بعيداً عن قيمة الاستثمار القطري، تبقى معانيه إيجابية للبنان. فالاستثمار بسندات الخزينة "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، هو رسالة إيجابية على مستوى عالمي، تخبر دول العالم أن هناك ثقة بمالية الدولة اللبنانية القادرة على سداد استحقاقاتها"، على حد تعبير الخبير الاقتصادي، غازي وزني، الذي يرى أن "الاستثمار القطري هو رد على سلبية تقرير موديز، وهو أمر يحتاجه لبنان حالياً".
لكن، في الوقت عينه، يلفت وزني النظر إلى أن الإيجابية القطرية "كان من المفترض بها أن تأتي من الحكومة القطرية إلى مصرف لبنان المركزي، وبذلك تذهب قيمة السندات إلى مصرف لبنان. لكن حالياً، فإن الصندوق القطري هو الذي اشترى السندات من السوق، وعليه، فإن صاحب السندات هو الذي سيستفيد من قيمتها". ويضيف وزني أن عملية الشراء من السوق أتت على ضوء "ارتفاع قيمة السندات في السوق، أي أن السندات اليوم جاذبة للاستثمار". ويستغرب وزني "عدم تحديد أي إصدارات تم شراؤها. لأن أسعار السندات وقيمة فوائدها تتغيّر تبعاً لنوع الإصدار وتاريخه". فعلى سبيل المثال، فإن أسعار وفوائد سندات 2023 تختلف عن سندات 2037.
مسؤولية الحكومة
لا يحق لطالب النجدة أن يشترط كيفية المساعدة ونوعها، بل عليه تهيئة الظروف الملائمة لاستثمار المساعدة بشكل ناجح. لذلك، ليست قيمة شراء السندات اللبنانية أو الجهات المستفيدة منها، هي موضع الأهمية. إلا أن الأهم هو طرح أموال تعزز الثقة الدولية بمالية لبنان، وتؤكد للمستثمرين أن باب الاستثمار في السندات اللبنانية مفتوح بمخاطر أقل مما يُشاع. والضمانة هي الاستثمار القطري. وهي شهادة أقوى من الخطابات السياسية اللبنانية الداعية إلى الوثوق بلبنان وبقدرة حكومته على إبتداع الحلول، وتخفيض العجز، وانتشال الاقتصاد من محنته، خصوصاً وأن المجتمع الدولي يعي تماماً أن أزمة لبنان تقع في سياسييه وحكوماته المتعاقبة، وبالتالي فإن الخطابات لا تعطي ثقة، بل إن استثمار المال هو الثقة الوحيدة.
وهنا تشتد المسؤولية على الحكومة، التي يجب عليها بذل الجهود لحث دول عربية أخرى، خصوصاً الخليجية منها، على الاستثمار في السندات، أو إيداع أموال بفوائد منخفضة في المصرف المركزي، لضمان جذب استثمارات أكثر وثقة أكبر.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها