القروض الصيفية.. الإستهلاك خارج لبنان

إذا كان الحد الأدنى للأجور في لبنان لا يتعدى 450 دولاراً، فذلك لا يعني أن اللبناني محروم من التمتع بالإجازات الصيفية، والتخطيط للسفر إلى الخارج. وكما كل شيئ في لبنان مقسط، فإن قروض الإستجمام بدورها مقسطة.
تطلق المصارف اللبنانية سنوياً باقة من القروض بشروط ميسرة، الهدف من ورائها جذب أكبر قدر ممكن من المقترضين، وتحقيق عائدات مالية مرتفعة. في أقل من 24 ساعة، يتلقى طالب القرض إما القبول وإما الرفض، وفي أغلب الحالات تتم الموافقة على طلب القرض، نظراً للشروط الميسرة التي تضعها المصارف. أما مدة التقسيط والفائدة، فتحدد بحسب قيمة القرض، والذي لا تتعدى قيمته 5000 دولار أميركي.
يقول حسن حامد مدير شؤون الأفراد في أحد المصارف اللبنانية، أن مصرف "السوسييتي جنرال" كان أول من أطلق باقة القروض من أجل الاستتجمام في العام 1998، ومنذ ذلك الوقت بدأت المصارف تخطو في هذا الإتجاه. ويتابع لـ "المدن": "تسعى المصارف اللبنانية نحو هذه القروض، في خطوة منها لمساعدة ذوي الدخل المحدود، حيث تقدم قائمة من القروض التي تناسب إحتياجات المواطنين، ويندرج قرض السفر، أو تقضية العطل الصيفية من ضمن قائمة كبيرة من القروض التي تدخل في إطار الكماليات، كقروض التجميل والزواج والسيارات وغيرها".
ويضيف حامد أن "الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن اللبناني، تجعل من الصعب عليه أن يخطط للسفر أو الاستجمام، الأمر الذي شجع المصارف على تقديم هذه القروض". ويشرح أن قيمة القرض تبدأ عادة من 500 دولار وتصل إلى أكثر من 5000 دولار، بحسب نوعية الرحلة، وحجز الفنادق والنشاطات المنوي إقامتها، والتي تتناسب مع القدرة المالية للمواطن على تسديد هذه القروض. ويزداد الطلب على هذه القروض، التي تقدمها المصارف ومؤسسات التمويل في فترة الصيف، والإجازات.


من جهة أخرى، ارتفعت قيمة قروض السفر بشكل كبير، خلال السنوات الماضية، الأمر الذي شجع العديد من المصارف على اللجوء إلى هذه القروض الاستهلاكية. وبحسب حامد فإن "الفائدة على هذه القروض عادة ما تكون مرتفعة، وهي بحدود 8% و8.5%"، وفي هذا الإطار، يؤكد أن "المصارف اللبنانية لم تطلق باقة قروض الصيف حتى تاريخه، وربما ستتخلف العديد من المصارف عن إطلاق هذه القروض، نظراً لعدم وجود توافق لإطلاقها، كما أن الفوائد مجمدة بطلب من البنك المركزي".
وعليه فإن اردت الحصول على قرض بقيمة 5000 دولار، عليك سداده بقيمة تصل إلى 5425 دولاراً، إذ احتسبنا الفائدة عند 8.5% كالعام السابق، وبالتالي على المواطن أن يسدد 425 دولاراً خلال فترة وجيزة، تضاف إلى قيمة القرض الأساسية. ويتطلب قرض العطل الصيفية أو الإستجمام، بعض الشروط أبرزها إفادة الدخل التي تلعب دوراً مهماً في تحديد قيمة القرض، بالإضافة إلى بعض الأوراق الاخرى، مثل إفادة سكن، صورة عن الهوية، وبعض الفواتير أو الكشوفات.


سلّة استهلاكية
لتشجيع المواطن على الاستهلاك، تعمد المصارف دوماً إلى ابتكار العديد من القروض، وفق ما يقوله الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، الذي يصف سلة القروض في لبنان بالإستهلاكية، و"لذا نلاحظ اطلاق المصارف العديد من القروض بحسب المواسم". ويشير حبيقة إلى أن "هذه القروض، تساهم نوعاً ما في تحريك الاقتصاد، حيث تدور الاموال في اتجاهات عديدة، كتسديد الرسوم إلى شركات السفر اللبنانية، التي تعمل في المواسم. لكنّ خطورة هذه القروض، عندما تكون موجهة إلى الخارج، فلا يمكن الإستفادة منها على الإطلاق، لان حجز الفنادق، وآليات الصرف تكون عادة في دول غير لبنان، وبالتالي تساهم في تحسين اقتصادات الدول المنوي زيارتها". ويقترح حبيقة أن تطلق ايضاً المصارف باقة اخرى من القروض الانتاجية إلى جانب القروض الاستهلاكية.