
(دزوفيغ أرنيليان)
تقع أعمال المعرض تحت عناوين عريضة. أول هذه العناوين هو الحميميًة، التي قد تشير إلى ضعفٍ مقصود عن طيبة خاطر، وتتضمّن دعوة لمشاركة العاطفة والفكر، أو ما هو خاص مع الآخر من الناحيتين الروحية أو الجسدية. العلاقة الحميمة هي دائمًا عرض جريء للذات، وتحت هذا العنوان نرى أعمال دزوفيغ ارنيليان (هي في المناسبة مؤسسة صالة أرنيلي المتبنية للمعرض). تعمل أرنيليان على موضوعات تتعلق بأدوار الجنسين، والمرأة خصوصاً. في نتاجها يندمج الفن الكلاسيكي لعصر الباروك مع التعبيرية المعاصرة، وتثير لوحاتها مشاعر الشهوانية والحب والخصوبة والألفة، كما تختلط هذه المشاعر أحيانًا بالغضب والنهج المتمرد، الذي ينتقد المنظور السائد لجسد المرأة وحياتها الجنسية. الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في مجموعة أعمال دزوفيغ هو التصوير الجريء للموضوعات، والمشاهد التي غالبًا ما تصدم الجمهور بحساسيتها وحميميتها وضعفها.
تحت العنوان الوارد أعلاه تندرج، أيضاً، أعمال الفنانة الناشئة آية أبو هواش، المتأثرة ممارستها الفنية بهويتها كامرأة فلسطينية – لبنانية. ترسم الفنانة أعمالًا تصويرية تتناول موضوعات الصورة الذاتية والحميمية والعواطف ومعايير المجتمع. وغالبًا ما يظهر في لوحات أبو هواش أشخاص عاطفيون أو مفرطون في التفكير. وبالاستناد إلى السياسة والتاريخ والاتجاهات الإعلامية، تبتكر الفنانة لوحات ورسوماً ووسائط مختلطة متجذرة في النقد المجتمعي والفكاهة المُرّة.
أمّا إليزابيث هيفتي - خوري فهي فنانة وكاتبة تجريبية ومفاهيمية بريطانية – لبنانية، وأعمالها مستوحاة من خلفيتها الأكاديمية في مجالات الأدب والتاريخ والأساطير، وهي تعمل على دمجها مع القضايا والأفكار المعاصرة ضمن أشكال بصرية مجرّدة. إلى ذلك، فهي تبدي إهتماماً خاصاً بالتقاطع بين الصور والنص، لا سيما بالتأثير المتبادل بين النوعين، والعلاقة التي تجمعهما.

(إليزابيث هيفتي - خوري)
التصوير الفوتوغرافي، الذي نرى أمثلة منه في المعرض، هو الهم الفني الأساس لدى طارق صعب، وهو يعالج موضوعاته الشخصية والإجتماعية بلمسة معاصرة، قائلاً: "إن التقاط صورة يعني ترجمة شعور في لحظة حرجة. هذا هو الهدف الرئيس من جلسة التصوير الخاصة بي. أهدف إلى رواية القصص التي يثيرها خيال المشاهد. وبالنسبة إلي، هذا هو جمال التصوير الفوتوغرافي، أي أن أغوص في بحر عميق من التخيلات حيث تصبح أنت راوي القصص فقط".
أمّا ميساء الخوري، الحاصلة على ماجستير في الفنون البصرية، فنرى لها أعمالاً فوتوغرافية أيضاً، وقد إنصرفت بدورها إلى وسائل التصوير الفوتوغرافي والرسم مع القليل من الكتابة.
طفولة
تحت عنوان "طفولة" تندرج أعمال جوانا رعد، وهي فنانة لبنانية متعددة التخصصات. فهي مصممة ومديرة فنية محترفة، وقد عملت في العديد من البرامج والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة، والإعلانات التلفزيونية ومقاطع الفيديو الموسيقية والأفلام القصيرة والمسرحيات. أصبح شغفها بالرسم احترافيًا في شكل تدريجي، وتمتاز أعمالها بغلبة اللون على الشكل المرسوم بحرية، ومن دون قيود.
أما لودي صبرا، فهي فنانة لبنانية تستخدم مواد متنوعة مثل الأقمشة والأوراق والخشب والحديد والأسلاك والرمل، وتهدف إلى التعبير عن مشاعرها المختلطة حول الحياة نفسها من خلال إنشاء تركيبات ديناميكية وعشوائية، لكنها منضبطة للغاية وتمثل شغفها المستمر بالطبيعة والفن والوجود البشري.
الهوس المرضي The Morbid
الفن "المهووس"، وكما هو معروف، هو نوع من الفن يستكشف موضوعات الموت والانحلال والمواضيع المظلمة الأخرى، التي يمكن اعتبارها من المحرمات أو باعثة على الإزعاج. هذا النوع من النتاج يتضمّن، غالبًا، صورًا للجثث والهياكل العظمية والأشباح وعناصر مروعة أخرى، وقد تكون مستوحاة من أدب الرعب أو الفن القوطي أو الأيقونات الدينية.

وفي حين أن بعض الناس قد يجدون الفن المهووس مزعجًا أو مسيئًا، فقد يقدر آخرون قدرته على إثارة الفكر، وتحدي المفاهيم التقليدية للجمال وعلم الجمال. وكما هو الحال مع أي شكل من أشكال الفن، فقد يكون التفسير ذاتيًا وشخصيًا، وما قد يجده شخص ما سيئًا، قد يجده شخص آخر مفيدًا، أو حتى جميلًا.
تحت هذا العنوان تندرج أعمال
ماري كعدي، التي تقول: "أحب العمل عبر العديد من الوسائط، وإنشاء طبقات مختلفة من النسيج. لدي شغف كبير بأعمال الوسائط المختلطة باستخدام الخشب والجص والنسيج والأسلاك وغيرها من المواد المتنوعة". وفي أعماق فترة حزنها على فقدان والدها، أنشأت ماري سلسلة من الأعمال شديدة الوقع تحت تسمية: "الموعد النهائي". وفي هذا النطاق تدخل بورتريهات
موشيغ كارافارتانيان التي تصوّر شخصيات بعيون فارغة، تجمع ما بين العناصر الشرقية والفنون البصرية الغربية، مع تركيز على اللغة الرمزية التيبيتية، بما فيها من مدلولات روحية وباطنية. هذا، في حين تذهب بورتريهات
سركيس سيسليان، المنتظمة كشريط سينمائي جنباً إلى جنب، صوب منحى تعبيري يحوّر الوجه البشري ويذيب ملامحه.
وفي مجال النحت، نرى عملاً ل
كريكور أفيسيان، وهو فنان تجريبي، يعمل بمواد مختلفة، ويركّز على مسائل الفكر والمفاهيم، من دون التزام بالحقائق والواقع. وعلى هذا النحو، يمكن الحديث عن منحوتات
توفيق ملحم التي تعتمد بدورها منطلقات مفاهيمية تأخذ ما تأخذه من الإتجاه السوريالي. ثم، أخيراً، أعمال
نورا بكّار النحتية المعدنية أو الطينية (كما الأعمال التي سبق الحديث عنها لأفيسيان وملحم). عمل بكّار المسمّى "استعادة أفروديت" يهدف إلى إعادة تمثيل "المرأة" عبر جسد يغلب عليه التشوّه، بفعل ثقل النظام الأبوي القائم على التحيز الجنسي، وحتى كراهية النساء.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها