الإثنين 2020/08/10

آخر تحديث: 18:15 (بيروت)

سيف الدين سبيعي: كورونا مرض عادي.. والباقي كذب

الإثنين 2020/08/10
سيف الدين سبيعي: كورونا مرض عادي.. والباقي كذب
increase حجم الخط decrease
تخطى عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا حول العالم 19.9 مليون إصابة شفي منها 12.1 مليون شخصاً مقابل وفاة 732 ألف آخرين، ورغم البؤس الذي خلفه الفيروس في فترة زمنية قصيرة، مازال الممثلون السوريون يقدمون آراءهم الفذة للجمهور، والتي تنكر وجود الفيروس أو تقلل من شأنه، وآخرهم الممثل سيف الدين سبيعي.

وقبل أشهر، ظهر عدد من الممثلين السوريين في مقابلات تلفزيونية تحدثوا فيها عن أن الفيروس مجرد كذبة، كما ظهر الممثل عباس النوري عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" مقدماً نظرية مؤامرة عزت "كذبة الفيروس" إلى محاولة جماعات معينة السيطرة على العالم، ويبدو أن سبيعي، الذي ظهر قبل فترة في مقاطع فيديو توعية من الفيروس، ناقض نفسه بنفسه عند حديثه عن أن الفيروس "مرض عادي".



وقال سبيعي في لقاء مع إذاعة "ميلودي" المحلية: "أنا لا أصدق موضوع كورونا وأشعر أنه مرض عادي يُصيب الناس حسب مناعتهم، وبالتالي تكون درجة التأثر، مثله مثل أي مرض آخر لكن الهالة الإعلامية التي رافقته لها بُعد اقتصادي عنيف، يوجد شيء يتغير بالعالم وكل هذا المرض وما يحدث بسببه كذب".

وأثارت هذه التصريحات المستهترة، في بلد منهار بفعل الحرب الطويلة والنظام الصحي الضعيف أصلاً، غضباً واسعاً، وطالب المعلقون وصفحات واسعة الانتشار، سبيعي بالصمت والحديث عن أمور يملك معرفة بها، كالتمثيل أو الإخراج مثلاً، وترك الأمور الطبية لأصحابها، فيما استهجن العشرات تناقضه بين الظهور في فيديوهات توعية إلى جانب ممثلين آخرين كوفاء موصللي ودانا جبر، وبين التعبير عن آرائه الخاصة بهذا الشكل الأقرب إلى نظريات المؤامرة الأكثر سذاجة وسطحية.

والحال أن هذا التخبط الذي يقدمه سبيعي، ليس مفاجئاً تماماً، بل هو نسخة عن التخبط الرسمي، حيث يبدو النظام السوري نفسه محتاراً بشأن الأسلوب الأمثل لإدارة أزمة الفيروس إعلامياً أمام الجمهور المحلي، فبينما يتحدث مسؤولون وشخصيات عامة وبرامج بعض وسائل الإعلام الرسمية عن انتشار هائل للفيروس في البلاد بشكل يفوق إمكانية السيطرة عليه، يميل مسؤولون آخرون وبرامج أخرى في نفس وسائل الإعلام إلى التقليل من أهميته والحديث عن نجاح "الدولة السورية" في السيطرة عليه.

ويبدو أن النظام مؤخراً يحاول الدفع باستراتيجية مناعة القطيع في الرد على الانتقادات الشعبية المتزايدة للإهمال الرسمي بشأن الفيروس واستثماره لسرقة ما تبقى في جيوب السوريين. وأضاف سبيعي المعروف بمواقفه الموالية للنظام هنا أن "التصدي الصحيح للفيروس يكون بالاستسلام لمناعة القطيع، فهو التجربة الناجحة".

وأتت الانتقادات من إعلاميي النظام أنفسهم، ومنهم الإعلامية نور قاسم التي تعاني من الإصابة بكورونا حالياً. وكتبت عبر صفحتها الشخصية في "فايسبوك": "حضرتك ما مرضت فيه ولا شفت الألم والتعب والوجع منه، حضرتك لحسن حظك ما انصاب فيه حدا من معارفك ومات منه بعد أسبوع، حضرتك ما بتعرف إنو في أشخاص منذ أربعين يوم يعيشون على المنافس فقط، حضرتك ما بتعرف إنو في شباب ما تحملوا الفيروس وماتوا منه"، كما طالب الإعلامي الآخر محمود عبد اللطيف بمحاسبة سبيعي، على تصريحاته واعتبرها غير مسؤولة لكونها تحرض على إهمال وسائل الوقاية.



وفي مقابل الانتقادات رد سبيعي بأن تصريحاته اقتطعت من سياقها، فيما حاولت بعض الصفحات الموالية والصفحات الفنية، تمييع الموقف، بالقول أنه "لا يجب التنمر" على سبيعي لمجرد أنه عبر عن رأيه، في إشارة للانتقادات. إلا أن ما تفوه به سبيعي لا يعتبر رأياً بقدر ما يعتبر جزءاً من الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة التي يتم تداولها حول الفيروس، والأسوأ من ذلك أن هذه المقولات السامة تأتي من طرف شخصية ذات شهرة في المجتمع المحلي، وترتبط على الأغلب بأجهزة النظام الأمنية والمخابراتية.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام، الأحد، تسجيل 63 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع عدد الإصابات المسجلة إلى 1188 حالة، كما أعلنت تسجيل حالتي وفاة ما يرفع العدد إلى 52، فيما تشير تقديرات إلى أن الأرقام أعلى من ذلك بكثيرفي ظل انعدام الخدمات الطبية وازدحام المشافي وعدم توفر أبسط الخدمات اللازمة والإجراءات الطبية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها