رحيل لور غريب.. رفيقة الحبر والورق

ولدت لور غريب في دير القمر ونزلت الى بيروت لاكمال الدراسة، بعد تخرجها في الليسيه ونيلها شهادة الفلسفة انتقلت الى المدرسة العليا للآداب للتخصص في الأدب الفرنسي، وفي هذه المرحلة بدأت تتظهر موهبتها الشعرية. تقول في حوار لمجلة المسيرة: "قبل الحرب ما كنا نعرف الألوان، في دير القمر كانت الكتب بالأبيض والأسود، وكنت أرسم وأنا بالصف، بعد الحرب اصبحت أرسم أكواريل، وعندما أصبحنا في بيروت بدأت تتفتح عيناي على أشياء لم نكن نعرفها ولا نملكها". مع تخصصها في الأدب الفرنسي بدأت الرسامة الناشئة العمل في وزارة التربية وهناك تعرفت الى الرسام سعيد أ.عقل الذي اهتم لاحقاً بها وساندها وقدم لها النصائح، في تلك المرحلة قررت التوقف عن الدراسة والتفرغ للكتابة، وأصدرت ديوانها الأول بالفرنسية Noir les bleus وكان ذلك العام 1960، وانضمت الشاعرة الى جريدة "لوريان" أيام الشاعر الفرانكوفوني صلاح ستيتية، كمترجمة للشعر العربي الحديث الى اللغة الفرنسية، وحتى العام 1965 تاريخ افتتاح جريدة "لوجور" لتنضم إليها هي ونزيه خاطر عبر ترجمات ومقالات نقدية.

في العام 1966 أصدرت كتاب "إكليل شوك حول عنقي" باللغة العربية كما نظمت العام 1965 أول معرض في غاليري وان ليوسف الخال، في وقت كانت تعرفت الى الممثل أنطوان كرباج وتزوجته بعد رحلة غرام وعشق، ولها فضل في حياته المهنية.

هي جاءت من الشعر إلى الرسم. في عزّ حداثة الشعر واللوحة والمسرح في بيروت، أعمالها يطغى عليها اللون الأسود (الحبر الصيني). وكانت تطلّ من وقت إلى آخر على محبيها بلوحة تنشرها في فايسبوك تعبّر عن الواقع، وتقول موقفاً من قضية أو مناسبة... في سنواتها الأخيرة شاركت في معارض ثنائية مع ابنها فنان الكوميكس مازن كرباج، وسبق وأنجز الاثنان مجموعة من الرسوم عرضت العام 2006، كما قدّما "أنت وأنا حبر وورق" (2008)، ومعرضاً آخر في 2010، ومجموعة "غداً لن يأتي" (2014)، و"أبجديّة لور غريب ومازن كرباج"(2015)...

ولور غريب التي أعلنت في صفحتها الفايسبوكية أنها استقالت من عملها في "النهار" بعد مسيرة طويلة دامت 55 عاماً، صدر كتاب عن سيرتها، وكانت من الشخصيات التي شاركت في انتفاضة 17 تشرين.

كتب المسرحي رفعت طربية في وداعها:
"إذا قلنا عن لور غريب، زوجة الكبير الصديق أنطوان كرباج فالأمر لا يكفي. وإذا قلنا عنها عشيقة الرائع أنطوان فالأمر لا يكفي. 

لور تحديداً هي زوجة انطوان وعشيقته وأكثر من ذلك هي أم انطوان من دون أن تلده.

لور الشاعرة والرسامة والناقدة والى ذلك صاحبة الحضور المحبب دائماً وصاحبة اللسان السليط تحكي ما لا يجرؤ ان يتفوه به الزعران مثلي.

في كل مرة التقيت وانطوان كرباج وقوفاً على خشبة المسرح، كانت لنا منك المباركة. 

كنت تقولين لي ولانطوان أنا سعيدة أنتما تعرفان سر الحضور وسر خطف الجمهور أنتما تعرفان سر الدهشة. كم هو مؤلم ان تغادري يا لور…".