السبت 2021/08/14

آخر تحديث: 19:49 (بيروت)

اليمين الاسرائيلي يحمل على إدارة بايدن..ورغبتها بمساعدة لبنان

السبت 2021/08/14
اليمين الاسرائيلي يحمل على إدارة بايدن..ورغبتها بمساعدة لبنان
الحدود اللبنانية مع المستعمرات الاسرائيلة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تعلو أصوات اليمين في إسرائيل التي تنتقد الولايات المتحدة بحدة غير مسبوقة، من منطلق اتخاذها التوتر الذي شهدته الحدود الشمالية دافعاً لمساعدة الدولة اللبنانية، كما ترتفع وتيرة التحريض على عدم مساعدة هذا البلد في محنته الاقتصادية والاجتماعية الآخذة بالتعقيد.

وعبر عن الأصوات اليمينية التحريضية في اسرائيل مقال بعنوان "ما تعلّمه حزب الله الأسبوع الماضي"، كتبته الصحافية الإسرائيلية-الأميركية كارولين غليك في صحيفة "اسرائيل اليوم" التي تمثل خط المعارضة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو. وجاء فيه أن كل ما يحتاجه أمين عام حزب الله حسن نصر الله كان 19 صاروخاً بسيطاً لدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحويل 100 مليون دولار من المساعدات إلى وزارة الصحة اللبنانية، "التي يسيطر عليها الحزب منذ العام 2019"، حسب تعبيرها.

اللافت هنا، أنّ تحريض غليك لا يعكس اليمين المُعارض فقط (خارج الحكومة)، بل أيضاً جزءاً من الصوت اليميني التابع للأحزاب المؤلّفة للحكومة الحالية أيضاً، بدليل أن غليك المولودة في شيكاغو انضمت إلى حزب "اليمين الجديد" العام 2019 وهو الحزب الذي قدم منه رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت. ويعني ذلك أن غليك (42 عاماً) تُجسّد التناغم الحاصل بين يمين المعارضة واليمين الحاكم للتحريض على عدم مساعدة لبنان. وعليه اختارت صحيفة "اسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو لكتابة مقالها التحريضي. ولا يُعرف إن كان المقالُ ايذاناً بتحول غليك الى معسكر المعارضة أم لا.

ووفق الأصوات التحريضية، فإن حزب الله تبنى مقاربة ميدانية سياسية تنتهجها حركة "حماس" في قطاع غزة من قبله، تقوم على أنّ "مهاجمة إسرائيل هي أفضل خطة تنمية اقتصادية". اي أن الحزب أدرك أن توتير الجبهة الشمالية بشكل محسوب هو الطريق المُضني للضغط على العالَم لمساعدة لبنان. وقالت غليك في هذا الصدد: "لقد نجح. كل ما يحتاجه زعيم حزب الله حسن نصر الله هو 19 صاروخاً تافهاً لضرب الفوز بالجائزة الكبرى".

وهنا، استبقت "إسرائيل اليوم" دعماً أميركياً مرتقباً للجيش اللبناني في أعقاب هجوم حزب الله، بشن نقد لاذع ضد ميرا ريسنيك مساعدة نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإقليمية؛ لقولها في شهادتها أمام مجلس الشيوخ، قبل أيام، أن الجيش اللبناني "هو أحد أكثر شركائنا كفاءة في الشرق الأوسط".

ولم ينسَ اليمين "الغاضب" أن يُوجّه نقده لإسرائيل نفسها على اعتبار أنها ردت بالكاد على هجوم حزب الله، وانضمامها إلى الولايات المتحدة في الدعوة بصوت عالٍ نيابة عن المساعدة الاقتصادية لـ"المستعمرة الإيرانية التي يديرها حزب الله"، حسب توصيف الصحيفة اليمينية سالفة الذكر في إشارة إلى لبنان. وطاول النقد أيضاً وزير الجيش بني غانتس الذي كرر في جولته على طول المنطقة الحدودية مع لبنان، رغبته في "إعطاء المال لحزب الله لمنع البلد من الانهيار"!

إلى ذلك، اعتبرت غليك أن ردود الولايات المتحدة وإسرائيل على صواريخ حزب الله الاخيرة، علمت الحزب "دروساً مهمة وخطيرة"، حول كيفية دفع مصالحه إلى الأمام. وبقدر ما يتعلق الأمر بإدارة بايدن، يدعي اليمين الاسرائيلي الرافض لمساعدة لبنان، أن نصر الله أدرك أن سياسة الولايات المتحدة في استرضاء إيران تمتد إلى وكلائها أيضاً. وتابع المقال: "لكسب آيات الله في إيران، يعتقد الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشاروه الآن أن حماية حزب الله وحماس من إسرائيل مسؤولية الولايات المتحدة".

وذهبت غليك إلى أبعد من ذلك في حديثها العلني عن "نظرية المؤامرة الأميركية"، حينما ادعت أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تقف وراء قرار الإدارة بإبلاغ وسائل الإعلام العربية بأن "قرار إسرائيل بمنح حزب الله تصريحاً لهجومه كان مدفوعاً بضغط أميركي"، مضيفة أن الإدارة الأميركية أرادت أن ترسل رسالة إلى حزب الله وإيران مفادها أن واشنطن تساندهما.

والحال، أن المقال الاسرائيلي حمل تحريضاً قاسياً ضد الإدارة الأميركية أكثر من ذلك الموجه بحق لبنان ومساعدته دولياً في محنته، خصوصاً إذا ما قُرّب المجهر أكثر على عبارات اتهامية من قبيل "إدارة بايدن الموالية لإيران"، مروراً بالقول أن الحكومة الاسرائيلية المرتهنة للقرار الأميركي بعدم القيام بأي مفاجآت ضد مشروع طهران النووي، هي "بالتأكيد لن تتخذ خطوة في لبنان من دون ضوء أخضر من واشنطن، وهو ما لن يأتي أبداً".

وروت غليك هنا موقف اليمين الاسرائيلي بتوجيه اللوم إلى الثلاثي المُقرّر في حكومة إسرائيل، نفتالي بينيت ويائير لابيد وبني غانتس، عبر اتهامهم بأنهم لا يفهمون الحقائق السياسية في لبنان، ونتيجة لذلك فإن استراتيجيتهم لمحاربة حزب الله، متى وإذا فعلوا ذلك، ستعمل فقط على تعزيز مصالح حزب الله.

وبينما كشفت مصادر بالجيش الاسرائيلي لموقع "Breaking Defense" الإلكتروني أنه قبل هجوم مستقبلي من جهة حزب الله، "أعدت إسرائيل مجموعة من الأهداف في لبنان، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية التي يهدف تدميرها إلى الضغط السياسي على حزب الله".. يقول أقطاب اليمين في دولة الاحتلال إن حكومة بينيت فشلت في الاختبار بسبب عدم تطبيقها لهذا المعيار عندما أطلق حزب الله صواريخه العشرين قبل اكثر من اسبوع.

وتجلّى الحقد الظاهر في الخطاب اليميني الاسرائيلي ضد إدارة بايدن، عندما ختمت غليك مقالها بجملة مفادها: "على أي حال، إذا دمرت إسرائيل البنية التحتية اللبنانية فإن إدارة بايدن ستمول إعادة إعمارها"!. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها