الأربعاء 2020/03/18

آخر تحديث: 19:04 (بيروت)

الاتحاد الأوروبي: روسيا تنشر معلومات كاذبة حول كورونا

الأربعاء 2020/03/18
الاتحاد الأوروبي: روسيا تنشر معلومات كاذبة حول كورونا
increase حجم الخط decrease
أفاد الاتحاد الأوروبي بأن الإدارات المعنية في مؤسساته لاحظت تزايداً في تدفق المعلومات المغلوطة والكاذبة المتعلقة بوباء فيروس كورونا المستجد.

وكشفت وثيقة للاتحاد الأوروبي، أن وسائل الإعلام الروسية لجأت إلى حملة تضليل كبرى ضد الدول الغربية، بقصد التهويل من أثر فيروس كورونا وخلق حالة من الذعر ونشر أجواء عدم الثقة، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وجاء في الوثيقة الموقعة بتاريخ 16 آذار/مارس الجاري: "هناك حملة تضليل كبرى من وسائل الإعلام الروسية والجهات المؤيدة للكرملين في ما يتعلق بفيروس كوفيد-19". وأضافت الوثيقة، التي صدرت عن خدمة العمل الخارجي الأوروبي التابعة للاتحاد: "الهدف النهائي لحملة التضليل التي يقوم بها الكرملين، هو تضخيم الأزمة الصحية العامة في الدول الغربية، بما يتماشى مع إستراتيجية الكرملين الأشمل التي تحاول تدمير المجتمعات الأوروبية".

وبحسب وسائل إعلام أوروبية، أشار المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، الى أن المؤسسات الأوروبية رأت منذ بداية الوباء تصاعداً في الحملات المغرضة المتعلقة به، حيث "هناك أطراف خارجية منها روسية، موجودة في روسيا أو موالية للكرملين تقف وراء كل هذا".

إلى ذلك، أوضح بيتر ستانو، أن إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد تتابع ما يتم ترويجه سواء في شبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل الاعلام التقليدية من معلومات بشأن "كوفيد 19"، مضيفاً: "لدينا وحدة خاصة مهمتها التعرف على المعلومة الخاطئة، تحديد مصدرها وتفنيدها ونشر المعلومات الصحيحة على موقع خاص".

ويتعاون الأوروبيون في مجال ضبط وتفنيد المعلومات الخاطئة مع جهات عديدة، مثل حلف شمال الأطلسي "ناتو" ومجموعة الدول السبع، وكبرى شركات التكنولوجيا المعنية. لكن المؤسسات الأوروبية لا ترى فائدة من الحوار مع الروس، الذين ينكرون باستمرار تورطهم في ترويج أي معلومات خاطئة، على حد تعبير ستانو.

والحال أن الكرملين نفى، الأربعاء، ما ورد في وثيقة الاتحاد الأوروبي. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين أن "المزاعم لا أساس لها ومنافية للمنطق"، واعتبر أن هناك افتقاراً لأمثلة بعينها أو صلة بمنفذ إعلامي محدد في وثيقة الاتحاد الأوروبي. وقال: "نتحدث مرة أخرى عن مزاعم لا أساس لها ومن المرجح في الوضع الراهن أن تكون ناجمة عن هوس عدائي تجاه روسيا".

وتجري المفوضية الأوروبية حواراً مكثفاً مع شركات الانترنت، التي وقعت معها مدونة سلوك العام 2018، في محاولة للتصدي للحملات المغرضة سواء بشأن "كوفيد 19" أو أي أمر آخر. كما ناشد الاتحاد الأوروبي مستخدمي الانترنت التأكد من مصادر المحتويات التي يطالعونها ويشاركونها.

وقال ستانو: "من ينشر أو يشارك معلومات غير مؤكدة أو موثوقة المصدر يجب أن يعي أنه يتلاعب بحياة الآخرين".

وذكرت الوثيقة أن الحملة الروسية، التي تدفع بالأخبار المزيفة في الإنترنت، بالإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية، تستخدم تقارير متناقضة ومربكة وخبيثة لجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي التواصل حول استجابته للوباء. وسجلت قاعدة بيانات متخصصة للاتحاد الأوروبي ما يقرب من 80 حالة تضليل حول الفيروس منذ 22 كانون الثاني/يناير الماضي.

واللافت أن الوثيقة تضمنت أمثلة مباشرة حول حالات التضليل، بعكس الادعاءات الروسية. وقالت أنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت شبكة "روسيا اليوم" التي تمولها الدولة هي المصدر الإخباري الـ12 من حيث شعبية بشأن الفيروس، بين كانون اثاني/يناير ومنتصف آذار/مارس، استناداً إلى كمّ الأخبار التي تمت مشاركتها.

ورفضت الوكالة الأوروبية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية، التعليق مباشرة على التقرير، لكن متحدثاً باسمها قال أن "الاتحاد الأوروبي على اتصال بغوغل وفايسبوك وتويتر ومايكروسوفت من أجل مناقشة انتشار المعلومات المضللة حول تفشي كورونا".

ولم تنجح وسائل الإعلام الروسية في أوروبا في الوصول إلى الجمهور الأوسع، لكنها توفر منبراً للشعبويين المناهضين للاتحاد الأوروبي وتستقطب النقاش، كما أظهر التحليل الذي أجرته جماعات الاتحاد الأوروبي والجماعات غير الحكومية.

ومن أبرز القصص المضللة التي اعتمدتها الأخبار الزائفة الروسية، الحديث عن أن الفيروس من صنع الإنسان وأنه انتج كسلاح بيولوجي من قبل الدول الغربية، لكن دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، الثلاثاء وتناقلتها وسائل إعلام أميركية، وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، لم تجد أي دليل على أن الفيروس تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر. وتم التوصل لتلك النتيجة بعدما حلّل العلماء بيانات تسلسل الجينوم العام لفيروس كورونا المستجد والفيروسات ذات الصلة.​

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" معلومات عن أنباء مزيفة ابتكرتها روسيا في إيطاليا، ثاني أكثر الدول تضرراً في العالم، وزعمت أن الأنظمة الصحية لن تكون قادرة على التأقلم وأن الاطباء سيختارون من يعيش أو يموت بسبب نقص الأسرّة. كما تبادلت المنطقة الاقتصادية الأوروبية معلومات مع سلوفاكيا حول انتشار الأخبار المزيفة التي تزعم أن رئيس وزراء البلاد، بيتر بيليغريني، مصاب بالفيروس، وتقول أنه ربما يكون قد نقل العدوى إلى آخرين في القمم الأخيرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها