علي رامي مخلوف يحتفل بعيده في دبي..مع حفارة نفط!

بات شهر نيسان/أبريل من كل عام، على ما يبدو، مناسبة سنوية يستفز بها علي مخلوف، ابن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ملايين السوريين، مع احتفاله مجدداً بعيد ميلاده بطريقة باذخة في وقت تتعزز الفوارق الطبقية في البلاد بشكل غير مسبوق مع تحكم قلة من فاحشي الثراء من المسؤولين ورجال الأعمال المرتبطين به، بالثروة في البلاد.

وبموازاة أزمة المواصلات الخانقة التي عاشتها مناطق سيطرة النظام السوري في الأسابيع الأخيرة، والتي أفرزت صوراً مؤلمة لمعاناة المدنيين واكتظاظ الشوارع بالمشاة وانتشار طرق بدائية للتنقل، مثل العربات التي تجرها الأحصنة، قرر علي (21 عاماً) تزيين قالب الحلوى الخاص بحفلته الباذخة في دبي، بحفارة للنفط.



وبعدما أعلنت حكومة النظام أواخر الشهر الماضي عن سلسلة قرارات خفضت بموجبها مخصصات البنزين والمازوت لمحافظات مختلفة، بينها دمشق وطرطوس وحمص وحماة وحلب، انتشرت صور مروعة للازدحام في مدينة دمشق انتشرت على نطاق واسع، وفي اللاذقية كانت صور المشاجرات بين الأفراد على مقعد في الحافلة حاضراً، كما شارك السوريون قصص مغامراتهم الشخصية للوصول إلى البيت إلى جانب تعليقات ساخرة أيضاً. 

بموازاة هذه المشاهد، ظهر مخلوف الذي عانى والده من ملاحقات النظام خلال العام الماضي، في دراما محلية أظهرت الصراع داخل عائلة الأسد، محاطاً بعارضات الأزياء في أحد مطاعم دبي. وبرزت في الصور المنشورة أولاً في "انستغرام"، الفاشينيستا الكويتية الشهيرة روان حسين.

ويبدو أن علي مخلوف يقسم وقته بين سوريا ودبي وروسيا. ويدأب على تحميل صور تبين حياة الترف التي يعيشها سائحاً حول العالم ومقتنياً أغلى الأغراض. ويتابعه عبر "إنستغرام" 223 ألف شخص، بينما يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السوريين داخل البلاد، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، بزيادة قدرها 4.5 ملايين شخص خلال عام واحد فقط.

وكان رامي مخلوف ظهر العام الماضي في مقاطع مصورة عبر "فايسبوك" هاجم فيها النظام السوري وهدّد رئيسه بشار الأسد، بعد التضييق الكبير الذي تعرض له، والسيطرة على أمواله وممتلكاته وعلى رأسها شركة "سيرتيل" التي يرأس مجلس إدارتها، وتدرّ عليه مبالغ طائلة سنوياً.

وقبل الخلاف، كان رامي يُعتبر الواجهة المالية لآل الأسد، وجمع ثروات كبيرة من خلال الأعمال التي وكلّه بها النظام، وكان داعماً له. ومع بدء الحرب السورية أسّس ميليشيات ساهمت في قتل السوريين وتعزيز سلطة بشار الأسد، قبل أن ينقلب الآخير عليه.

وبحسب تقارير ذات صلة، فإن هنالك عدداً من الوجوه الجديدة التي باتت تملك الثروة في سوريا، وتقدم الدعم المالي للنظام، وتسهم في بقائه في الحكم بأساليب أسهمت في انهيار ما تبقى من اقتصاد البلاد، فيما تركت الحرب في البلاد الناس منقسمين بين أغنياء أو فقراء، وبات الأغنياء قلة تتربح من الحرب، وتدير اقتصاده الذي لم يعد سوى هيكل عظمي عما كان قبل الحرب، بموازاة تمزق النسيج الاجتماعي أيضاً. وفي مثل هذه الظروف فإن الفقير يزداد فقراً ويزداد الغني غنى، ما يفسر حجم الاستياء الشعبي من فيديو مخلوف في مواقع التواصل.

ويعني ذلك أن الحرب قضت على الطبقة المتوسطة، وتوسعت الثغرة القائمة أصلاً، بين الفقير والغني داخل سوريا، حيث تعيش نسبة 80% من السكان تحت خط الفقر بحسب تقدير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وتراجعت ميزانية سوريا من 60 مليار دولار قبل الحرب إلى 15 ملياراً العام 2016، كما أن الحرب والتجنيد واللجوء والموت شكلت عوامل قضت على القوة العاملة، ما أجبر الشركات على البحث عن عمالة، في الوقت الذي يواجه فيه أصحاب الأعمال مشكلات في انقطاع الطاقة، ومحاولات الدولة والميلشيات النافذة الحصول على أموال منها، كما أن التجارة الدولية توقفت بسبب العقوبات على النظام، فيما فاقم الفساد من الأزمة، حيث تصنف منظمة الشفافية العالمية، سوريا كثاني دولة فاسدة في العالم.