الخميس 2018/04/05

آخر تحديث: 16:06 (بيروت)

مصائب "نقشت" عند قومٍ ضحك

الخميس 2018/04/05
مصائب "نقشت" عند قومٍ ضحك
المشتركة السورية في "نقشت" تعرضت للتحقير.. والكل صمت
increase حجم الخط decrease
يصعب حصر الإخفاقات التي شهدنا عليها في "نقشت Take Me Out" بعشرةٍ أو حتى بضع العشرات. لذا وبمناسبة إنتهاء الموسم الثاني، فلنستعرض أبرز الإخفاقات التي حملتها الحلقة الأخيرة وحدها. فرغم أن البرنامج عوّدنا، في موسميه الفائتين، على كثير من "المفاجآت" المُختزلة ببعض النكات والإيحاءات الجنسية الهابطة على الصعيدين الفني والأخلاقي، إلا أن ذلك لم يمنعه من تفجير بضعة مفاجآت إضافية تليق بالحلقة الأخيرة. هنا بعض من تلك الإخفاقات، وهي تشكّل أسباباً للإمتناع عن تجديد البرنامج لمواسم إضافية.
ولعل اللافت، هو الخطاب العنصري المباشر. فقدمت فقرة مخصّصة لتناول موضوع العنصرية، وذلك عبر محادثة دارت بين مَيس السورية وإيلي اللبناني من بشري، فعبّر إيلي عن كرهه للشعب السوري قائلاً "قولولي عزرائيل وما تقولولي سوري"، متفاخراً بأنه عنصري ومتعصّب. 

بدا الإفتعال واضحاً في هذه المحادثة، خصوصاً أن الحلقة كانت قد افتُتحت بسؤال مَيس عن الممارسات العنصرية التي تتعرّض لها في لبنان والتي دفعتها إلى تغيير لهجتها وإعتماد اللهجة اللبنانية. إلا أن الإهانة الفعلية لم تخرج على لسان إيلي وحده، بل من أفواه المشاركات اللواتي قرّرن تجاهل ما طاول زميلتهن من تحقير، وتجاوزنه وكأنه لم يكن. لم تهبّ أي منهن إلى نجدة الزميلة السورية، بل فضّلن الحديث عن كرم وأخلاق أهل بشري، وإنهلن على إيلي بالثناء والمجاملات، بعد لحظاتٍ فقط من إطلاق خطابه العنصري. وبسكوتهن عن هذا الخطاب، أعربت الفتيات عن تأييدهن وتبنيهن له. 

لكن هذا الخطاب، وهذا الالتحام "العنصري"، لم يكن السياق الابرز في البرنامج الآفل، في موسمه الثاني على الأقل. فالأداء الذي أبداه المشاركون، يثير الاستغراب في اقل تقدير. 

ولم ينجُ أي من "الكوبلات" المتسابقين من أسئلة المقدّم عن حياتهم الجنسية. وبالطبع، يستهلّ السؤال بنكتة، ثمّ ينطلق إستجواب فؤاد يمين على شكل سلسلة من الأسئلة "المحرجة" التي يضحك الجميع عليها، وكأنهم مراهقون يسمعون النكات الجنسية للمرة الأولى. يركّز يمين في تحقيقه على دور الصبية في هذه المسرحية الجنسية المتخيلة، ثمّ تنتقل الكاميرا إلى وجوه المشاركات وأعضاء الجمهور الذين يفتحون أفواههم دهشة حين تقرّ الصبية بتمتّعها بحياة ناشطة جنسياً.. ثم يضحكون لتبديد هذه الدهشة.

هذا الاداء، هو جزء من التسويق الذي اظهر شكلاً مقيتاً للعلاقات الانسانية. فقد قدّم "نقشت"، في حلقته الأخيرة، النسخة العصرية من المبارزات الكلامية ومعارك الهجاء. بالفصحى، إنطلقت ثلاث فتيات بالهجاء في ما يشبه سوق عكاظ، فتراشقن الشتائم والمواقف عبر ترديد أبيات من الشعر العربي والجمل المبتذلة، من دون ذكر السياق وأسباب هذه المعركة التي قامت فجأةً. وعلى غرار "سكيتش" العنصرية في الحلقة، بدت هذه المناظرة بديلاً لمشهد قتال أو مصارعة أنثوية مثيرة، وذلك لصعوبة بثها على الهواء. 

وأظهر الاداء "ابتذالاً" لناحية إظهار غيرة المرأة بشكل فاقع. فقد إختلفت الحلقة الأخيرة عن سابقتها، إذ لم تصوّت الفتيات للضيف فقط، بل أيضاً لزميلاتهن اللواتي "نقشت معن". ولم تعمد الفتيات اللواتي بقين single إلى إخفاء غيرتهن أوإنكارها، بل أخذن يعبرن بحرية عن هذا الحسد النسائي، وعن الرغبة في "سرقة" الشريك الذي وجدته مشاركات البرنامج. فأطفأت إحدى الفتيات، الضوء، لأحد الأزواج لأنها أعجبت بالشاب وتمنّت لو أنه "لها"، مشيرةً إلى أنها "بتلبقلو أكثر". أما شريكة هذا الشابّ فقد حسمت النقاش بالقول "هيدا إلي"، مؤكّدة على أنها ستحمي ملكيتها ولو إضطرها الأمر إلى "دفش" أو "عضّ" المنافِسة التي تدنو منها!

في الواقع، يستحق هذا الأداء الكثير من السخرية، ويظهر نكوصاً في عقلية التعاطي الاعلامي مع مفهوم التشويق. ولم يبق من البرنامج الا نساء جريئات، تخطين عقدة المجتمع في نظر البعض، واستطعن الحديث عن "التابو" الاجتماعي.. علناً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها