الجمعة 2016/11/04

آخر تحديث: 19:17 (بيروت)

غضب في اليمن من تشبيه البلاد بالزوجة!

غضب في اليمن من تشبيه البلاد بالزوجة!
increase حجم الخط decrease
وحدهن الناشطات والاعلاميات اليمنيات، تحسسن من تصريحات السفير السعودي في واشنطن حول تشبيه اليمن بالزوجة، على نحو حقوقي نسوي، بوصفه مهيناً بحق المرأة. أما الناشطون والسياسيون الرجال، فلم يتوقفوا عند حادثة "ضرب الرجل لزوجته" بوصفها عاراً، وتعنيفاً للنساء، وأخذوا التصريح على محمل سياسي، يحتمل الاصطفاف والتأويل.
تناقل اليمنيون، كما سواهم، شريطاً في مواقع التواصل، يردّ فيه سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن عبد الله بن فيصل بن تركي، على سؤال وجهه اليه مراسل صحيفة "انترسيبت الأميركية"، قائلاً له: "هل ستواصلون استخدام القنابل العنقودية في اليمن؟"، ليكون رد السفير عليه ضاحكاً: "هذا يشبه سؤال هل ستتوقف عن ضرب زوجتك؟".. وحين طالبه الصحافي باجابة "نعم أم لا"، قال: "لست سياسياً". 

وبينما انقسم اليمنيون، معتبرين أن هذا التصريح يتضمن ما أسموه "إهانة لليمن"، بتشبيهها بالزوجة، انتقدت الناشطة اليمنية النسوية رنا الحلياني التشبيه لكونه "ينطوى على استحقار مذل للمرأة ولا ينتمي للوعي المعاصر من ناحية وعيه التمييزي الذي يراها مجرد شيء من أشياء الرجل بحيث ينطلق من ذكورية محضة ضدها". 

وبلغة أكثر حدة ضد ما اعتبر اساءة، قالت الإعلامية منى صفوان إن "سياسة ضرب النساء كأنهن حيوانات، وثقافة العبودية، التي لوثت الثقافة العربية، تنتقل للسياسة على لسان السفير السعودي بتشبيه ضرب اليمن من قبل السعودي بضرب الرجل لزوجته.. ويا لانحطاط الفكر والاخلاق". 

خلافاً لتلك المقاربة، قوبل التصريح بسخط بالغ في اليمن، إثر تحميله على محمل قبليّ، أو سياسي. فالفيديو الذي  تسرب، أمس الخميس، باللغة الإنجليزية، اعتبر إهانة لليمن، بحسب ناشطين. ولم تقتصر حالة نقد واستنكار تصريحات السفير في أوساط من يناصرون الميليشيات في اليمن فقط، بل ان حالة الإدانة للسفير امتدت إلى أوساط العديد من الذين يناصرون "التحالف العربي"، باعتبار التشبيه لا يحترم علاقات الدول القائمة على المصالح، فيما ليس من الشرف القبول به لكونه ينطوي على تحقير متعمّد لليمن ولليمنيين وبالذات في الوسط الشعبي، القَبَلي. 

وازاء الجدل، ثمة من يرى بأنه "تم حرف ترجمة المعنى الذي أراده السفير خلافاً لما تم الترويج له". ويوضح هؤلاء بأن السفير أظهر السخرية من السائل في ثنايا رده عليه، فلم يقل نعم أو لا.
 

وبالطبع فإن هذا الإتجاه التفسيري فشل في التخفيف من حجم السخط الشعبي المتفاقم النابع أساساً من تشبيه اليمن بالزوجة، وبالتالي تشبيه عمليات التحالف بضرب الزوجة. 

في الحقيقة أثار التشبيه حفيظة قطاع واسع من اليمنيين، اعتبروا أن صيغة رد السفير، لم تكن لائقة، كما انها لا تنم عن حكمة وسداد وديبلوماسية، خصوصاً مع عدم الأخذ في إعتباره جملة التفسيرات الملتبسة والغاضبة التي ستنتجها تلك الصيغة في الإجابة باعتبارها تمثل إهانة لليمن، خصوصاً كون المجتمع ما زال قَبَلياً إلى حد بعيد.

واعتراضاً على التشبيه بالزوجة، أطلق مغردون ونشطاء في "تويتر" و"فايسبوك" هاشتاغات بعناوين لاذعة في الغالب، غير ان أكثرها رزانة وأقلها حدة هو هاشتاغ  #السفير_السعودي_بواشنطن_يهين_اليمن.

وكتب الناشط المعروف بمعارضته لجماعة الحوثي خالد الأنسي: "من يرى ان العلاقة بين السعودية هي علاقة زوجية وليست علاقة دولية تقوم على تبادل المصالح، فبمقدوره ان يستمتع بالتصريحات ويعتبرها تصريحات عادية"!

وإذ يخلص أحد المعلقين إلى أن "الإجابة ذكية.. لكن ما لا يليق هو اتباعها بضحكة في سياق الحديث عن حرب لها ضحايا"! كان من الواضح أن الذين لا يعتبرون كلام السفير إهانة لليمن يتداولون ويعيدون نشر رأي المغرد رشاد العولقي الذي يرى أن "سؤال الصحافي ليس سؤالاً بل كان يتضمن الاتهام الواضح". وأما تفسيره لمقصد السفير، فهو: "لأنه لو قلتَ: نعم سأتوقف عن ضرب زوجتي اعترفت انك كنت تضربها، وان قلت لا لن أتوقف، فهذا فيه إصرار على إستمرار الضرب.. هذه كل القصة!".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها