الخميس 2022/05/26

آخر تحديث: 12:24 (بيروت)

مايا الحاج حسن لـ"المدن":هنا أفلام فلسطينية تكسر "البؤس"..ونساؤها مرئيّات

الخميس 2022/05/26
increase حجم الخط decrease
ينطلق اليوم، مهرجان السينما الفلسطينية في باريس بدورته الثامنة، ويستمر حتى التاسع من حزيران 2022. يركز المهرجان هذا العام على "النسويات"، آخذاً على عاتقه عرض أفلام وفيديوهات تتعلق بنضال النساء الفلسطينيات. كما يوجّه المهرجان تحيّة الى الكاتب الفلسطيني، غسان كنفاني في ذكرى خمسين عاماً على اغتياله.
عن المهرجان وبرمجته، تحدثت "المدن" مع إحدى المنظمين المتطوعين، مايا الحاج حسن.

- أخبرينا قليلاً عن تاريخ مهرجان "سينما-فلسطين"؟

* بدأ المهرجان في العام 2015، وقد انطلق على أيدي عدد من مساندي القضية الفلسطينية ومحبي السينما في باريس، وكان هدفهم خلق مساحة للسينما الفلسطينية، حينها لم يكن هناك أي مهرجان يعنى بها، رغم كونها قديمة للغاية وذات قيمة عالية معترف بها في الساحة الثقافية الدولية، إذ يعود أرشيفها إلى أيام النكبة. لكن عروض مهرجاننا في البداية كانت محصورة في أماكن قليلة، وتوازت مع تنظيم نادٍ سينمائي أيضاً. مع الوقت، حظي المهرجان ببعض الشهرة، وشرع في تقديم عروض في صالات في باريس وضواحيها: "لوكسومبورغ"، "لومينور"، و"استديو"، وسينما الهواء الطلق في "سان-دوني" وسواها. لاحقاً، توسع المهرجان، من خلال مسابقة الأفلام القصيرة، كما شارك في مهرجان "كان"، ثم أطلق برنامج "mentorship" بالتنسيق مع "مدينة الفنون الدولية في باريس" وسواها. من خلال هذا البرنامج، يهتم بالمخرجين أصحاب المشاريع السينمائية، إذ يتقدمون بطلباتهم، ويتم اختيار ثلاثة منها، وعندها، ينتقل أصحابها إلى تطويرها مع مخرجين مخضرمين، يعاونونهم في كتابة الأفلام، وفي إنتاجها. طبعاً، لا بدّ من الإشارة الى كوننا لا نحصر عرض الأفلام في فترة المهرجان، بل نقدم نشاطات في النادي السينمائي مع عدد من الشركاء، مثل "برزخ" و"Les Dissidents"، و"Causons"، عدا عن "Ehess"، التي نعقد معها سنوياً محاضرات حول أفلام نعرضها في فضائها. هذا العام، عرضنا، مثلاً، فيلم نورما ماكروس "L'espoir Voilé"، كما فيلم "فدائيين" لـ"Vacarme(s) Films".

- كيف تختارون الأفلام؟

* جميع أعضاء الفريق يشاهدون نحو مئة فيلم، ثم يختارون منها على أساس معاييرهم الشخصية ووفقاً لمحور تم اختياره جماعياً لتمثيل الدورة. سعينا إلى وضع معايير ثابتة، متعلقة بالصورة، والنص، إلخ. لكننا لم نجد أن هذا الأمر مساعداً. فقررنا أن نبقي الاختيار بحسب الاعتبارات الخاصة بكل واحد منا. بالتأكيد، هناك اختلافات في وجهات النظر حول الأفلام، ولهذا، نتحاور حولها، تماماً، كما نتحاور حول ما لا نتوقعه من مشكلات مباغتة كتلك المتعلقة بالموازنة. لكننا، نبذل جهودنا لإيجاد حلول لها، متمسكين بفكرة أن مهرجاننا هو الوحيد المخصّص للسينما الفلسطينية في باريس، ولهذا، لا بد من المحافظة على وجهته وعلى قيمة الأفلام التي يقدّمها.

- ما الذي تهتمون به حين تعرضون الأفلام الفلسطينية؟

* نحاول ألا نختزل السينما الفلسطينية بكونها سينما لا تهتم سوى بإظهار البؤس، أي بالبؤسوية اذا صح التعبير. لذا، نختار أفلاماً متنوعة من ناحية السردية ومن ناحية الجمالية، ساعين إلى جمعها مع بعضها البعض لكي تفتح نقاشات حول مضمونها. نريد أن نبين أن هذه السينما مسكونة بقدرة إبداعية على تقديم فلسطين وعلى المطالبة بالحق فيها.

- في هذا السياق، لماذا اخترتم هذا العام موضوعة التيارات النسوية الفلسطينية؟

* قبل العام 2017، لم يكن المهرجان يتحدّد بتيمة بعينها، لكن، في ما بعد، قررنا أن نجعله كذلك. بدايةً، أطلقنا دورة عن النكسة العام 2017، ثمّ الذكرى الـ70 للنكبة العام 2018، ثم غزة العام 2019، ثم أخرى عن القدس، على وقع الأحداث، وهي نفسها التي نظمناها خلال الحجر الصحي وبعده. حاولنا أن نضع في كل هذه الدورات، وتحت كل موضوعة محدّدة، أفلاماً سينمائية وفيديوهات فنية أيضاً. الأمر نفسه ينسحب على الدورة الحالية، التي نريد من خلالها أن نبيّن دور النساء الفلسطينيات في النضال والإبداع. ذات مرة، ترجمت فيلم "فلسطين سجل شعب" لقيس الزبيدي، ولفتني كيف أن النساء، رغم كونهن حاضرات في صلب القضية الفلسطينية منذ النكبة، فإنهن يُجعَلهن لامرئيات. من هنا، شجعتُ على تبني موضوعة التيارات النسوية. بالطبع، لا بد من الإشارة إلى أننا نتكلم عن تيارات نسوية وليس عن تيار نسوي، من باب أن النسوية ليست وجهة واحدة دون غيرها. وعلى جانب هذه الموضوعة، هناك أخرى تتعلق بذكرى خمسين عاماً على اغتيال غسان كنفاني.

- يشتمل المهرجان على مسابقة للأفلام القصيرة، فماذا عنها؟

* انطلقت هذه المسابقة في العام 2017، وهي بدأت كمسابقة مفتوحة للمخرجين الفلسطينيين فقط، وهذا، على عكس المهرجان، بحيث أنه مفتوح لكل من أخرج فيلماً عن فلسطين بصرف النظر عن جنسيته. بالإضافة إلى ذلك، كنا نكتفي بعرض أفلام تخرّج، لكننا عدنا وأضفنا عليها أفلاماً قصيرة أنجزها مخرجون مخضرمون. هذا العام، وككل عام، سيختار الجمهور الفيلم الذي أحبه، ما يتيح لصاحبه الحصول على جائزة أفضل فيلم قصير. وبما أننا، في الدورة الراهنة، على شراكة مع "Media part"، فسيتيح ذلك للقراء المشتركين في هذا الموقع أن يشاهدوا عليه كل أفلام المسابقة قبل أن يصوتوا لها أيضاً.

- هل تلحظون أن جمهور المهرجان قد تزايد مع الوقت؟

* منذ العام 2015 حتى اليوم، شهد المهرجان تزايداً في جمهوره، بالإضافة إلى كونه بات يجذب مشاهدين من خارج الوسط التقليدي، لا سيما أننا، وحين نقدمه، فذلك عبر ملصقات لا تظهر فلسطين بطريقة نمطية. أتذكّر أنه، وفي أثناء عرض "فدائيين"، فوجئ عضو  Vacarme(s) Films، ماتيو جولان، بالجمهور الذي ضمّ فئات عمرية متعدّدة، ولم يكن محصوراً في أوساط دون سواها.

- أختُم بهذا الاستفهام، كيف تطوّعتِ في المهرجان؟

* لقد تعرفت على المهرجان أولاً كنادٍ سينمائي، تطوّعت فيه، وعملت بدايةً في إدارة الفنانين ثم في الترجمة، كما أنني شاركت في المونتاج، وحالياً في البرمجة.

للاطلاع على برنامج المهرجان هنا
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها