الثلاثاء 2021/10/26

آخر تحديث: 16:09 (بيروت)

أول إنجازات الحكومة.. مجموعة "واتسآب" لنساء الوزراء

الثلاثاء 2021/10/26
أول إنجازات الحكومة.. مجموعة "واتسآب" لنساء الوزراء
increase حجم الخط decrease
مَن كان يظن أن رئيس الوزراء السابق حسان دياب، مجرد واجهة للحكم، فليتمعّن الآن في تجربة الرئيس نجيب ميقاتي. إذ يبدو أن الرجل، صاحب مبدأ النأي بالنفس عن الحرب السورية العام 2011، يلجأ إلى المبدأ نفسه في ما يتعلق بالوضع اللبناني.

يبدو الرجل كمَن ينأى بنفسه اليوم عن الانقسام السياسي الحاد الذي استتبع الخلافات حول القاضي طارق البيطار، وما تلاها من أحداث في الطيونة والتداعيات الخطرة لهذا كله. يكتفي ميقاتي بالدعوات للتهدئة، وبالوعود بانعقاد جلسة مجلس الوزراء. في الظل، هو يدوّر الزوايا، بانتظار أن تمر السحابة السوداء بسلام وأن يقوم زعماء من خارج الحكومة بحل مشاكل يجدر بالدولة حلها. 
يستطيع المرء أن يكوّن فكرة واضحة عن نجيب ميقاتي اليوم، بمجرد أن يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ويقرأ ما يدور من أخبار وتغريدات تعكس ما يفكر فيه رئيس الوزراء.

فعلى هامش كل ما يحصل في لبنان، ينشغل ميقاتي بالتحضير مع وزير البيئة ووزير الخارجية، للمشاركة في قمة غلاسكو حول التغيير المناخي. وعلى أهمية القمة، إلا أنها لا يمكن أن تكون أولوية في الوضع الراهن لبنانياً، كما أن مشاركة لبنان فيها، البلد الذي بالكاد يستطيع منع مواطن من قطع شجرة للتدفئة، لن تقدم ولن تؤخر، مع ذلك فإن رئيس الوزراء مصرّ على المشاركة فيها استكمالاً لمهامه الحكومية، من دون أن يتوصل الى حل حاسم لانعقاد مجلس الوزراء، وهو أولوية لاستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

الرجل الذي بكى بعد تكليفه رئاسة الحكومة، حزناً على حال اللبنانيين في ظل الانهيار الاقتصادي، يتداول ناشطون اليوم خبراً مفاده أن رئيس الحكومة، بعدما استشعر معاناة المواطنين، يبحث خفض سعر صفيحة البنزين، خمسة آلاف ليرة لبنانية، بعدما تجاوز السعر الـ300 ألف ليرة، الأمر الذي أثار سخرية كبيرة.

فالمواطن الذي يحتاج إلى أربع صفائح وقود شهرياً للتنقل، في غياب النقل العام، يدفع ما لا يقل عن مليون و200 ألف ليرة، بينما ينوي رئيس الحكومة حسم خمسة آلاف ليرة لكل صفيحة، وكأنه يزيل من عبء الجبل حفنة تراب.
يسير ميقاتي على خطى حسان دياب في التعاطي مع رئاسة مجلس الوزراء كموقع تشريفي، مع فارق بسيط ان ميقاتي يسير بين الألغام، محاولاً تدوير الزوايا السياسية وتطويق الانقسامات منعاً لتفجر حكومته. الفارق الأساسي بينه وبين دياب، أن ميقاتي يتمتع بعلاقات أوسع، وشبكة حماية أكبر، بدءاً من رؤساء الحكومات السابقين والعلاقات العربية، وصولاً الى القوى المؤثرة في الداخل، فضلاً عن أن صمته أبلغ بكثير من تبجح دياب دائم الحديث عن "إنجازاته".

أما الخبر اللافت اليوم، فهو أن زوجات الوزراء في حكومة ميقاتي، أنشأن مجموعة في تطبيق واتسآب لمتابعة الأخبار.. وهو ما اعتبره البعض أول الإنجازات الملموسة لحكومة ميقاتي.

ومع تكرار النمط في تعاطي رؤساء مجلس الوزراء مع الحكم، سواء سعد الحريري أو حسان دياب والآن ميقاتي، نستطيع القول أن عهد ميشال عون هو عهد رؤساء الحكومات المقوضين عن الإنجاز، كأن عون يتعمد أن يأتي برئيس وزراء بعد قصّ أجنحته، رئيس حكومة غير قادر على الحكم أو اتخاد القرارات، منزوع الصلاحيات كلياً. فالقرارات المهمة الآن تتخذ في بعبدا أو برضاها، ويكاد مجلس الوزراء يتحول إلى عراضات وصور وزراء وزوجات في مجموعات واتسآب، لا أكثر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها