الخميس 2018/08/02

آخر تحديث: 19:31 (بيروت)

"فجر القرود".. من هفوة رئاسية إلى سقطة إعلامية

الخميس 2018/08/02
"فجر القرود".. من هفوة رئاسية إلى سقطة إعلامية
مارست القنوات اللبنانية التضليل المتعمّد (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
على الرغم من أنه يعكس في الشكل نيّة حسنة، إلا أن ما فعلته قناة "إم تي في" و"تلفزيون لبنان" من تعديل لخطأ الرئيس ميشال عون، بدا سقطة مهنية تدعو للتشكيك في صدقية وحرفية أدائهما، وتدعو للقول إن الاعلام لا يتوجب عليه أن يتحوّل إلى سفير نوايا حسنة أو أن يجمّل أخطاء الرؤساء أو هفواتهم ويضلل جمهوره بالشكل الذي حصل.

المهنية والمصداقية كانت تستوجب على "إم تي في" و"تلفزيون لبنان"، بل وحتى القنوات التلفزيونية الأخرى التي تعمّدت القفز فوق الخطأ وتجاهله، نقل ما حصل كما هو، مع التعليق عليه بأنه هفوة أو خطأ غير مقصود أو زلة لسان أو اي تسمية أخرى. لكن التضليل المتعمّد الذي مارسته القنوات اللبنانية في نشرات الأخبار الرئيسية ولجوء بعضها إلى تقنية المونتاج لتصحيح خطأ الرئيس، حوّل ما حصل من هفوة عابرة إلى خطيئة مميتة في التعاطي الاعلامي.



وكان رئيس الجمهورية، ميشال عون، قد وقع في خطأ محرج خلال تخريج ضباط في الجيش اللبناني بمناسبة عيد الجيش الثالث والسبعين، الذي يصادف في الأول من آب/أغسطس. وخلال افتتاحه دورة "فجر الجرود"، وهو اسم العملية التي نفذها الجيش العام الماضي ضدّ تنظيم "داعش" على الحدود الشرقية، قال عون للضباط المتخرجين "فلتُسمّى دورتكم دورة فجر القرود". وانتشر فيديو، يوثّق هذا الخطأ، بشكل كبير في مواقع التواصل، التي ضجّت بالتغريدات والمنشورات الساخرة والمتهكمة على التسمية. وأطلق ناشطون هاشتاغ #فجر_القرود، الذي تحوّل في غضون ساعات قليلة إلى الوسم الأكثر تداولاً في "تويتر".

وأثناء عرضهم لتقارير عن العرض العسكري بمناسبة عيد الجيش، آثرت القنوات اللبنانية عدم الحديث عن الجدل الذي تسبب به هذا الخطأ، وحذفت جملة عون تلك، في حين بدا أن القائمين على نشرات أخبار قناتي "إم تي في" و"تلفزيون لبنان" لجأوا إلى أسلوب الأنظمة الشمولية في التعتيم والتضليل، الأمر الذي يسيء إليهما أكثر مما لو أنهما عرضا الخطأ نفسه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها