الأربعاء 2020/06/24

آخر تحديث: 18:52 (بيروت)

جولة عالمية على "البرادات الخاوية" في لبنان

الأربعاء 2020/06/24
جولة عالمية على "البرادات الخاوية" في لبنان
البرادات الفارغة في منازل اللبنانيين (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لم يعد تدويل الملفات اللبنانية مقتصراً على الأزمات الأمنية أو المالية أو السياسية، إذ بات الجوع أزمة مدوّلة، وانتقلت صور البرادات الخاوية من مقدرات العيش في المنازل اللبنانية الى وسائل الإعلام الأجنبية لتثبت أن أمعاء اللبنانيين خاوية. 

فقد نشرت وكالة "فرانس برس" صوراً لبرادات خاوية في منازل اللنبانية ضمن تقرير حمل عنوان "لبنانيون يعجزون عن ملء براداتهم بالطعام وسط انهيار اقتصادي متسارع". 


لكن حجم المعاناة، دفع الوكالة لدمج الصور الفردية الملتقطة قبل ايام في مختلف المناطق اللبنانية، وجعلها صورة واحدة تظهر المعاناة المشتركة، ولو أن التقرير أعدّ اساساً في مدينة طرابلس. 

وخلال الأيام الماضية، التقط مصورو وكالة "فرانس برس" صوراً صادمة لبرادات شبه فارغة داخل منازل في مدن رئيسية هي بيروت وجونية وجبيل وطرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، تأثر أصحابها بتداعيات الأزمة وبتدهور الليرة. فمن كان راتبه يعادل 700 دولار، الصيف الماضي على سبيل المثال، بات اليوم بالكاد يعادل مئتي دولار.

وبذلك، وثقت الوكالة المعاناة اللبنانية غير المسبوقة التي بلغت حدَّ الجوع، عبر صُور من داخل عشرات المنازل اللبنانية لأشخاص يقفون بحسرة أمام براداتهم الخالية بمعظمها من الطعام، ما يؤشر إلى حالة الذل التي وصل إليها لبنان إزاء الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي أدى الى تدهور غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، وقد وجدت شرائح واسعة من اللبنانيين قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة، ما جعل كثيرين عاجزين حتى عن ملء براداتهم بالخضار والألبان واللحوم.

ولم تستثن تداعيات الانهيار، وهو الأسوأ منذ عقود، أي فئة اجتماعية وانعكست موجة غلاء غير مسبوق، وسط أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار الذي لامس سعر صرفه في السوق السوداء عتبة الستة آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات.

وخسر عشرات آلاف اللبنانيين، منذ الخريف، مصادر أرزاقهم أو جزءاً من مداخيلهم، جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول الى الشارع منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة. وفاقمت تدابير الإغلاق العام التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد الوضع الاقتصادي والمعيشي سوءاً.

ودفعت الأزمة قرابة نصف السكان الى العيش تحت خط الفقر، وفق أرقام البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان، حتى الأمس القريب، يُعرف باسم "سويسرا الشرق" ويشتهر بمرافقه وخدماته ومبادرات شعبه الخلاقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها