الخميس 2021/08/19

آخر تحديث: 21:39 (بيروت)

إعلام إسرائيل يهادن حزب الله:لن نعترض سفينة المازوت

الخميس 2021/08/19
إعلام إسرائيل يهادن حزب الله:لن نعترض سفينة المازوت
increase حجم الخط decrease
 

اتسمت تغطية إعلام إسرائيل لإعلان أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله عن انطلاق ناقلة المازوت الأولى من إيران إلى لبنان، بنوع من الارتباك لسببين؛ الأول ما تفرضه الرقابة العسكرية، والثاني أن خطاب نصر الله في ذكرى عاشوراء قد تضمن أكثر من رسالة.

وتبرز قراءات إسرائيلية تهديداً ورد في خطاب نصر الله عندما اعتبر أي استهداف للسفينة أو اعتراضها بمثابة إعلان للحرب، بالرغم من قوله إن الحزب لم يتلق حتى الآن أي إشارات حول نية واشنطن أو تل ابيب بالاقدام على هذا الفعل. لكنّ هذه القراءات أدرجت تهديد نصرالله في سياق محاولة منه توسيع "معادلة الردع".

قناة "i24" الاسرائيلية، سلطت الضوء على أن الحكاية لا تدور حول سفينة نفط ايرانية واحدة ستذهب الى لبنان وإنما ستصل هناك ناقلات أخرى، في ظل أزمة الوقود التي يعاني منها بلد الأرز. ولم تغمض القناة العبرية عينيها عن مساعي نصر الله لطمأنة خصومه السياسيين حينما قال إن "إيران لا تتدخل بما يحدث في لبنان وأن جلب المازوت لن يكون بوابة لذلك". لكن قناة "i24" اعتبرت في برامجها الاخبارية أن الحزب قد نصب نفسه بذلك في موقع "الدولة" التي تبدو في وضع ضعيف ومنهار؛ تلبيةً لاحتياجات الشعب اللبناني.

ورصدت "المدن" تقديرات محللين عسكريين في أحاديثهم لقنوات التلفزة الاسرائيلية، والتي تفترض أن اسرائيل ربما لن تعترض هذه السفينة. لكن بعضهم طرح تساؤلاً عكس خشية اسرائيل الأمنية وهو: "ما الضامن أن هذه الناقلة تحمل فقط مازوت وليس أمورا اخرى؟!". ويعد ذلك إبرازاً لمخاوف أمنية مزعومة من قبل تل أبيب إزاء كل شيء يرتبط بحزب الله وإيران.

من جانبه، شدد الباحث الاسرائيلي مردخاي كيدار في مقابلة إذاعية على وجود أزمة حقيقية في لبنان لا تقتصر على المازوت فقط، بل وأيضاً نفاد مستلزمات أخرى مثل حليب الاطفال.

وتحدث كيدار، بينما كان متواجداً قرب الحدود اللبنانية، عن دوافع حزب الله التي اضطرته لأن يجلب سفينة المازوت من طهران، قائلاً إن "الحزب يخشى من الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنهار في لبنان". وتابع كيدار: "هذه مشكلة أمام حسن نصر الله. لذلك حزب الله مضطر للوفاء بحاجات الناس. وهو فخور بذلك.. إذاً، ليفتخر!. لكن ماذا بعد الوقود؟.. هل يستطيع ان يوفر حاجات الناس الاخرى؟!. إن لبنان دولة منهارة".

ووفق كيدار الذي خدم سابقاً في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، ليس هناك أمام حزب الله مفرٌ سوى معالجة مشاكل لبنان؛ خاصة وان الحزب هو "المنظمة الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة في لبنان بعد انهيار الدولة وكل شيء".. مضيفاً أن هناك بعض اللبنانيين ينظرون إلى الحزب كـ"مخلص".

كيدار كما غيره من المحللين المعروفين بانغماسهم في الدعاية الرسمية، حاول أن يظهر إسرائيل بوجه "إنساني وودود"، حينما رأى أن دولة الاحتلال لن تعترض سفينة المازوت الذاهبة الى لبنان، طالما هذا "شيء إنساني بحت. انا واثق ان اسرائيل لن تمنعها من المرور حتى لو جاء الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي نفسه بالبنزين الى لبنان، فأهلا وسهلا به"!. وختم حديثه: "حياة اللبنانيين الآن معقدة. إسرائيل لن تقف أمام إنعاش الشعب".

وانتقالاً إلى الإذاعة الإسرائيلية "مكان"، فقد ارتأت أن تقرن ملفها الإقليمي الرئيسي بـ"انتقادات في لبنان لإعلان نصر الله عن جلب المازوت من إيران".

وبثت الإذاعة تقريراً عن الموضوع في جولتها الاخبارية المسائية ومدته دقيقتان، إذ تضمن صوتين اثنين لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في كلمته بمناسبة عاشوراء. وذكر مُعدّ التقرير أن حزب الله يحاول الاستفادة من الأزمة الخانقة في لبنان وما يصاحبها من فراغ سياسي؛ بغية تعميق التدخل الإيراني وتعزيز دور الحزب في الدولة اللبنانية.

واعتبرت إذاعة "مكان" أن إعلان نصر الله يمثّل تحدياً للقرار الدولي المفروض على ايران ومنع تصدير النفط منها. ثم عززت قولها عبر سعيها لتعميق الخلاف اللبناني، حينما بثت أيضاً مقطعاً صوتياً لرئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل وقد ردّ فيه على "إعلان نصرالله". وركزت الإذاعة العبرية على تحذير الجميّل من ان خطوة حزب الله تعني تشديد العقوبات الدولية على لبنان وتضخيم مشكلة البلد، لا التخفيف من وطأتها.

كما استعرضت إذاعة "مكان" تغريدة لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، وقد تساءل فيها: "هل ما سمعناه عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في صراعات داخلية وخارجية؟".
 
ومهما كانت التصريحات الرسمية الإسرائيلية حيال إعلان نصر الله، إلا ان الاعتقاد السائد في الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل هو ان الأخيرة لن تغامر بالإعلان عن خطوتها في الإعلام حيال السفينة الإيرانية. 
بيدَ أنّ متابعة "المدن" تظهر أن المحللين العسكريين في القنوات العبرية لم يكونوا مع خيار اعتراض السفينة الايرانية والدفع باتجاه الحرب. لكنهم، لم يوضحوا إن كانت خطوة الاعتراض- في حال تمت- ستكون من قبل جهة أخرى غير إسرائيل؟
 
 
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها