الخميس 2018/06/07

آخر تحديث: 17:13 (بيروت)

35 قناة عربية تعرضها: لا مؤامرة على الدراما السورية

الخميس 2018/06/07
35 قناة عربية تعرضها: لا مؤامرة على الدراما السورية
الرداءة في "فوضى" و"الغريب" و"هواجس عابرة"، لا تترك مجالاً للتفكير باستهداف المسلسلات السورية "الوطنية"
increase حجم الخط decrease

انخفض عدد القنوات الفضائية العربية التي تعرض مسلسلات سورية في رمضان، من 70 محطة العام 2010 إلى 35 محطة في الموسم الحالي، معظمها قنوات عراقية ولبنانية حليفة للنظام السوري.

وأنتجت سوريا 20 عملاً درامياً مختلفاً في العام الحالي، وهو رقم ضئيل مقارنة بالعام الماضي الذي شهد إنتاج 26عملاً مختلفاً. وفيما فشلت 8 أعمال العام الماضي في شق طريقها إلى الشاشات، واجهت الشركات السورية صعوبات مماثلة في إقناع المحطات الفضائية بشراء مسلسلاتها، فمسلسل "سايكو" للممثلة أمل عرفة غاب عن الشاشات للعام الثاني على التوالي وكذلك مسلسل "فارس وخمسة عوانس".

والواقع إن الأعمال التي عُرِضَت بعد تأجيل أثبتت أن لا وجود لمؤامرة على الدراما السورية من "القنوات المغرضة"، فالرداءة الفنية في مسلسلات مثل "فوضى" و"الغريب" و"هواجس عابرة"، لا تترك مجالاً للتفكير باستهداف المسلسلات السورية "الوطنية" على خلفيات سياسية. وقد يكون مسلسل "وردة شامية" الاستثناء الوحيد هنا، بتقديمه دراما ممتعة ومشوقة بعيداً عن التنميط التقليدي في أعمال البيئة الشامية.

والحال أن القنوات التي تعرض مسلسلات سورية لا تعتبر محطات كبرى فعلاً، فمعظم الأعمال تُعرض على قنوات سورية رسمية وشبه رسمية مثل "سوريا دراما" و"سما" و"لنا"، وقنوات لبنانية كـ"الجديد" و"إن بي إن" و"المنار"، وبعض القنوات الخليجية التي تعرض أعمالاً تنتمي للبيئة الشامية أو المسلسلات التاريخية التي تشارك أصلاً في إنتاجها، ما ينفي مشاركتها في "المقاطعة" علماً أن محطات خليجية عرضت أعمالاً سورية في السنوات الماضية بشكل طبيعي من دون تمييز، مثل "غداً نلتقي" و"قلم حمرة" اللذين إتّسما بمستوى فني جيد.

وتُستثتى من ذلك مسلسلات الدراما العربية المشتركة، التي لا تصنف كأعمال سورية رغم وجود أبطال وفنيين سوريين فيها، بل تبقى مسلسلات لبنانية عطفاً على جنسية شركات الإنتاج، ومنها "الهيبة" و"طريق" و"تانغو". وهي مسلسلات إلى جانب الأعمال الدرامية العالمية والمصرية، تظهر الفارق الفني الشاسع بالمقارنة مع الأعمال السورية النمطية ذات الطراز العتيق، والتي لا تشبع جمهوراً بات يشاهد بدائل أفضل، وتحديداً من الناحية البصرية.

في ضوء ذلك، يصبح التساؤل إذا كانت الدراما السورية جيدة أصلاً طوال "سنواتها الذهبية" أم أنه لم يكن هنالك مجال واسع للمقارنة مع أعمال أخرى، مشروعاً. ومع ترجيح الخيار الثاني، بسبب إشراف النظام على الدراما وأي منتج فكري/فني آخر، وتمتعه بسلطة الرقابة وإعطاء الموافقات المسبقة والحق في المنع والقص، تصبح الدراما السورية المتفوقة عربياً، مجرد وهم في المجمل. وما حصل بعد الثورة السورية ليس تدنياً في مستوى الدراما السورية، بل تكثيفاً لبضعف السابق عندما أزيلت عوامل التوازن التي كانت تجعلها منتجات "مقبولة".

رغم ذلك، مازال النظام السوري يروج لنظرية المؤامرة التي تستهدف الدراما كجزء من استهداف "سوريا الأسد"، فقال نقيب الفنانين زهير رمضان في تصريحات نقلتها وكالة أنباء النظام "سانا"، أن "انتشار الدراما السورية مازال قليلاً بسبب الحصار"، وعزا المقاطعة الوهمية لكون المسلسلات السورية تتطرق إلى مواضيع "لم تتطرق إليها الدراما العربية"، أي المسلسلات المسيسة التي تنقل وجهة نظر النظام السوري تجاه الثورة في البلاد، ومنها "روزنا" و"وحدن" و"وهم".

ورغم حجم التسييس والمباشرة والشروط الصعبة التي تفرضها وزارة الإعلام ونقابة الفنانين في سوريا، على إنتاج الأعمال الدرامية من ناحية الرقابة والترخيص ومنع الفنانيين المعارضين من العمل في المسلسلات التي تنتجها شركات سورية، إلا أن رمضان بدا غير راض عن مجموعة من الشركات التي "لم تؤد دورها المطلوب" و"أساءت إلى الثقافة والفكر والحضارة السورية" حسب تعبيره،  داعياً المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى لعب دور أكبر.

ومنذ الثورة السورية، وانقسام العاملين في الدراما من فنانين ومخرجين وفنيين وكتاب وفق ميولهم السياسية، وهجرة العديد منهم خارج سوريا وفرض قوانين رسمية ضد أسماء بارزة منهم لمنعهم من العمل في إنتاجات سورية بحتة، بات واضحاً ان الدراما المحلية تتجه نحو أزمة وجودية ناتجة عن تراكم أزماتها القديمة التي لم تجد حلولاً، كحقيقة أن معظم الشركات الإنتاجية في البلاد كانت مجرد شركات تنفيذية برؤوس اموال خليجية، وأزمة كتاب السيناريو والنصوص، والتكرار في الأفكار، والجمود البصري الذي لم يتغير منذ أكثر من عشر سنوات، فضلاً عن عدم وجود سوق تصريف محلي لها، لعدم وجود قنوات سورية أصلاً في ظل النظام الحاكم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها