الإثنين 2016/12/05

آخر تحديث: 18:08 (بيروت)

اليمين المتطرف الفرنسي يمول بروباغندا النظام السوري!

الإثنين 2016/12/05
اليمين المتطرف الفرنسي يمول بروباغندا النظام السوري!
ببير لوكورف مع طفل سوري في حلب الغربية (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
ربما لا يكون اسم بيار لوكورف معروفاً للكثيرين في العالم العربي، لكن الناشط الفرنسي البالغ من العمر 28 عاماً، قد يكون واحداً من أكثر الشخصيات التي تنشر البروباغندا الموالية للنظام السوري أمام الجمهور الفرنسي والغربي، وبنجاح، عبر السوشيال ميديا.


وأسس لوكورف العام 2014، منظمة "we are superheroes" المعنية بمساعدة ودعم الأطفال حول العالم، وانتقل منذ نيسان/أبريل 2016 للحياة في الجزء الغربي من مدينة حلب السورية التي يسيطر عليها النظام السوري، لدعم الأطفال والعائلات النازحة والمدنيين هناك حسب زعمه، علماً أن المنظمة نفسها خصصت الجزء الأكبر من نشاطها لحلب منذ كانون الثاني/يناير العام 2015.

ولا يخفي لوكورف علاقاته مع شخصيات سياسية فرنسية تنتمي لأقصى اليمين المتطرف، والتي تدعم نظام الأسد بطريقة أو بأخرى، ويعود السبب الأول في تبنيه هذا الموقف الدعائي المكشوف، إلى التمويل الذي تتلقاه منظمته "غير الحكومية" "اس. أو. أس كريتيان دوريان"  (SOS Chrétiens d’Orient) والتي يتزعمها سياسيون يمينيون متطرفون مثل بينيامين بلانشارد وتشارلز دي ماير، والذين يجاهرون بدعمهم السياسي غير المشروط للنظام السوري وحليفته روسيا.

وسواء في لقاءاته الإعلامية الكثيرة جداً مع وسائل إعلام فرنسية، أو عبر صفحاته في "فايسبوك" و"تويتر" و"لينكد إن"، يقدم لوكورف درجة عالية من التسييس غير الدقيق في توصيفه لما يجري في سوريا، مكرراً الخطاب نفسه الذي يوجهه النظام السوري للعالم الغربي، من أن جميع المعارضين في البلاد هم إرهابيون إسلاميون وأنه لا وجود للمدنيين في أحياء حلب الشرقية، وإن وجودوا فإنهم رهائن تستخدمهم التنظيمات التكفيرية كدروع بشرية، وأن النظام السوري هو المدافع عن مبادئ الحرية والديموقراطية الغربية في الشرق الأوسط ضد النازيين الجدد المنضويين تحت رايات تكفيرية سوداء.


ولا تتوقف الخصائص الدعائية في خطاب لوكورف هنا، بل يعمد إلى نشر صور مزورة متلاعب فيها عبر برامج تحرير الصور، أما موقفه السياسي والإنساني فيمكن الاستدلال عليه من منشوراته في "فايسبوك" والتي بدأها في آذار/مارس 2016 بنشر صور رئيس النظام السوري بشار الأسد، وصور شخصية له مع علم النظام في مدينة معلولا بريف دمشق قبيل توجهه إلى حلب، على سبيل المثال، كما أن الإعلام السوري الرسمي يقتبس منه من حين إلى آخر.

الخطورة التي يمثلها لوكورف تأتي من كونه ناشطاً إنسانياً يقدم رأيه كشخص محايد وليس كناشط إعلامي أو مراسل صحافي مثلاً، لكن انهيار الحدود بين الإعلامي والمواطن الصحافي تجعله أكثر تأثيراً وفاعلية في نقل المعلومات الخاطئة وتمرير الآراء الفاشية المعدة مسبقاً وكأنها انطباعات شخصية بريئة، بطريقة تشابه إلى حد كبير آلية انتقال الأخبار الكاذبة التي تجتاح العالم الغربي وتحديداً الولايات المتحدة خلال فترة الانتخابات الأميركية الأخيرة.

كدليل على ذلك يقول لوكورف عن نفسه: "أنا لا أملك أية حقيقة، خذوا ما تريدون مما أرويه لكم. أنا لست هنا لأقول لكم ما هي الحرب هنا ومن يعمل ماذا، وكيف ولماذا. أنا أقول لكم ما أشاهده هنا. تصدقونه أو لا تصدقونه، تهتمون به أو لا تهمتمون به فهذه ليست مشكلتي. أعمل أقصى ما في وسعي لأجعلكم تتحسسون ما يعيشوه الناس هنا. لم آخذ موقفاً أبداً في عملي الإنساني ولا في كل الشهادات التي نقلتها".

ودرس لوكورف الحقوق في جامعتي "Southern Brittany" و"Jean Moulin" كما درس السينما وصناعة الأفلام العام 2011، وأسس مشاريع إعلامية متعددة تقدم قصصاً إنسانية حول العالم، على طريقة صفحة "هيومانز أوف نيويورك" الشهيرة.

وبعد لقائه الأخير مع قناة "فرانس 2" مؤخراً بدأ الإعلام الفرنسي والمدونون المحليون بنشر معلومات أكبر عن دور لوكورف الدعائي المشبوه، وآخرها مقالة مطولة للناشطة الفرنسية كاميل دو روفراي، وهو ما رد عليه لوكورف بمقطع فيديو الأحد، وصف فيه المدافعين عن الإنسانية والمعارضين للحملة العسكرية الروسية السورية في أحياء حلب الشرقية بأنهم "يدافعون عن استمرار الحرب بشكل مشين"، واصفاً كل ما يُكتب عنه في الإعلام الفرنسي بأنه "معلومات من حياته الماضية مجتزأة من سياقها"، واصفاً نفسه بأنه "ناشط حيادي يمتلك موقفاً ضد الإرهابيين" على حد تعبيره.



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها