السبت 2021/12/04

آخر تحديث: 16:51 (بيروت)

"دويتشه فيليه" توقف 4 صحافيين عرب بتهمة "معاداة السامية"

السبت 2021/12/04
"دويتشه فيليه" توقف 4 صحافيين عرب بتهمة "معاداة السامية"
منهم باسل العريضي، بسبب منشور في موقع تواصل كتبه قبل بدئه العمل مع "دويتشه فيليه" بخمس سنوات
increase حجم الخط decrease
أعلنت مؤسسة "دويتشه فيليه" الألمانية، إطلاق تحقيق خارجي مستقل في اتهامات تضمنها مقال صحيفة ألمانية بحق موظفين في القسم العربي، بالإضافة إلى موظفين أحرار (فريلانس) تابعين لها خارج ألمانيا.

وقال رئيس المؤسسة بيتر ليمبورغ: "تمكنت دويتشه فيليه من الاستعانة بكل من وزيرة العدل الألمانية السابقة، زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والأخصائي النفسي أحمد منصور، وهما شخصيتان معروفتان يتفق مسارهما المهني مع هذه المهمة بشكل خاص"، مضيفاً: "أود أن أشكرهما على استعدادهما للوصول إلى نتائج سريعة في ظل هذا الوضع الصعب بالنسبة إلى دويتشه فيليه".

والحال أن موظفي "دويتشه فيليه" يلتزمون، بحسب أعراف المؤسسة، بالإخلاص لقيم واستراتيجيات المؤسسة الألمانية، سواء داخلياً وخارجياً. من بين هذه القيم الاعتراف الواضح بحق إسرائيل في الوجود، إضافة إلى الموقف الواضح ضد معاداة السامية. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق منصور: "بكل تأكيد، يجب أخذ الاتهامات الموجهة هنا بكل جدية، ومن الجيد أن إدارة دويتشه فيليه ترى ذلك أيضاً. هذه المهمة الملقاة على عاتقي تتطلب مني التعامل معها بصراحة وحيادية واحترام وإحساس بالمسؤولية". أما شنارنبرغر فأكدت على أن "القيم والمبادئ التي يربطها المرء مع العمل في دويتشه فيليه يجب أن يكون الجميع مدركين لها وجزءاً من حياتهم. الانتهاكات الموصوفة ضد هذه المبادئ فادحة، ما يجعل الدقة في تفحصها أمراً مهماً".

وتشمل المهام التي سيقوم بها التحقيق المستقل، بحسب المؤسسة، استيضاح الاتهامات التي ظهرت للعيان من دون تحفظات، وفحص إن كانت هناك هفوات قد وقعت داخل المؤسسة، وتقديم توصيات حول إجراءات وقائية للمستقبل. علماً أن الأشخاص المذكورين في التقرير تم إيقافهم عن العمل، إلى حين الانتهاء من التحقيق. وستقوم إدارة القناة، بناءً على نتائج التحقيق، باتخاذ الإجراءات المناسبة.

ومنصور هو أخصائي نفسي ومؤلف يعيش في برلين. كفلسطيني شاب وُلد في إسرائيل، فإنه كاد أن يصبح إسلاموياً متطرفاً. لكنه اليوم يعتبر من أهم "خبراء الإسلاموية" في ألمانيا. وفي العام 2018 إطلق مبادرة لتعزيز الديموقراطية ومكافحة التطرف، من خلال تنفيذ مشاريع وبرامج تدريبية في مجالي التعليم والاندماج، بالإضافة إلى عمله مع الشرطة والسجون. كما يكافح منصور معاداة السامية بشدّة، وأصدر العام 2015 كتاباً بعنوان "جيل الله. لماذا يجب علينا إعادة التفكير في مكافحة التطرف". وفي آب/أغسطس 2018، أصدر كتاب "كلام صريح حول الاندماج - ضد التسامح المزيف والتخويف"، أما كتابه الثالث "تضامنوا! ضد العنصرية ومعاداة السامية والكراهية" فصدر في تشرين الأول/أكتوبر 2020.

وحصل منصور من خلال عمله على العديد من الجوائز، منها جائزة "AJC Ramer" للشجاعة في الدفاع عن الديموقراطية العام 2013، وجائزة "موزيس مينلدسون" العام 2014. إلى ذلك، قلّدته الطائفة اليهودية، في مدينة دوسلدورف، كأول مسلم، بقلادة يوزف نويبرغر بسبب إنجازاته الخاصة بالطائفة اليهودية. أما العام 2019، فحصل منصور على جائزة حقوق الإنسان التي تمنحها مؤسسة "غيرهارت وريناته باوم".

من جهتها، انتُخبت شنارنبرغر عن حزب الديموقراطي الحر (الليبراليون) للبرلمان الألماني العام 1990، وبعدها بعامين أصبحت وزيرة عدل. كما تولت كنائبة برلمانية، منصب الناطقة باسم كتلة حزبها للمسائل القانونية، وبين العامين 2001 و2002، إضافة إلى الفترة من 2005 حتى 2009 كانت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب. وفي الدورة الانتخابية السابعة عشرة، تم تعيينها مجدداً وزيرة للعدل. ومنذ كانون الثاني/يناير 2019، تعمل مفوضة متطوعة لشؤون معاداة السامية لدى حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا. يقع مكتبها في مقر مستشارية الولاية في عاصمتها، مدينة دوسلدورف.

ويأتي التحقيق من جانب المؤسسة رداً على تقرير نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الثلاثاء الماضي، ذكرت فيه أن عدداً من العاملين في القسم العربي في "دويتشه فيليه"، وكذلك أحد المدربين الذي يعمل بشكل مستقل مع المؤسسة، نشروا في السنوات الماضية تعليقات "معادية للسامية" في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أخرى.

اللبناني باسل العريضي كان واحداً من الإعلاميين الذين طاولهم التحقيق، هو الذين عين مديراً لمكتب "دويتشه فيليه" في بيروت العام 2019. وأشار تحقيق "زود دويتشه تسايتنوغ" إلى نشره تغريدة العام 2014، حذفها لاحقاً، قال فيها أن كل من يتعامل مع الإسرائيليين خائن ويجب إعدامه.

وذكر تقرير الصحيفة الألمانية، المحرر مرهف محمود، الذي كتب منشوراً في "فايسبوك" العام 2017، تحدث فيه عن مقاطعته حديثاً مع امرأة في مقهى، بعدما علم أنها يهودية. وأورد التقرير أنه، في منشورات أخرى، "أنكر" محرقة الهولوكوست، وقال أن "اليهود يسيطرون على عقول الناس من خلال الفن والإعلام والموسيقى".

وأشار التقرير أيضاً إلى الخبير في مجال إدارة الإعلام الصحافي، داود إبراهيم، الذي يشارك في دورات تدريب تنظمها "دويتشه فيليه" في بيروت، واتهمته بالتغريد مرات عديدة، "منكراً" حدوث محرقة الهولوكوست، وبأنه وصفها "بالكذبة". كما ذكر التقرير شقيقه محمد، الذي يشغل منصب رئيس مكتب أخبار الشرق الأوسط في "دويتشه فيليه".

ومن الصحافيين الذين ذكرتهم الصحيفة، سيدة تدعى فرح، قالت أنها تعمل في برنامج "مسائية" الذي تذيعه "دويتشه فيليه"، وكتبت في موقع "رأي اليوم" العربي أنها مستعدة للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" إذا أعلن عناصرها استعدادهم لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها