الثلاثاء 2014/06/17

آخر تحديث: 17:23 (بيروت)

حصاد العدس في حولا.. إلتحام الإنسان بالأرض

الثلاثاء 2014/06/17
increase حجم الخط decrease
تجسّد رحلة قطاف العدس في بلدة حولا الجنوبية إرتباط الإنسان بأرضه، وتعكس صورة الإلتحام الضروري بين يديّ الحصّادين والتراب، أمّا الإنحناء والتوجّه صوب الأرض، فهو أمر لا مفرّ منه، وكأنّ الأرض تنادي أهلها لتعانقهم، فالإنحناء نحو الأرض، هو الطريق الوحيدة لحصاد نبتة العدس، حيث لا تنفع الآلات والتكنولوجيا المتقدّمة، وكأن العدس يأبى إلاّ ان يحافظ على تراث المزارعين القدامى.
في موسم حصاد العدس في حولا، يجتمع الزارعون وينطلقون نحو الحقل، يتوجهون بالإنحناء نحو التراب، لتبدأ رحلة القطف اليدوي وجمع نبات العدس المتداخل مع النباتات العشبية غير المرغوب بها، والتداخل يضفي على عملية الحصاد صعوبة كبيرة، لكن تحصيل لقمة العيش يتخطى كل الصعاب.
المزارعون هناك أعادوا إحياء زراعة العدس بكثافة، فهذه الزراعة أسهل وأوفر من الناحية المادية، من زراعات أخرى كالتبغ مثلاً، لأن التبغ يحتاج الى عمل دؤوب وجهد مضاعف، وعملية زراعته وقطفه وترتيب أوراقه وتجفيفها وتوضيبها، تعتبر عملية معقّدة مقارنة مع زراعة العدس وحصاده. أما البيع والتسويق، فهو أسهل أيضاً، فالعدس مطلوب ومستعمل بشكل مباشر في كل المنازل، وعدس حولا تحديداً، يتم تسويقه داخلياً وفي القرى المجاورة، إعتماداً على "المعارف"، وعلى شهرة المزارع، إذ تتناقل الألسن في البلدة والجوار إسم المزارع، فيقال: عدس فلان، فيتوجه أصحاب الحاجة الى فلان للشراء.
للإضاءة على حصاد العدس، جالت عدسة الزميل عزيز طاهر على أحد الحقول في البلدة، وكان التحقيق المصوّر الآتي.
increase حجم الخط decrease
مقالات أخرى للكاتب