الثلاثاء 2020/08/04

آخر تحديث: 18:32 (بيروت)

النظام ينفي مقتل الممرضة روان سحتوت: ماتت بـ"صدمة تحسسية"

الثلاثاء 2020/08/04
النظام ينفي مقتل الممرضة روان سحتوت: ماتت بـ"صدمة تحسسية"
increase حجم الخط decrease

في أول رد رسمي على حادثة وفاة الممرضة في مشفى "الأسد الجامعي"، روان سحتوت، قال رئيس الطبابة الشرعية في دمشق أيمن ناصر، أن سبب الوفاة يعود لقصور أعضاء متعدد ناجم عن صدمة تحسسية نتيجة تناول جرعة دوائية من قبل الممرضة المتوفاة، كونها ممرضة وتأخذ دواء بنفسها.

وفي تسجيل صوتي نشرته صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، قال ناصر أن "أهلها اقتنعوا أن سبب وفاتها حالة مرضية وأنها تناولت الدواء بنفسها لكن إحدى زميلاتها ساعدتها بفتح الوريد ووضعت لها قسطرة وصارت تحقن نفسها بنفسها وأغلب الناس أصبح يسكّن لحاله وغلطة الشاطر بألف". حسب تعبيره.

وأضاف: "الممرضة المتوفاة أخذت مادة دوائية مسكنة بشهادة الشهود وكانت تشتكي من آلام بطنية مغصية شديدة، يمكن آلام طمثية، وآخذة بعض المسكنات ومضاد تشنج وبالتالي تحسست"، موضحاً أنها تناولت "رانتيدين وسبسامو مضاد تشنج ومسكن للمعدة"، واصفاً وفاتها بأنها نوع من الصدمة حيث أن الشخص يصبح لديه في بعض الأحيان نقص تحمّل ووهن قلبي وتنقص الأكسجة قليلاً فيتأذى الدماغ ثم القلب ويدخل بعدها العناية وتتأذى باقي أعضاء الجسم ثم يموت.

ويخالف هذا التشخيص، الرواية التي قدمتها مشفى "المهايني" الخاص لأسرة سحتوت إثر وفاتها، التي قالت أن سبب الوفاة هو نوبة قلبية، وهو ما شككت به العائلة في البداية، لعدة أسباب منها وجود أثر لحقنتين تأخذان بالعضل، وتم إعطائهما للمريضة في الوريد، وهو خطأ لا يمكن أن ترتكبه ممرضة متمرسة بحق نفسها، كما أن أثار مقاومة وأظافر ظهرت على الجثة، فيما منعت العائلة من مشاهدة كاميرات المراقبة وسط تكتم على الموضوع.



وحتى بعد التوضيح الرسمي، مازالت عائلة سحتوت تنشر مطالبة للعدالة عبر صفحة أنشأتها بهذا الخصوص في "فايسبوك" بعنوان "حق روان سحتوت"، علماً أن النظام السوري بات في العامين الأخيرين، يعتمد استراتيجية جديدة نسبياً في التعامل مع المواضيع الأكثر إثارة للجدل، والتي تنتشر عبر مواقع التواصل، و"تسيء لهيبة الدولة".

وقبل سنوات قليلة، لم تكن الدوائر الرسمية وأجهزة النظام تصدر أي تعليقات على ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي. ولا يعود ذلك إلى انشغال أجهزة "الدولة السورية" بقضايا أهم، بل يعود على الأغلب لاستراتيجية إعلامية قديمة تقوم على خلق وهم بوجود دولة مثالية، يقوم فيها "مغرضون" من الشعب نفسه، بمحاولة الإساءة لصورتها. بينما تسعى الاستراتيجية الجديدة إلى تلميع صورته وتخفيف الاحتقان في مناطق سيطرته، نتيجة الواقع الخدمي والاقتصادي المتردي.

وتقوم الاستراتيجية على نفي كافة الأنباء والمعلومات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تفضح الاستغلال والاحتقار الممارس من قبل النظام، بكافة مستوياته، بحق السوريين، بعد انخفاض وتيرة الحرب في البلاد خلال السنتين الأخيرتين. وباتت صفحات موالية للنظام مثل "مراسلون سوريون" التي يديرها موظفون في وزارة الإعلام السورية، تعمل على تكذيب "الشائعات" والمعلومات "المغرضة"، والتي تسيء لصورة "الدولة السورية" بوصفها دولة "حضارية".

ولا يعني ذلك تكذيب معلومات سياسية أو عسكرية خطيرة، بل الصور المتداولة في مواقع التواصل لتفاصيل الحياة اليومية البسيطة، والتي تظهر حجم البؤس الموجود في مناطق سيطرة النظام، سواء من ناحية مظاهر الفقر أو صور الطوابير للحصول على أساسيات الحياة، وغيرها، وصولاً للمواضيع الأكثر انتشاراً، كالجرائم التي ازدادت وتيرتها مؤخراً، في آخر مشهد للتشظي الاجتماعي في البلاد، ومن بينها قصة وفاة سحتوت الغامضة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها