الإثنين 2020/11/23

آخر تحديث: 21:26 (بيروت)

"سناب شات" تقلّد "تيك توك"

الإثنين 2020/11/23
"سناب شات" تقلّد "تيك توك"
increase حجم الخط decrease
بعدما استنسخت شبكات عديدة نسقها للمنشورات الزائلة المعروفة بالـ"قصص" (ستوريز)، أطلقت "سنابتشات" خاصية "سبوتلايت" وهي شريط محتويات منتجة من مستخدميها على نموذج "تيك توك".

ولم يكن مستخدمو "سنابتشات"، وهم بأكثريتهم من المراهقين والبالغين الشباب، ينشرون قبلاً صورهم وتسجيلاتهم المصورة إلا لجهات الاتصال الخاصة بهم أو من خلال رسائل خاصة، أو على شبكات منافسة. لكن اعتباراً من الاثنين، بات في استطاعة مستخدمي "سنابتشات" في 11 بلداً بينها الولايات المتحدة، بث منشوراتهم لجمهور أوسع عبر التطبيق من خلال شريط عام تكيفه خوارزميات الخدمة تلقائياً بحسب أذواق المتابعين.

وحققت هذه الوصفة نجاح "تيك توك" لأنها تفتح للمؤثرين فرصة نشر محتوياتهم على نطاق واسع، وللمستخدمين عموماً استعراض جملة محتويات تتكيف مع أذواقهم الشخصية، علماً أن "سنابتشات" التي تعمل على خاصية "سبوتلايت" منذ سنة ونصف السنة، استخلصت العبر من النماذج القائمة أبرزها "تيك توك" أو "ريلز" وهي النسخة المطورة من "إنستغرام"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

ففي المقام الأول، يتعين استحصال المضامين المعدة للنشر على إذن المشرفين على المنصة. وفي البداية، أي مقطع فيديو منشور يكون قد شوهد من جانب شخص آخر بصورة مسبقة. وفي وقت لاحق، ستعتمد "سنابتشات" سياسة إشراف هجينة تمزج بين التدخل البشري وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ولم يكشف هذا التطبيق المستخدم من حوالى 250 مليون شخص حول العالم يومياً، عدد المشرفين الذين يتولون هذه المهمة الضخمة، لكنه يشير إلى أن هذا التحدي الكبير يستحق بذل الجهود من أجله. ويفضل قادة الشبكة اختيار المضامين التي سيشاهدها ملايين الأشخاص بدل التحول إلى منصة مفتوحة يتعين عليها بلا توقف الاهتمام بسحب المضامين الإشكالية.

وتواجه الشبكات الاجتماعية، خصوصاً "فايسبوك" بخدمتها الأساسية ومنصتها للصور "إنستغرام"، إلى جانب "تيك توك" و"يوتيوب"، باستمرار انتقادات من جهات تأخذ عليها تقصيرها في مكافحة التضليل الإعلامي والحض على العنف والكراهية. كذلك تواجه "سنابتشات" هذا النوع من المشكلات التي تهز ثقة المستخدمين والمعلنين. وقبل أيام، بدأت السلطات الفرنسية في مدينة أنسي شرق البلاد التحقيق مع تلميذ على خلفية توجيهه تهديدات إلى مدرّسة عبر الشبكة.

ومن الفروق الرئيسية أيضاً مع الخاصيات المشابهة في الشبكات المنافسة، لن تكون التعليقات العامة متاحة عبر "سبوتلايت"، بل سيتمكن المستخدمون من توجيه ملاحظاتهم إلى صانعي المحتوى في رسائل خاصة إذا لم ينشر هؤلاء مضامينهم مع تجهيل الاسم أو إذا كانوا يسمحون بتلقي رسائل.

كذلك، تعتزم المنصة إنشاء بيئة إيجابية تُمنع فيها التعليقات السلبية، خلافا لما يحصل عبر "تيك توك" حيث تستقطب مضامين ينشرها مؤثرون يتابعهم الملايين أنفسهم، الكثير من التعليقات السلبية، وفق ناطق باسم "سنابتشات".

وسيتمكن أي صانع محتوى، سواء يتابعه العشرات أو الآلاف، من الضغط على خانة "سبوتلايت" بعد إنجاز فيديو مع أو من دون الفلاتر الشهيرة الخاصة بالتطبيق. فيما تشدد "سنابتشات" على المساواة بين المستخدمين الذين سيتقاضون أرباحاً مالية محتملة تبعاً للاهتمام الذي تثيره مضامينهم لدى المستخدمين. وتوزع الشبكة أكثر من مليون دولار يومياً لهذه الغاية.

وأوضح بيان للشبكة أن المنشورات "تخضع للتقويم على أساس التفاعلات مع الناس، بما يشمل الوقت الذي يمضيه المستخدمون في مشاهدة فيديو ما أو عدد القلوب (تفاعل إيجابي) التي يضعونها. وتحدَّد العائدات تبعاً لعدد المشاهدات غير المكررة"، وفق بيان.

وبعد أكثر من سنتين على دخولها البورصة، لم تنجح "سنابتشات" بعد في تحقيق أرباح. وفي الربع الثالث من العام 2020، تكبدت الشركة خسائر بقيمة 200 مليون دولار. لكنها ضاعفت رقم أعمالها السنوي إلى 680 مليون دولار، بفضل نجاح إطلاقها أدوات جديدة لتشجيع المستخدمين على تمضية وقت أطول على التطبيق، ومنتجات إعلانية جديدة بهدف "تجربة" أكسسوارات بالواقع المعزز أو الغوص في العالم الخاص لعلامة تجارية ما.

وكانت "سنابتشات" أطلقت العام 2013 خاصية "القصص" (ستوريز)، وهي منشورات زائلة تختفي بعد 24 ساعة على نشرها. وحققت نجاحاً كبيراً دفع بشبكات منافسة إلى استنساخها، من بينها "فايسبوك" و"انستغرام" العام 2016، وأخيراً "تويتر" مع خاصية "فليتس".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها