الإثنين 2019/12/09

آخر تحديث: 08:38 (بيروت)

جنرال إسرائيلي قرب الحدود الشمالية: أمنيتي زيارة لبنان!

الإثنين 2019/12/09
جنرال إسرائيلي قرب الحدود الشمالية: أمنيتي زيارة لبنان!
الجنرال منير خير، القيادي في لواء 300 على حدود لبنان
increase حجم الخط decrease
"أمنيتي أن أزور لبنان لأنه أحلى وأجمل بلد عربي".. بهذه الجملة أجاب القيادي في لواء 300 بجيش الإحتلال الإسرائيلي، منير خير، على سؤال طرحه أحد أفراد الطاقم الإعلامي التابع للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي، بينما كانا جالسين بمحاذاة الحدود اللبنانية.

هذا الفيديو "الدعائي" يأتي ضمن سلسلة من الفيديوهات التي تواظب صفحة افيخاي أدرعي الفايسبوكية، على نشرها، علّها تُمرّر "الجانب الآخر" من شخصية جنود وضباط جيش الإحتلال، في إطار استعراضي لا يخلو من التمثيل الهادف!.. وذلك في محاولة لـ"أنسنة" هذا الجيش المعتدي وطلاء وجهه الاستعماري.

طوال دقيقة و28 ثانية، يطرح المقدم في الفيديو مرتدياً زيه العسكري- وهو تابع لطاقم افيخاي الإعلامي- مجموعة من الأسئلة بلكنة عربية "مكسّرة" على قائد اللواء الإسرائيلي منير خير، ويستهلها بالإستفسار عن سر شهرته بإعداد "أطيب شاي في جيش الدفاع"... ثم يشرع الضابط بتحضير هذا الشاي، فيشربانه قبالة هضاب لبنان من الجهة الأخرى، ويتحدث عن النعنع كـ"سرّ لمذاق الشاي اللذيذ"، ويعرج على الشاي الفارسي.

ثم ينتقلان إلى الأسئلة "المفخخة"، من قبيل "الموسيقى العربية المفضلة لديه"، فيقول خير إنه يحب سماع أغاني المطرب العراقي كاظم الساهر، لكن بدرجة أكبر حاتم العراقي؛ معللاً ذلك أن الأخير "يُجسّد في أغانيه مدى معاناة الشعب العراقي من الظلم والفقر".. يحاول هذا الضابط الاسرائيلي- ارتباطاً بما يمثل مِن بروغاندا تعكس خطاب جيش الإحتلال ككل- أن يلعب على وتر وجع الشعوب العربية ثم "التمني اللفظي بالسلام لها" من أجل استمالتها وإختراقها.

وما يرد من مضامين متناقضة في صفحة أدرعي الفايسبوكية، سواء كانت منشورات أو فيديوهات لضباط وجنود إسرائيليين، تهدف الى إظهارهم بصورة "الحمل الوديع" و"محبي السلام مع الشعوب العربية".. لا "مُعتدين ومتربّصين بالوطن العربي".

وتعتمد صفحات اسرائيل الناطقة باللغة العربية، أسلوبين مستمدّين من علم النفس الدعائي، لإستمالة المتابع العربي.. يعتمد الأسلوب الأول "حلو الكلام ودس السم في العسل" عبر تمني حياة أفضل للشعوب العربية. أما الأسلوب الثاني، فيعتمد على الإبهار وجعل المتلقي العربي يائساً ومحبطاً من خلال عرض نماذج "التقدم والتطور التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي"، أو بث مقاطع فيديو لتمرينات عسكرية إسرائيلية، لا سيما تمرين "صراع العروش" الذي أجراه لواء الكوماندو وسلاح الجو الإسرائيليين في جزيرة قبرص لمحاكاة "تهديد في منطقة جغرافية جديدة وغير معروفة ضمن سيناريوهات الجبهة الشمالية مع لبنان و سوريا".

وبرزت خلال السنوات الأخيرة، "ظاهرة افيخاي الإعلامية" الخطيرة، حيث ينتقي افيخاي العاملين في طاقمه الإعلامي بعناية فائقة، إذ يُقال إن العديد منهم انخرطوا خِلسةً في صفوف سكان الضفة الغربية وعاشوا بين الناس ليمتلكوا مهارات تمكنهم من إتقان اللهجات العربية ومعرفة مزاج الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، وغيرهم.

ولا ننسى صفحة "اسرائيل تتكلم بالعربية" الفايسبوكية التي تلعب أدواراً موازية لصفحة افيخاي، فتنصب المصائد من خلال منشوراتها وفيديوهاتها الموجهة للعالم العربي، لكن بنمطها البعيد من العسكر. وتراها تنشر رسماً كاريكاتورياً، يُظهر أن إسرائيل والعرب في قارب نجاة من "القرش الإيراني"، مع التعليق على الرسم بعبارة "اليوم المنشود قادم لا محالة: قهر إرهاب إيران والعيش بسلام".

يُجمع مراقبون على أن تلك الصفحات تُجيد ابتكار أفكار وقوالب جديدة في بث الرسائل للعرب، وقد استطاعت رفع نسب التجنيد في الجيش الإسرائيلي في أوساط البدو والدروز والشركس وآخرين في أراضي 48. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها