السبت 2023/12/02

آخر تحديث: 14:01 (بيروت)

"الأرجوحة" لأمل مطر...لغة سردية تقرأ ذاكرة نساء مغتربات

السبت 2023/12/02
"الأرجوحة" لأمل مطر...لغة سردية تقرأ ذاكرة نساء مغتربات
increase حجم الخط decrease
قصص "الأرجوحة" للكاتبة أمل مطر تأخذ القارئ نحو الماضي معظم الأحيان. وكأن شخصياتها ظلت هناك رغم أنها تعيش في مكان آخر. الماضي يعني الطفولة، والأخوة والأصدقاء، وبساطة العلاقات الإنسانية، ومناسبات المدن.

هذه الذكريات لها حضور طاغ على القصص، مما ساهم بشكل واضح في خفوت الحاضر المعاش، لا سيما أن كل الشخصيات تعيش في بلد آخر. إن أغلب الأحداث تأتي فجأة، عبر باعث ما، صغير أحيانا، لتقوم الكاتبة بتوليد الحدث من تلك الأفكار المباغتة. نساء عراقيات في حالات مختلفة. لحظات وحدة. لحظات حنين إلى البيت، والمدينة، والعاصمة البعيدة. زيارة أموات قريبين قضوا في الاغتراب، ونساء يقضي بعضهن الأيام والسنين بالحلم، والرسم، والخيال.

نساء يروين سيرتهن منذ لحظة القفز فوق حاجز الوطن، بكل مآسيه، والطفولة السعيدة، والمحلة التي كانت تموج بالأحلام، والصبا الواعد، وبساتين المدينة الحلم. وأمل الكاتبة، أو بطلة القصص، هي من بينهن، من بين تلك النساء اللواتي لم يمتلكن سوى الحلم. سوى الطفولة، والهروب من الشرنقة. المغامرة في حياة الروح السرية حتى الوصول إلى بر الأمان.

ومَن ينظر إلى لوحات السيدة أمل مطر يجد تركيزا عميقا، ولافتا، على الطبيعة والألوان الزاهية. هي تشكل الورود، والبساتين، والوجوه، والنخيل، ضمن آفاق حلمية تستجلبها من الذاكرة البعيدة. وهي ذات الظاهرة يجدها قارئ قصصها في مجموعتها "الأرجوحة". جاءت معظم النصوص القصصية بضمير الأنا، وهي أسلوبية تنسجم مع التأمل العميق في الأشياء، والبشر، والأديان، والظواهر البشرية كالولادة والخلق وحركة الأفكار في رأس الكائن. الحروف تهرب عند الكتابة، والمرأة تلاحق بنات أفكارها.
كما لا يخفى تشظي الذاكرة، وغموض الموضوع، سواء في اللوحات أو النصوص.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها