الأربعاء 2024/04/17

آخر تحديث: 13:57 (بيروت)

مئوية "ملوك العرب" في اللبنانية الأميركية

الأربعاء 2024/04/17
مئوية "ملوك العرب" في اللبنانية الأميركية
أمين الريحاني الذي حارب الطائفيّة داعياً الى الوحدة العربيّة
increase حجم الخط decrease
نظّم "مركز التراث اللبناني" في سلسلة اللقاءات التي تجريها الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) لمناسبة مئويتها هذا العام (1924-2024)، ندوة سداسية الأصوات عن كتاب أمين الريحاني "ملوك العرب" لمناسبة مرور 100 عام أيضاً على صدوره.

رسالتان
افتتح الندوةَ مديرُ "المركز" الشاعر هنري زغيب، فقرأ رسالة من رئيسة "مؤسسة أمين الريحاني في الولايات المتحدة الأميركية"، مي الريحاني، إلى رئيس الجامعة ميشال معوَض، ثم قرأ زغيب رسالة جوابية من رئيس الجامعة إلى السيدة الريحاني.

العرب قبل الملوك
المداخلة الأولى كانت للوزير السابق رشيد درباس حول "العرب قبل الملوك"، وفيها: "ذهب أمين الريحاني إلى جزيرة العرب ليستطلع أحوالها من ملوكها، فاكتشف أن معظمهم لا يعرف أبعد من حدود مشيخاتهم، وليس منهم من سرح في ربوع العرب كلها، وليس فيهم من يستطيع أن يقول إنه يعرف بلاد العرب وسكانها وحكامها، وقبائلها، وأحوالها. ثم عاد من رحلاته، بل من مغامراته المتقشفه والخطرة، وعانى ما عاناه من تعب ومرض، بعدما طرح شباك الشغف في الخلجان والبدو والحضر، ليعود لنا بهذه الحصيلة الغنية التي يرجع له الفضل في صيدها لأنه راح يستقصي ويصول ويجول في سبيل المعرفة الميدانية فكان أمر العرب بالنسبة له، قبل الملوك لأن كثرتهم لم تكن تكترث لما يجري في جوارها".

المداخلة الثانية كانت للدكتورة أسمهان عيد الياس، حول "رؤية الريحاني الإصلاحية"، وفيها: "القومية هي الفكرة المركزية في كتاب "ملوك العرب"، وفي رؤية الريحاني الإصلاحية، وتقوم على محاربة الطائفيّة، وتقديس العروبة. لذلك حارب الطائفيّة داعياً الى الوحدة العربيّة، والى توحيد الصفوف. فالوحدة عنده مصدر قوة العرب، وعماد مستقبلهم، ومحور نضالهم، فلا حياة للشعوب الصغيرة الا بالإتحاد، والتعاون والتضامن. ويرى أن الأمة العربيّة تمتلك من هذه المقومات الرصيد الكبير، فهي تتقارب في اللغة الواحدة، والآداب الواحدة، والعادات والتقاليد الواحدة، الى جانب الأحوال السياسيّة الواحدة".

الدكتورة إيمان درنيقة تناولت من الكتاب المعاهدات الدولية والإصلاح السياسي، ومما قالت: "أدرك الريحاني أهمية الأمة العربية حضارة وتاريخًا، وأراد أن يعيد إلى ذلك الوجه العربي المشرق صورته الحقيقية لتسطع من جديد على مسرح التاريخ، وكان هدفه الاعلاء من عزّة العرب ووحدتهم، ودرء طمع الطامعين عن الأمة ورتق التصدعات في العلاقات بين ملوك العرب ومحاربة الجهل والظلام، وكانت طائفته طائفة الوطن القومي".

المؤسس عبد العزيز
الدكتورة زهيدة درويش جبور تناولت من الكتاب فصل مؤسس المملكة عبدالعزيز بن سعود، ومما قالت: "هوذا كتاب هادف ينبع عن رغبة لدى مؤلفه في بلورة الهوية العربية وتعزيز الانتماء العربي في مواجهة محاولات التغريب والتجهيل، وفي تعريف العرب بعضهم ببعض ملوكًا وشعوبًا، سعياً إلى المساهمة في التمهيد لوحدة عربية مرتجاة". وأضافت: "كانت بين الرجلَين سمة مشتركة فكلاهما لا يأخذ بالأحكام المسبقة ويحرص على تكوين رأيه الحر بناءً على الخبرة والتجربة. كما يدلّ موقف الملك عبد العزيز على ذكائه وثقته بنفسه وعلى متابعته لمجريات الأحداث ولمواقف الريحاني منها، مما كان كافياً لإبعاد الشبهة عن هذا الأخير وللترحيب به ضيفاً عزيزاً: "كيف نردّ من يبغي زيارتنا وهو من صميم العرب".

الدكتور غالب غانم تناول لقاء الحقيقة والحرية في الكتاب، ومما قال: "حذّر الريحاني من تخبّط بعض العرب في الحقيقة المشوّهة أو المطموسة أو المجهولة، وحدّث مضيفيه من الأئمة والملوك عن أنّ الحقائق التاريخيّة تدلّ على أنّ النهضات الخطيرة في الأمم لا تنشأ بطفرةٍ أو بقفزة، آملًا في أن يوقّعوا على معاهدة دبّج نصّها بنفسه، وجعلها تمتّن الأواصر في ما بينهم، وتمهّد لعهودٍ من التفاهم والأخوّة والوحدة المؤسّسةِ كلّها على "العلم والخبر اليقين" وعلى التحليل والتعليل  شأنه في ذلك شأنُ طلّاب اليقين وعلماء التاريخ".

كلمة الختام كانت لأمين ألبرت الريحاني، ومما قاله: "في الكتاب ملامح من الوجوهِ العربية، والأخذُ بها، بدقةٍ فنية، وبَصَرٍ ثاقب، وبَصِيرةٍ متوهّجة، كثيرًا ما تنفُذُ من الشكلِ إلى ما يوحيه الشكل، ومن الملمح إلى الدلالة. والتوقُّفُ عند مشهديّاتِ الطبيعة وجمالاتِها، بوصفٍ حيّ، يِربِطُنا مباشرة بمسألتين: العلائية الفلسفيّة الضامنة، والبيئة السياسية الحاضنة. والريحاني أراد أن يصحِّحَ ملامحَ الوجوه، ويُحَسِّنَها ويُجَمِّلَها، قبل أن ينقٌلَها إلى القارىء الغربي، هكذا شاء أن يُلوِّنَ وجهَ الأرض، ويُوَشِيها ويُحييها، قبل أن ينقلَ معالمَها وأشكالَها وتضاريسَها إلى قارئِهِ الأوروبي والأميركي".

أيار الزجل
وتخلل الندوة عرض الأغنية المصوّرة "أنا الشرق" لأمين الريحاني من كتابه "هتاف الأودية"، من لحن وجدي شيّا وغناء لور عبس. وأعلن مدير المركز هنري زغيب عن ندوة الشهر المقبل (13 أيار) وهي سهرة زجل لإعادة هذا الفن اللبناني إلى الأذهان بعدما وضعته منظمة اليونيسكو في لائحة التراث العالَمي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها