتي في إطاره النضال الفلسطيني، ويندهش عندما يذكر أي كاتب أو صاحب رأي، ذلك، معتبرة أن الدهشة التي قابل بها الإسرائيليون خبر هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي تجسّد تلك العقلية، ويحكمها منطق يقول "لقد تغلبوا علينا بطريقة ما، ولكن كيف؟ نحن أذكياء وأقوياء للغاية، نحن لا نقهر!".

وقالت نوي أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، لطالما كانت قواعد اللعبة مع الفلسطينيين تقضي بأن يكون الإسرائيلي هو الذي ينتصر ويسحق ويُهين ويَطرُد وينفي ويُلقي القبض على الفلسطيني ويسجنه ويضغط على الزناد ويقتله، أما دور الفلسطينيين فهو أن يُهزموا ويسحقوا ويُطردوا ويُسجنوا ويموتوا، واستناداً إلى ذلك المنطق يتساءل الرأي العام الإسرائيلي: "ما الذي منحهم الحق في انتهاك هذه المعادلة اليهودية والديموقراطية؟".

ورأت الكاتبة الإسرائيلية أن حبس أي من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة "خارج أرضهم" انتهاك للقانون الدولي، وأن سجن الزبيدي ورفاقه في سجن جلبوع غير قانوني ويدخل ضمن جرائم الحرب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها