عناصر من "حماس" يعتدون على صحافية لعدم ارتدائها الحجاب

وقال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، مساء الأربعاء: "تلقت وزارة الداخلية رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول شكوى مقدمة من المواطنة رواء مرشد، تفيد بتعرضها لاعتداء أثناء تواجدها في أرض زراعية بالمنطقة الحدودية شرق جحر الديك، وسط قطاع غزة، برفقة شاب وفتاة آخرين". وأضاف: "بناء عليه، قررت وزارة الداخلية، فتح تحقيق في الشكوى المقدمة من المواطنة"، لكن تلك الخطوة تبدو متأخرة قليلاً حيث أفادت مرشد بأن وزارة الداخلية لم تتصرف رغم تقديمها للشكوى في وقت سابق.

وكتبت مرشد (26 عاماً)، الأربعاء، في "فايسبوك"، راوية تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له من قبل أمن حركة "حماس" بسبب عدم ارتدائها الحجاب، أثناء جولة تصوير، مشيرة إلى أن القضية لا تمسها وحدها، بل تمس كل صحافي يتعرض للاعتداءات تحت حجج وتبريرات مختلفة.



وأضافت: "أروي هنا تفاصيل ما حدث وقد تأخرت بسبب انتظاري للجهات الرسمية، وزارة الداخلية، التصرف بالطريقة القانونية من اللحظة الاولى لوقوع الاعتداء بعدما توجهت إليهم وردّوا أن عناصر جهاز الضبط الميداني لا يتبعون لهم ومع ذلك سيقومون بالتحقيق في الأمر وطلبوا مني ألا أقوم بنشر التفاصيل إلى حين معرفة اسم المعتدِي الانتهاء من التحقيق"، مشيرة إلى أن العنصر الأمني التابع لـ"حماس" استخدم جذع شجرة لضربها ما ترك علامات واضحة على جسدها.

الحادثة تعود إلى يوم الأحد الماضي، عندما أوقف مسلحان من رجال الضبط الميداني، مرشد وزميلها، لاستجوابهما بحجة أن المنطقة أمنية، "فقمنا بالرد بكل احترام بأننا لا نعلم كون زميلتي جاءت الأسبوع الماضي وأتمّت جولة تصوير من دون أي استجواب من قِبل أحد، وكوننا حصلنا على موافقة التصوير من صاحب الأرض، وإن كانت هذه الأرض حدودية فسنغادر على الفور". وأضافت: "قاموا بطلب بطاقاتنا التعريفية وأثناء تعريفي عن نفسي كصحافية بدأ النقاش يذهب باتجاه شكلي وعدم ارتدائي الحجاب، أي أن الشخص كان يحاول اسكاتي بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب كلما حاولت التعريف عن نفسي، وظل يوجه لي جمل من نوع أنني مرتدة ولا أنتمي لهم ولا يحق لي الكلام ولا يشرفه مناقشتي وعليّ أن أخرس"، قبل أن يطلب الرجلان الشرطة النسائية، فيما قامت مرشد بمهاتفة وزارة الداخلية على الفور، قبل أن تحصل حادثة الاعتداء الموثقة بشهادة طبية.

وعندما لم تتوصل مرشد لنتيجة بعد 48 ساعة مع وزارة الداخلية، توجهت إلى "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" وعليْه تم التواصل من قبل الهيئة مع وزارة الداخلية والنيابة العامة. ووجهت الهيئة رسالة لكل من وكيل وزارة الداخلية في غزة والنائب العام وفقا للبيان الصحافي الصادر عن الهيئة.

يشار الى أن نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ومؤسسات حقوقية استنكرت الاعتداء، وما تعرضت مشرد له من إهانات بسبب عدم ارتدائها الحجاب، محملة حركة "حماس" المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء.