الثلاثاء 2021/12/28

آخر تحديث: 14:11 (بيروت)

قائد"كتائب بابليون"المنبوذ من كنيسته..بضيافة عون والراعي

الثلاثاء 2021/12/28
قائد"كتائب بابليون"المنبوذ من كنيسته..بضيافة عون والراعي
لإجراء "تفاهم مشرقي واقتصادي" مع باسيل
increase حجم الخط decrease
من هو أمين عام حركة "بابليون العراق"، ريان الكلداني، الذي استقبله، أمس الإثنين، كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس الجمهورية ميشال عون.. ثم استقبله، يوم الثلاثاء، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل؟ وما هي "أهمية" هذا الزائر الآتي على رأس وفد من حركته، وبمشاركة وزيرة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية، إيفان فائق جابرو، ووكيل الوزارة كريم النوري، والنواب في البرلمان العراقي اسوان سالم صادق وبيداء خضر السلمان، وآخرين جاءت أسماؤهم كلهم بعد اسم الكلداني في البيانات الصحافية الرسمية؟

قبل قراءة تفاصيل اللقاءات في المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، من المفيد معرفة أن الاسم الأصل للحركة هو "كتائب بابليون" المعروفة بأنها حركة مسيحية وإحدى فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، يقودها ريان سالم صادق، الملقّب بـ"ريان الكلداني"، والمصنّف في لائحة الإرهاب. وقد تأسس هذا الفصيل العام 2014 بعدما سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على الموصل و سهل نينوى، وشاركت هذه القوات في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، مع فصائل الحشد الشعبي الأخرى.

والجدير بالذكر أن البطريركية الكلدانية أصدرت، في آذار/مارس 2016، بياناً أكدت فيه أن لا علاقة لها بـ"كتائب بابليون" ولا بقائدها ريان الكلداني، وأنها لا تمثلها، مضيفة أن ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب العراقي فقط.

وأنكر عددٌ من أعضاء مجلس النواب العراقي، حركة "بابليون"، ومنهم عماد يوخنا ويونادم كنا، إذ صرح النائب بأن: رئيس هذا الفصيل المسلّح لا يمثّل المسيحيّين، والكتائب التي يقودها تمثّله شخصياً، وهو بعيد عن المسيحية ولا يمثلها، كما أن الكنيسة الكلدانية أكّدت تخلّيها عنه وأنّه لا يمثّلها، لكن بقي البعض في الأوساط العامة يعتمده كمقاتل مسيحيّ يمثّل المسيحيّين.

وفي 18 تموز 2019، تم إدراج قائد مليشيا "كتائب بابليون"، ريان الكلداني، في لائحة الإرهاب، كما أُدرِج اسمه في لائحة العقوبات الخاصة بالخزانة الأميركية وجُمّدت أصوله المالية "بسبب ارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

وفي جولة على مواقع إخبارية عديدة، يتكرر خبر وفيديو عن قيام الكلداني بقطع أذُن أحد المحتجزين العراقيين لديه.

ويُذكر أن "بابليون" خاضت الانتخابات البرلمانية العراقية في العامين 2014 و2018، كـ"لائحة مسيحية كلدانية بممثلين سياسيين"، وساهم قانون الكوتا الخاص بالأقليات في حصول هذه اللائحة على مقاعد برلمانية ببضعة آلاف من الأصوات. في حين تعتبر أصوات عراقية مسيحية عديدة أن هذه اللائحة "غريبة ودخيلة"، لا سيما بسبب ظهورها بشكل مفاجئ "من دون أي تاريخ أو إنجازات لقادتها الذين كانت لهم علاقات قوية مع زعماء سياسيين ورؤساء كتل سياسية مقربين من إيران".

في ضوء ذلك كله، تُقرأ البيانات الرسمية، المعممة إعلامياً، والتي توجز ما دار خلال لقاءات ريان الكلداني في لبنان..

فقد أعلن الرئيس عون، خلال الزيارة، أن لا شيء يمكن أن يلغي دور مسيحيي الشرق مهما واجهوا من ظروف قاسية. كما دعا إلى "إقامة سوق اقتصادية عربية تشمل لبنان وسوريا والأردن والعراق وفلسطين"، متمنياً "للتحرك الذي تقوم به حركة "بابليون العراق" التوفيق في تحقيق أهدافه". وعرض عون مع الوفد، بحسب بيان صادر عن قصره، أوضاع العراقيين عموماً، والمسيحيين منهم خصوصاً، لا سيما أن حركة "بابليون العراق" فازت بالمقاعد المسيحية الخمسة في البرلمان العراقي، موضحاً أن هذا الفوز الانتخابي كان بمثابة تأكيد على أهمية المحافظة على مسيحيي الشرق بعد موجة التهجير التي تعرضوا لها خلال اعتداءات تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية على الأراضي العراقية. ومن جهته، شدّد الكلداني "على أهمية توحيد موقف المسيحيين في الشرق، منوهاً بالدور الذي لعبه الرئيس عون في هذا المجال، والمبادرات التي أطلقها قبل توليه رئاسة الجمهورية وبعدها". وعرض أعضاء الوفد العراقي "المسؤوليات التي تتولاها حركة بابليون العراق على الصعد السياسية والاجتماعية والإنسانية، ومنها مساعدة العراقيين الموجودين في لبنان وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والإنسانية".

وفي حين لم تقل تغطيات الزيارة إلى الكاردينال الراعي، الكثير، فقد قال الكلداني بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم بزيارة لبنان وغبطة البطريرك في زيارة أولى مهمة جداً لتوحيد الصف المسيحي خصوصاً في لبنان، فهذه الزيارة الأولى لأحزاب عراقية مسيحية للبنان". وأضاف: "ننطلق من مبدأ الأخوة والمحبة التي زرعها فينا يسوع المسيح في رسالة الى عالم لكي نقول إن المسيحيين في الشرق قريبون من بعضهم البعض، وستكون لنا بإذن الله زيارات الى سوريا وعمان لتقريب وجهات النظر بين المسيحيين، كما سنطالب بفتح مكتب تنسيقي بين العراق ولبنان وسوريا وباقي البلدان". وأردف: "بإسمي وبإسم أعضاء المكتب السياسي لحركة بابليون أشكر غبطته على انفتاحه وفهمه للوضع المسيحي في العراق".

وجاء في بيان صحافي صادر عن المكتب الإعلامي للكلداني، أنه، ووفده، التقوا باسيل، و"اللقاء هو الأول من نوعه، وقد اتخذ طابع تعارف وعنونة ورشة عمل مستقبلية على كافة الأصعدة وتبادل في التجربة الحزبية والسياسية... وجرى النقاش حول تفاصيل الأحلاف السياسية والمخاوف والهواجس المشتركة بين الكتلتين النيابيتين. وعرض الكلداني مع باسيل، أعداد المسيحيين في العراق وأحوالهم ومواجهتهم خلال السنوات الماضية في سهل نينوى". بدوره، شارك الوزير باسيل مع الوفد تفاصيل زيارته الى نينوى والعراق اثناء المواجهات ودوره من موقعه الوزاري يومها.

وجاء في البيان نفسه أن "الوضع السياسي والحزبي استحوذ على اللقاء (مع باسيل)، لكن المدماك الأساسي للتعاون هو الاقتصاد، حيث اتفق الطرفان على أن المشرقية عمادها الإنتاج المشترك، والحياة المشتركة، وفي هذا الإطار تم التطرق الى امكانيات التبادل على صعيد الخبرات والتجارة والعلم بين البلدين في المستقبل، والدور الذي يمكن ان تلعبه وحدة الكتلتين لهذا الغرض". وتابع البيان: "بالعودة الى هدف اللقاء الأساسي، وهو وضع حجر أساس نحو التعاون المشرقي المسيحي، أعرب الوزير باسيل عن ترحيبه الدائم وخلفيته المشرقية الأساسية حيث وضع الوفد العراقي في صورة المؤتمرات السابقة التي عقدها الرئيس عون والتيار الوطني الحر... كما توسع البحث ليشمل الأرقام والناتج المحلي للبلدان المشرقية والإمكانيات المتاحة اذا تم توحيد الجهود والأسواق". بدوره شدد الكلداني على "الرسالة التي حملها طيلة جولته وهي ضرورة الوحدة المسيحية، والارتباط للصمود والبقاء وبناء علاقات نديّة مع الأمم المحيطة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها