الإثنين 2023/05/22

آخر تحديث: 19:40 (بيروت)

موسى حوامدة....ملاحظات على هامش "بوكر العربية"

الإثنين 2023/05/22
موسى حوامدة....ملاحظات على هامش "بوكر العربية"
"تغريبة القافر" للعُماني زهران القاسمي حصدت "بوكر للرواية العربية" 2023
increase حجم الخط decrease
بداية؛ أنا أنظر للوطن العربي كله باعتباره ثقافة واحدة والإبداع ليس حكرًا على جزء منه عقلية المراكز والأطراف عقلية عفا عليها الزمن وهي أصلًا عقليات متورمة... اليوم العالم صار مفتوحًا والإبداع كذلك، وهذه بديهيات. أما من يعتقد أن بعض المناطق تابع ومهمش فهو مخطئ... في الوقت نفسه لا أتمنى أن يكون الاحتفال بأي تحقيق أدبي لأي عمل من منطلق اقليمي ووطني تعصبي، فمنطق كرة القدم والحَواري صار ماضياً... ولا يليق بالثقافة العربية.

ثانيًا: من يتقدم إلى أي جائزة يقبل ضمنيًا شروطها، فهو لا يدخل إلى الجائزة باعتباره واثقًا من الفوز لأنه صاحب منجز روائي مميز ومعترف به، وفي هذه الحالة سيطلق سهام النقد لأن الجائزة لم تكن من نصيبه.

ثالثًا: قرأت رأيين، لناقد مصري هو الدكتور محمد سليم شوشة، وناقد أردني هو موسى إبراهيم أبو رياش قبل إعلان النتائج، يشيران إلى رواية القاسمي ويتنبآن بفوزها، وقرأت من ينتقد الرواية ولا يعتبرها تستحق الفوز ومنهم نقاد معروفون.

رابعًا: قرأت لبعض المثقفين المصريين من يقول أن رواية ميرال الطحاوي تستحق الفوز رغم أنه لم يقرأها ولم يقرأ بقية الروايات المرشحة حتى للائحة القصيرة، فكيف حكمت على ذلك؟ وما هو منطقك؟ وهذا اعتبره تحيزًا إقليميًا.

خامسًا: في كل عام تثور ضجة عند إعلان النتائج وتخرج تُهم كثيرة تقول إن الجائزة تتوزع كل سنة بشكل دوري على الأقطار العربية، وإن كان ذلك كذلك فهذه مصيبة وكارثة تسعى لخلق فتنة وصراع إقليمي مدروس ولئيم.

سادسًا: ما دمنا جميعًا نرى أن هذه الجائزة مشبوهة أو ملعونة فلم يتم التراكض للترشح لها سنويًا ثم نعترض على نتائجها؟

سابعًا: نرى كل عام لجنة جديدة للبوكر وهي التي تقرر وتعلن اسم الفائز، وسبق ان التقيت في عمان بالدكتور ياسر سليمان، وهو فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية، وهو أمين عام الجائزة، وقال إنهم لا يتدخلون في عمل اللجان بعد اختيارها ولم نسمع عن عضو لجنة ما أن الأمانة العامة للجائزة تدخلت في عملهم وطلبت منهم التصويت لرواية معينة، وحتى لو حدث ذلك فهناك أسماء عربية محترمة أجدها في هذه اللجان، فهل هي عاجزة عن رفض التدخل أو فضح الأمر لو حصل؟ وسبق للدكتورة شيرين أبو النجا أن انسحبت من لجنة البوكر قبل سنوات وقدمت استقالتها معترضة على طريقة التصويت الرقمي، ولم تُشر إلى أي تدخل من مجلس الأمناء. لكن طبعًا اختيار اللجان وأعضائها قد يكون مدروسًا للعقلية العربية فربما لا يستطيع عضو لجنة من بلد معين أن يصوت ضد روائي من بلده مترشح للجائزة، الا ما ندر.

ثامنًا: فازت مصر مرتين بالجائزة، منحت أول مرة لرواية المرحوم بهاء طاهر "واحة الغروب"، وفازت بعده رواية "عزازيل"، وفازت فلسطين مرتين وكانت من نصيب ربعي المدهون وابراهيم نصر الله، وفازت السعودية ثلاث مرات، مع عبده خال ومحمد حسن علوان، ورجاء عالم مناصفةً مع محمد الاشعري، وفازت تونس مرة والجزائر مرة والمغرب نصف مرة والأردن مرة والكويت مرة والعراق مرة ولبنان مرتين وليبيا مرة...

ومن هذه الأرقام ربما نخرج بقراءات معينة. فليس معقولًا أن مصر، التي تنتج أكثر من نصف الروايات العربية، لا تفوز إلا مرتين فقط، وفي بداية الجائزة، ثم تُحجب عنها حتى اليوم! أما الدول العربية التي لم يفز منها أحد حتى اليوم فهي: سوريا، الإمارات، اليمن، الصومال، موريتانيا، السودان، وقطر؟

أمعقول أن الرواية السورية واليمنية والسودانية لم تصل مرة واحدة الى البوكر؟
ضمت لجنة التحكيم هذا العام عضوين من المغرب وهما محمد الأشعري رئيس اللجنة، وعدنان ياسين، كما ضمت ناقدة عُمانية وروائية من مصر هي ريم البسيوني.

على كل، تظل هذه الجائزة مثار جدل ونقاش وربما هذا يخدم الجائزة أو هو مقصود فكل هجوم أو دفاع عنها يخدمها ويجعلها حاضرة في المشهد الثقافي العربي عموما وليس الروائي فقط.

لا يعني الفوز بأي حال من الأحوال أن هذا الروائي الفائز أهم من الروائيين الذين لم يفوزوا، هناك روائيون وروائيات كبار لم يفوزوا وأذكر مثلاً يوسف فاضل المغربي، علوية صبح اللبنانية، ميرال الطحاوي، خالد خليفة، سليم بركات، جبور الدويهي، علي بدر، ابراهيم الكوني، حسن داوود، محمود الريماوي، محمد البساطي، انعام كجه جي، رشيد الضعيف، أمير تاج السر، اسماعيل فهد اسماعيل، منى الشيمي، عاطف أبو سيف، محمود شقير، واسيني الاعرج، بشير مفتى، نجوى اشتيوان وكفى الزعبي وغيرهم... ممن لم يتقدموا أصلًا للجائزة وهناك مواهب جديدة وروايات تبين أنها ضعيفة أو منحولة فازت بالجائزة... وطبعاً هناك روايات فازت كانت جديرة بالفوز بلا شك...

هذه بعض الملاحظات وربما نسيت سهوًا بعض الأسماء التي تستحق الذِّكر... فالمعذرة ...

(*) مدونة نشرها الشاعر الأردني موسى حوامدة في صفحته الفايسبوكية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها