الجمعة 2016/07/29

آخر تحديث: 18:24 (بيروت)

جوجو الجولاني

الجمعة 2016/07/29
increase حجم الخط decrease
طبّق زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني أخيراً، الفتوى الشرعية المعروفة بتعبير #جواز_كشف_الوجه بعد سنوات من الاحتجاب والاستتار بهويته المموهة، كاسراً صورة التواري التي غلفت "النصرة" منذ تأسيسها أواخر العام 2011، عندما كشف أمس وجهه الذي أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه "جذاباً" و"سيكسي".

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور مركبة تسخر من صورة الجولاني التي نشرتها مؤسسة "المنارة البيضاء" الإعلامية التابعة للجبهة، وتمت إعادة تصنيعها برؤى ساخرة مبتكرة مرات عديدة، أبرزها أتى من صفحة "موتورة" التي حولت الصورة إلى إعلان للتعارف والمواعدة، فيما انتشرت صورة أخرى للجولاني ورأسه مكلل بالورود الزهرية، في سخرية من تناقض شكله مع العنف الذي قدمته "النصرة" في البلاد طوال السنوات الماضية.

والحال أن انشغال الناس بوجه الجولاني "البشوش"، كان رد الفعل المنطقي للحدث - القنبلة على حساب فك الارتباط، خصوصاً أن تنظيم "القاعدة" من طرفه كان قد أعلن قبل ساعات عن فك ارتباطه بالنصرة، بعد أيام من تسريبات إعلامية بهذا الخصوص، ما أفقد الحدث السياسي كثيراً من جدته، إضافة لكونه "مجرد تغيير في الأسماء فقط ولا يعني تغييراً جذرياً بالضرورة".

وهكذا توالت السخرية في التغريدات: "مولانا أبو عيون ملونة"، الـ"cool" والبشوش، "جوجو الجولاني" مع كثير من القلوب و"الإيموشنز" العاطفية، في مشهد بصري شديد التناقض عن معناه الحقيقي، إذ كلما زادت حدة الإعجاب بالصورة زادت المعارضة لـ"النصرة" مهما تعددت أسماؤها الجديدة.

ورغم أن الجولاني أعلن فك الارتباط بين "النصرة" وتنظيم "القاعدة"، إلا أنه ارتدى ثياب زعيمه "السابق" أسامة بن لادن، السترة العسكرية المموهة. النقطة التي لفتت انتباه بعض المغردين، فاعتبروها إشارة إلى أن فك الارتباط ليس سوى "حركة شكلية" طالما أن المنبت الفكري - العقائدي للتنظيمين، واحد.

وانتشر هاشتاغ #فك_الارتباط بشكل واسع في "تويتر"، والذي خصصه المغردون للتعليق الجاد نسبياً على المشهد الجديد في سوريا بعد انتهاء النصرة وتشكيل جبهة فتح الشام. وكتب سفير الائتلاف السوري المعارض في برلين، باسم عبدالله: "الجولاني يعلن نهاية جبهة النصرة حماية للثورة السورية بمعنى آخر يعلن كم كشف ظهرها وأضر بها إلى الآن، فكيف سيسامحه السوريون". فيما كتب رسام الكايكاتير السوري جوان زيرو: "سؤال: بشار الاسد اذا اعلن عن فك ارتباطه بالنظام السوري بتسامحوه؟!".

في السياق، كانت النقاشات في غالبيتها موقعة بهاشتاغ #الجولاني أو #جبهة_النصرة، ولم تنتشر هاشتاغات بديلة تعبّر عن مواقف محددة. وتنوعت التغريدات بين نقل الأخبار نفسها عن خطاب الجولاني أمس، أو بين التعليق على الحدث، تحديداً من طرف مناصري الجبهة أنفسهم، الذي خصصوا نقاشاتهم للحديث عن "قتالهم المتكرر مع الجولاني في ساحات المعارك من دون أن يعرفوا أنه قائدهم"، وعن "القرار الحكيم" الذي "ستزداد به شعبية الجبهة لدى المسلمين في الشام".

والحال أن تنظيم "داعش" برز بشكل واضح في "تويتر"، حيث وجد أنصاره الفرصة سانحة للطعن في شرعية "النصرة" وبقية الفصائل الإسلامية في البلاد، مقدماً نفسه على أنه "البديل الشرعي" الوحيد في المنطقة، في مشهد متكرر في الإعلام الجهادي، منذ تحول مسار الثورة السورية إلى الأسلمة والصراع على "الأحقية في الخلافة".

وتداول موالون للتنظيم عدداً من الإصدارات المرئية الجديدة، أبرزها "شركاء مشاكسون" الذي أنتجته مؤسسة "ترجمان الأساورتي"، وفيه إظهار "لخيانة" الجولاني، و"عدم كفاءته في قيادة الأمة"، عبر تقديم خطاب سابق لزعيم "القاعدة" الحالي أيمن الظواهري حول العلاقة الوثيقة مع فرعهم السوري "النصرة"، ثم دعوة مقاتلي النصرة إلى "التوبة والانضمام إلى الدولة الإسلامية".

وينطلق تعامل "داعش" مع الحدث ككل، من فكرة أساسية مفادها أن الجولاني فك ارتباطه من قبل بأبي بكر البغدادي في أول "خيانة شرعية" له، ثم "نقض بيعته لتنظيم القاعدة من دون سبب شرعي"، وأن ذلك "مقدمة لفك ارتباطه بالدين الإسلامي ككل وقبوله بتسويات ديموقراطية" مع "اليهود والنصارى والكافرين"، مع إطلاق توصيفات عليه مثل "زعيم الخوارج" و"سفيه الأمة" و"الخائن الغادر". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها