الأربعاء 2019/05/22

آخر تحديث: 19:34 (بيروت)

بعد القرار الأميركي بحظرها.."هواوي": لدينا خطة بديلة

الأربعاء 2019/05/22
بعد القرار الأميركي بحظرها.."هواوي": لدينا خطة بديلة
increase حجم الخط decrease
دخلت الحرب التجارية والاقتصادية المستعرة بين واشنطن وبكين في طور جديد، بعدما أضافت الإدارة الأميركية أخيراً شركة "هواوي" الصينية العملاقة إلى لائحة الشركات المحظور التعامل معها، ما استدعى قراراً عاجلاً وصادماً من شركة "غوغل" الأميركية قضى بحظر حاملي هواتف "هواوي" من استخدام تطبيقاتها وخدماتها، قبل أن تصدر شركات تكنولوجيا أميركية أخرى قراراً مماثلاُ بوقف التعامل مع الشركة الصينية.


ووفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" الأميركية فإن شركات "إنتل" و"كوالكوم" و"برودكوم" و"سيلينكس" أخبرت موظفيها أنها لم تزوّد "هواوي" بشحناتها حتى إشعار آخر، علماً أن منتجات هذه الشركات تشكّل ركناً أساسياً في صناعة الشركة الصينية، الأمر الذي يمثل ضربة قوية بالنسبة لـ"هواوي" على أكثر من مستوى.

وأوضحت "بلومبرغ" في تقريرها أنّ شركة "إنتل" هي المسؤولة عن تزويد "هواوي" بمعالجات لحواسبها الشخصية التي تعمل بنظام "ويندوز"، وهذا يعني أن صناعة حواسيب الشركة أصبحت في خطر، إذ تُعتبر "إنتل" واحدة من أفضل شركات المعالجات في العالم، في حين أنّ شركة "كوالكوم" توفّر للشركة الصينية المعالجات وخوادم الهواتف الذكية. أما شركة "سيلينكس" فإنّ "هواوي" تعتمد عليها في الحصول على رقائق الكترونية قابلة للبرمجة وتستخدم في الشبكة، فيما تحتل الرقائق الالكترونية التي تصنعها "برودكوم" جزءاً أساسياً من مكونات العديد من منجات الشركة الصينية.

ولن تقتصر تداعيات قرار الحظر على ذلك، إذ إن التطوارات الأخيرة في المواجهة المستمرة منذ أشهر بين "هواوي" والولايات المتحدة ستؤدي أيضاً إلى انخفاض الطلب على أشباه الموصلات Semiconductors في الصين، ما يهدد الانتعاش الأسيوي الناشىء في القطاع.

وبالرغم من أن قرار "غوغل"  سيمنع مستخدمي هواقف "هواوي" من الوصول إلى الخدمات التي تحمل علامة "غوغل"، والتي تشمل تطبيقي "جي مايل" و"غوغل مابس"، إلا أن الشركة ستبقى قادرة على استخدام نظام "أندرويد" لأنه عبارة عن مشروع مفتوح المصدر، أي يمكن لأي مصنع تعديله وتثبيته في أجهزته من دون الحاجة إلى إذن.

لكن الإشكالية في هذا الإطار تتعلق بالهواتف الجديدة التي ستصنعها "هواوي" في المستقبل مع امتناع "غوغل" عن تزويدها بخدماتها، ما سيجعل مستخدمي "غوغل" غير قادرين على تثبيت خدمات "غوغل" للمحمول (GMS) مسبقاً. ويتضمن ذلك مجموعة من تطبيقات "غوغل" الخاصة بما في ذلك: متجر التطبيقات والموسيقى والوسائط الأخرى، وصور غوغل، ويوتيوب، وخرائط غوغل، والتخزين السحابي في محرك "غوغل"، ومكالمات فيديو "غوغل ديو".

وعقب الضجّة الكبيرة التي أثارها قرار السلطات الأميركية، قررت واشنطن تأجيل بدء تطبيق الحظر على تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى "هواوي" حتى منتصف آب/ أغسطس المقبل، مشيرةً إلى الحاجة لإفساح المجال أمام تحديثات البرامج والتزامات أخرى متعلّقة بالعقود.

وقالت وزارة التجارة الأميركية، في بيان، إنّ التأجيل لا يحتاج إلى تعديل الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب بالاستناد إلى الخطر الذي تشكله شركة "هواوي" على الأمن القومي، وهو إجراء له تداعيات كبيرة على شركات التكنولوجيا الصينية والأميركية على حدّ سواء. كما أعلنت أن السلطات الأميركية لن تطبّق الحظر لمدة 90 يوماً لإعطاء "هواوي" وشركائها الوقت "للمحافظة على الشبكات والمعدات الموجودة والعاملة حالياً ودعمها، بما في ذلك التحديثات على الأنظمة الخاضعة للعقود والاتفاقات القانونية الملزمة (...) الموقّعة قبل 16 أيار/مايو 2019 ضمنا".

وفيما يُعتقد أن الهدف من هذا التخفيف هو الحيلولة دون تعطل أنظمة الإنترنت والحاسوب، قالت وزارة التجارة الأميركية أنها ستقيم احتمال تمديد الإعفاءات لأكثر من هذه المدة، إذ أن الغرض من التفويض الجديد هو إعطاء مزودي الاتصالات الذين يعتمدون على معدات "هواوي" بعض الوقت لإجراء ترتيبات أخرى.

إلى ذلك، كشف جيريمي تومبسون، نائب الرئيس التنفيذي لـ"هواوي" في المملكة المتحدة أن الشركة كانت قد وضعت خططاً لهذه النتيجة المحتملة، إلا أن تطبيقها لم يحدث بعد، مضيفاً بالقول: "لدينا برنامج موازٍ لتطوير بديل.. نعتقد أنه سيسعد عملاءنا، على المدى القصير، لا يمثل ذلك أخباراً جيدة لشركة هواوي، لكنني أعتقد أننا نستطيع تجاوز ذلك".

وفي حين سيكون لقرار الحظر بحق "هواوي" تداعيات جسيمة حول العالم، إلا أن هذه الخطوة قد لا تكون مقلقة بالنسبة للصين، حيث أن مالكي الأجهزة الالكترونية يقضون معظم وقتهم باستخدام تطبيق "وي تشات"، وهي منصة تتيح تشغيل تطبيقات الأطراف الخارجية داخلها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها