بعد مقتل رائد الفارس.. حملة ضد اللثام في إدلب

وانتشر هاشتاغ #انزعوا_اللثام و#لا_للثام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية اغتيال الناشطين السوريين رائد الفارس وحمود جنيد، أمس، على أيدي مسلحين ملثمين في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب.

وأثارت الحادثة الرأي العام المحلي وسط مخاوف من اتباع سياسة كمّ الأفواه وملاحقة الناشطين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

وازدادت في الآونة الأخيرة ظواهر الخطف والسرقة والقتل والتفخيخ في محافظة إدلب، على أيدي مجهولين ملثمين، وسط حالة من الاستياء العام. وسبق أن أطلق ناشطون وهيئات مجتمع مدني، حملات ضد وضع عناصر الفصائل المسلحة اللثام، في أثناء تجولهم في الأحياء السكنية. إلا أن الحملات السابقة لم تلقَ استجابة من قبل الفصائل الإسلامية المتطرفة، التي يعتبر عناصرها أبرز المستخدمين للثام في إدلب.

وأطلق "تجمع دعاة الشام" الإسلامي، النشط في مناطق المعارضة السورية، حملة العام الماضي، تحت شعارات عديدة، من بينها "أيها الملثم.. الإرهاب على جبهات النظام وليس بين الأهالي في الأسواق والمنتزهات"، و"لثامكم يخيف أطفالنا" و"الملثم شخص أضمر شراً فأراد أن يخفيه".

في سياق منفصل، أثار اغتيال الفارس وجنيد، ردود أفعال واسعة محلياً وعالمياً. وأصدر ممثل وزير الخارجية الأميركي إلى سوريا، جيم جيفري، ومبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، جول رايبون، بياناً نددا فيه باغتيال الناشطَين البارزَين.

واعتبر البيان أن فارس وجنيد، رمزان من رموز الثورة السورية ومن خيرة الشباب، وكانا من أوائل الثوار الذين سخّروا إبداعاتهم ومهاراتهم لخدمة شعبهم وأمتهم. لافتاً أن العالم سيبقى يتذكر لافتات الفارس الشهيرة في كفرنبل، وستبقى لقطات حمود شاهداً إلى الأبد على الجرائم التي اقترفها نظام الأسد بحق الشعب السوري.

من جهته قال الممثل البريطاني الخاص لسوريا، مارتن لونغدن، عبر حساب وزارة الخارجية البريطانية في "تويتر"، أن الفارس كان ضمير الثورة ومقتله خسارة لسوريا. فيما انتشر الخبر في وسائل الإعلام العالمية ضمن جو من الصدمة. فعنونت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرها عن الحادثة بـ"أحد الناشطين الأكثر شهرة في سوريا اغتيل في معقل الثوار".

ولاقى اغتيال الفارس وجنيد، وهما من أبرز وجوه العمل السلمي في محافظة إدلب، ردود أفعال من قبل صحافيين وناشطين سوريين. حيث كان الفارس مديراً لراديو "فريش" المحلي في كفرنبل، والذي ينتقد الجماعات المتشددة ومن بينها "هيئة تحرير الشام" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وشغل أيضاً مدير "اتحاد المكاتب الثورية"، فيما عمل جنيد مصوراً وثّق أحداث الثورة والانتهاكات في إدلب على مدار سبع سنوات.

وأوقف راديو "روزنة" السوري المعارض، الذي يتخذ من باريس مقراً له، بثه، "حداداً على روح الفارس"، مشيراً في بيان أن الفارس كان متخفياً منذ عدة أسابيع بسبب تهديدات متكررة بالقتل، تلقاها من "هيئة تحرير الشام" على خلفية مخالفة الخط التحريري لراديو "فريش" لتوجيهات الفصيل المتطرف، ومشاركة صحفيات نساء لبعض البرامج الإذاعية فيه، ما اعتبرته الهيئة تحدياً لتنبيهاتها المتكررة.

ولفت البيان أن الفارس أدى دوراً مهماً في الحراك المدني في منطقته بشكل خاص وفي سوريا بشكل عام طوال السنوات الماضية، وشارك في تأسيس تنسيقية كفرنبل وجميع النشاطات الفنية والإعلامية في مدينته التي رسمت جزءاً مهماً من وجه الثورة السورية المدني.