"إيقاع الموت": راب سوري عن الحياة داخل المعتقلات

"إيقاع الموت"، أغنية راب سورية جديدة، أطلقها الفنان الشاب براء إنذار (22 عاماً) قبل أيام، كمحاكاة فنية مبتكرة لحياة معتقلي الرأي في سوريا داخل سجون النظام.

تضج الأغنية بالمشاعر وتبدو أقرب إلى صرخة مؤلمة، بكمية مشاعر كبيرة تنبع من القهر الإنساني الذي يعاني منه المعتقلون وعجزهم أمام عنف الجلادين، وانعدام الإمكانية لديهم لمساعدة أنفسهم أو مساعدة زملائهم أو حتى إيقاف الأصوات المؤلمة التي تتردد في رؤوسهم، في وقت سيكون فيه زميل الزنزانة جثة مجهولة الهوية في أي لحظة.

وإن كان الراب السوري فناً غير منتشر عموماً إلا أن تجارب فردية تظهر من فترة لأخرى، عبر أغانٍ تحاكي الحياة السورية بعد الثورة. والأغنية الجديدة تبدو أفضل بكثير من تلك التجارب، فالكلمات متناسقة ولا تبدو مركبة أو مترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وتبتعد عن التكرار والمبالغات في الشتائم بتركيزها على وصف الحالة بعمق نفسي.

تقول الأغنية: "أنا اللي كرمالي فقدت معناها كلمة انسانية، لا حياة لمن تنادي ولا منادى للحياة، أجبروني ع السجود لغير قبلة الصلاة، محتاج شوف الشمس تطهرني من الأيادي، يلي ربطت شوهت مزقت جهادي".

في السياق، فيديو الأغنية جميل ومناسب لحالتها عموماً باعتماد اللونين الأبيض والأسود، وفيه يدمج "الأنيميشن" بالصور الواقعية والرمزية لتقديم الأغنية بشكل بصري عصري غير نمطي يخفف من صدمة المباشرة في الكلمات، كما أن الابتعاد عن صور الزنزانات الفجة والصور العنيفة للتعذيب، يرفع مستوى العمل ويبعده عن البروباغندا واستدرار الشفقة ويجعله أقرب إلى التعبير الحر عن الرأي. 

بدأ إنذار غناء الراب عام 2010، وكان طالباً في كلية العلوم بجامعة حلب قبل أن يتجه إلى ألمانيا حيث يقيم حالياً في العاصمة برلين.