شبكة "انترانت" سوريا..بنك معلومات ورقابة على الاتصالات الخارجية

لا تتخطى خدمة البريد الإلكتروني المحلي التي اطلقها النظام السوري قبل ايام، كونها شبكة "انترانت" داخلية، تزيد من رقابة النظام على اتصالات السوريين مع الخارج، وتضع بياناتهم ورسائلهم الالكترونية تحت مجهر السلطات، لتضم أكبر قاعدة بيانات "داتا بنك" الكترونية عن المواطنين. 

والخدمة أطلقتها الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة في سوريا يوم الثلاثاء الماضي، وزادت الشكوك حول محاولات النظام الامنية لجمع البيانات، من البريد الالكتروني هذه المرة. 

وذكرت الهيئة في التعميم الذي أصدرته ان "البريد الإلكتروني الوطني" سيكون مُتاحاً للعموم بشكل مجاني، ومُستضاف بشكل كامل محلياً، مضيفة أنه مجال أكثر أمنًا لتبادل الرسائل مقارنة مع خدمات البريد الإلكتروني الخارجية.

ويفرض الاشتراك في هذه الخدمة،تسجيل البيانات الشخصية التي لا تتضمن أي آلية لحمايتها من النظام وأجهزته الامنية، مثل الاسم والكنية ورقم الجوال والرقم الوطني.
 

بالشكل، تشبه الشبكة المحلية شبكات الـ"انترانت" وهي شبكة داخلية تقوم بإنشاءها المؤسسات على اختلاف أحجامها، وتستعمل بروتوكولات إنترنت مثل HTTP وFTP وتستخدم خدمات إنترنت مثل البريد الإلكتروني.

ولا يستطيع أي شخص من خارج المؤسسة أن يدخل اليها، ومحتويات هذه الشبكة تحددها الشركة، وعادة تحوي خدمات البريد الإلكتروني، تنظيم المشاريع، ساحات للنقاش، قاعدة بيانات، للمعلومات والخبرات. 

في الخدمة الجديدة، تحول السلطات البلاد الى شركة كبيرة، تضم ملايين الملفات وأكبر قاعدة بيانات وطنية معرضة للرقابة من قبل السلطات، وهو ما يخالف أبسط معايير التداول الالكتروني. سيمتلك النظام أكبر بنك معلومات حول رسائل الشركات واتصالات الافراد عبر هذه الخدمة، وستكون جميع الرسائل الموجهة الى الخارج عرضة للمراقبة.