الخميس 2022/02/24

آخر تحديث: 13:17 (بيروت)

مُخرِجا "قصيدة البقرة البيضاء" لـ"المدن": استعارة لبريء محكوم بالموت

الخميس 2022/02/24
increase حجم الخط decrease
بقدر ما هو معروف، لم تنفّذ أي دولة في العالم، عمليات إعدام، أكثر من إيران في العام 2020: فقد أفادت منظمة العفو الدولية عن 246 حالة. عقوبة الإعدام هي واحدة من أدوات القمع الرئيسية هنا. وفي السنوات الأخيرة، جاءت أكثر الأفلام إثارة للقلق حول هذا الموضوع من إيران. بعد فيلم محمد رسولوف "ما من شرّ"، الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي 2020، يأتي الآن دور الفيلم الدرامي "قصيدة البقرة البيضاء"، المعروض سابقاً أيضاً في "برلينالة" قبل عامٍ، للمخرجَين بهتاش صناعي ها، ومريم مقدّم.

تحقيقٌ شعري في الذنب والبراءة، ودراما نسوية إيرانية بأقل قدر من الضجيج، وباكورة إخراجية تؤشر على اسمين يستحقان انتظار جديدهما.. "قصيدة البقرة البيضاء" آخر الأفلام الإيرانية الممنوعة، يعرض الآن في "موبي"، بعيداً من رقابة أولياء الله والبيروقراطية الدينية الإيرانية، ليشهدنا على حكاية مفجعة من هوامش المآسي الوفيرة في بلاد مقموعة محكومة بالخوف والإرهاب. حكاية أرملة شابة يُسمح لها برؤية زوجها مرة أخيرة قبل إعدامه، بعد اعترافه بالقتل العمد. بعد عامٍ، لم تجتز خسارتها بعد، ليتبين أن زوجها أُعدِم ظلماً. "هذه إرادة الله"، يقول القاضي، ويوصي بديّة القتيل المغدور، تُدفع للزوجة بعد هذا الخطأ القضائي. بعدها تبدأ ضغوط أهل الزوج الطامعين في الديّة (رغم أنها لن تُصرف إلا بعد سنوات) والراغبين في خطف حضانة الابنة من الأمّ. بعد ذلك بوقت قصير، يظهر رضا، صديق مفترَض للزوج المغدور، راغبٌ في المساعدة لكنه يحمل سرّاً وذنباً.

الفيلم، الذي تصدّت لبطولته الممثلة مريم مقدّم، والتي أخرجت الفيلم مع زوجها، يوضّح قبل كل شيء كيف أن النساء في إيران بلا حقوق. فالأرملة تُطرد من شقتها لأنها استقبلت رجلاً "أجنبياً"، وتُقاضى بتهمة عدم رعاية ابنتها، ويُعدم زوجها ظلماً ولا تجد حتى اعتذاراً. مروحة مشاكل ومعضلات تتداخل وتتشابك خيوطها في قصة مريرة عن بلدٍ يبدو سجناً ضخماً، تستعير من إرباك وتعقيد دوستويفسكي، كما من مبالغات دراماتيكية مثل تلك التي كتبها كريستوف كيشلوفسكي. إنما يبقى فيلماً جديراً بالمشاهدة ومحفزّاً على التفكير، فيه كما في أحوال شخصياته وانعكاساتها في جغرافيات وسياقات أخرى لا تبعد عنّا كثيراً.

بمناسبة عرض الفيلم في منصة "موبي" للسينما الفنية، أجرت "المدن" حواراً مع مُخرجَي الفيلم عن عملهما وبلادهما...



* يستند الفيلم إلى أحداث حقيقية..

مريم مقدم: الفيلم هو حكاية الكثير من الناس في إيران، بعضهم نعرفه شخصياً، وآخرون سمعنا عن تجاربهم. هذه أحداث يومية في بلدنا، الشخصية الرئيسية، مينا، مستوحاة من والدتي. قصتها ليست هي نفسها تماماً، لكن أبي أُعدم أيضاً.... كل ما في القصة حقيقي، يستند على وقائع. أشياء اكتشفناها أثناء البحث، وأخرى من خلال قراءة القصص الحقيقية وتحليل ما قاله القانون والقضاة.

بهتاش صناعي ها: القصة شخصية للغاية بالنسبة إلي ولمريم، لكننا نروي قصة خيالية في "قصيدة البقرة البيضاء". نظرنا أيضاً إلى دول أخرى، ما يحدث للناس هناك. بدءاً من قصة والدة مريم ووالدها، الذي أعدم من دون محاكمة لأسباب سياسية، بدأنا هذا المشروع منذ تسع سنوات. لكن بالنظر إلى الموضوع، في ذلك الوقت لم نتمكن من الحصول على إذن لصنع الفيلم في إيران. بعد أربع أو خمس سنوات، بدأنا في دفع المشروع مرة أخرى. حاولنا الحصول على إذن للتصوير من خلال تقديم نسخة مؤقتة من السيناريو إلى اللجنة التي يتعين عليها منح تصريح التصوير. بعد فترة طويلة، نجحنا. ثم تمكّنا من جمع الموازنة، وبدأنا التصوير. ولكن بمجرد الانتهاء، لم نحصل على إذن لعرض الفيلم في إيران.

* الفيلم ممنوع من العرض في إيران، فهل يجوز لكما عرضه في الخارج؟

بهتاش: ليس لدينا تصريح بذلك أيضاً. هذا يتطلّب تصريحاً آخر بالمناسبة. لكننا قرّرنا مع منتجينا عرض الفيلم في الخارج على أي حال. ربما يسبب لنا ذلك مشاكل في إيران لكننا شعرنا أن "قصيدة البقرة البيضاء" يجب أن يحيا. من خلال تقديم الفيلم في المهرجانات وفي بلدان أخرى، فإنه يعثر على حياة أيضاً. كانت هناك عروض خاصة محدودة في إيران، لكن حتى الآن لم يعرض للجمهور العام في صالات السينما. سنحاول عرضه عبر المنصات الرقمية، بما يمكّنه من شقّ طريقه في النهاية إلى إيران عبر الإنترنت. بالرغم من أننا لم نفقد الأمل في عرضه في دور السينما الإيرانية. نريد حقاً أن يتمكن مواطنونا من مشاهدته، لأنه فيلم إيراني يحكي قصة إيرانية تماماً.

* القوة الدافعة وراء الفيلم هي رغبة مينا في العدالة والإنصاف..

مريم: مينا مدفوعة بتلك الرغبة، تريد من منظومة العدالة على الأقل الاعتراف بارتكابها خطأً. تريد أن تقاتل من أجل نفسها وابنتها ضد نظام معيب، فيما ممثلو هذا النظام يصرّون على الاختباء. يتأثر الكثير من الناس في كل مرة. ليس فقط الشخص المحكوم عليه بالإعدام. تتحمَّل عائلته وحتى عائلة القاضي العواقب أيضاً. بطريقة أو بأخرى، يتأثّر المجتمع بأكمله بالحدث. حقيقة اعتبار مثل تلك الأمور ممنوع التحدث فيها، يزيد سوء الوضع. لهذا صنعنا الفيلم.. لنجعل الأمور قابلة للنقاش ونضع أصابعنا على المشاكل.



* هناك الكثير من التقييد في حياة مينا. هي في وضع ضعيف كامرأة، لا أحد يهتم بها، ويمكن بسهولة أن تُبتَّز..

مريم: لا تتمتع النساء بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجال في إيران، فلا يمكنهن تربية أطفالهن بطريقة مماثلة، خصوصاً عندما يكنّ بلا أزواج. كونك أمّاً عازبة هو أمر صعب في أي مكان، لكن في إيران، الأمر أصعب 100 مرة لأن هناك العديد من العقبات الإضافية. لا تستطيع هؤلاء النساء مقابلة رجل جديد في إيران، وعليهن توخي الحذر طوال الوقت. وهذا نتيجة للعيش في مجتمع يوجد فيه الكثير من العنف ضد المرأة، حيث القوانين المعادية للمرأة هي السائدة، وهناك أيضاً تمييز اقتصادي. تدهور الوضع الاجتماعي لمينا بعد وفاة زوجها وزيادة صعوبة كفاحها لتربية ابنتها، هو واقع كثير من الأمهات الإيرانيات.

* هل هذا بسبب العقلية أم الهياكل السلطوية؟

مريم: لدى الكثير من الناس في إيران أفكار حديثة، صديقة للمرأة، لكن القوانين تسمح للأشخاص ذوي التفكير المحافظ التقليدي بالتمييز. حتى إذا وجدتْ حقوق متساوية، فسيتمكّن بعض الناس من جعل الحياة مريرة للآخرين. في البلدان الأكثر ديموقراطية، يمكن للقوانين أن تقود الطريق في تحسين حياة الناس.

بهتاش: المشكلة في إيران لا تكمن في البيروقراطية، بل في حقيقة أنه على مدى الأعوام الـ45 الماضية، كانت لدينا قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية. ولهذا السبب يصعب تغييرها.

مريم: تقول الحكومة أنها أحكام الله، وبالتالي فهي أيضاً غير قابلة للتغيير. لا يمكن الإتيان على ذكِرها حتى.

* هل يمكنك شرح رمزية عنوان الفيلم والبقرة التي تظهر في ساحة السجن خلال كابوس متكرر؟

بهتاش: عقوبة الإعدام هي نوع من القصاص في أحكام الشريعة الإسلامية، كما هو معلوم، وهناك سورة البقرة التي تتحدث عن أحكام القصاص في جرائم القتل والاعتداء الجسدي. هذه السورة هي السبب الأول لاختيارنا رمزية البقرة. والسبب الثاني هو أنه في الاحتفالات الدينية الإيرانية التقليدية، عادة ما تكون البقرة أضحية، يُتقرَّب بذبحها من الله. في فيلمنا نحاول الإشارة إلى زوج مينا كضحية من خلال البقرة البيضاء. البقرة هي استعارة لبريء محكوم عليه بالموت.

مريم: البقرة بيضاء اللون إشارة إلى تلك البراءة.

* يشكّل بياض الحليب أيضاً علامة مرئية تتكرّر بطول الفيلم..

مريم: ليس من قبيل الصدفة أن تقتل مينا، رضا، الغريب الذي تبيَّن أنه ليس لطيفاً وبريئاً، بجوهر البراءة، الحليب الأبيض الذي يرمز إلى دم الضحية البريئة. لا ننسي أيضاً أنها تعمل في مصنع ألبان.

بهتاش: استخدام الرموز والاستعارات يتجاوز عنوان الفيلم. فهو يتشابك مع الثيمات والقصة. في الأدب الفارسي وقصائده، تستخدَم الاستعارات والرموز كتقنيات لتضمين معانٍ مزدوجة. أردنا أن نفعل هذا في الفيلم؛ بحيث تحمل مَشاهدنا طبقات متعددة من المعنى.

* حتى عندما لا يفهم المُشاهِد المعنى كاملاً، ما زال بإمكانه الإحساس بشاعرية وتعقيد ما يراه. تماماً كما تلاحظ بشكل حدسي أن المساحة التي تترك فيها الشخصيات لتتطوَّر، تخبرنا شيئاً عن مشاعرهم.

بهتاش: أنت تحاول الاستفادة من مكان التصوير وإيجاد اقتراحات بصرية تساعد في رواية القصة. من خلال الهندسة المعمارية لموقع التصوير، تقسيم المساحات، الأبواب والنوافذ؛ نحاول خلق جوّ معين. وهناك أيضاً نريد أن نظهر ونخلق المعنى في الوقت نفسه. الحركة من خلال السلالم، وفتح وإغلاق الأبواب والنوافذ، على سبيل المثال، يشير إلى حرية واحتمالية انطلاق.

* عملتما معاً لفترة طويلة ومكثفة على الفيلم، أولاً أثناء كتابة السيناريو، ثم أثناء الإخراج. ما مدى صعوبة ذلك؟

بهتاش: كان الأمر صعباً، خصوصاً أننا عملنا عليه لفترة طويلة. أحياناً نختلف على التفاصيل لكننا اتفقنا دائماً على الصورة الكبيرة. القصة والشخصيات والمحتوى. بعد سنوات من الكدّ، انتهى بنا الأمر أيضاً إلى شيء أحبّه كلانا حقاً. لقد أصبح مشروعاً مشتركاً. بعد السيناريو، اخترنا المواقع والممثلين معاً، ونظّمنا تدريبات مشتركة ومحادثات مع المتعاونين. ولأن مريم تلعب دور البطولة وهي حاضرة في معظم المشاهد، فقد كانت أمام الكاميرا أثناء التصوير وأنا خلفها. لكن، في ذلك الوقت، كنا قد ناقشنا بالفعل وسجّلنا كل شيء حتى نعرف أنا وهي ما سنفعله. هذا الوعي والثقة سهَّلا العمل.

* طورتما أيضاً الأسلوب المرئي معاً. يشعر المرء بمزيج مضبوط وجديد من عباس كيارستمي وروي أندرسون.

مريم: عملنا على ذلك منذ اللحظة التي خطرت لنا فكرة الفيلم. طبَّقنا الأسلوب على السيناريو. كان كل شيء طبيعياً جداً لأننا لا نخرج للعمل ثم نعود إلى المنزل. نعيش معاً، ويعيش معنا مشروعنا كما وظيفتنا. كنا نعمل باستمرار على ذلك ومن خلال تبادل الأفكار نما الفيلم. أحياناً كنا نستيقظ في منتصف الليل ونبدأ الحديث عن الفيلم، وبهذه الطريقة تطوَّر كل شيء بشكل طبيعي تماماً. القصة والشخصيات، لكن أيضاً الأسلوب البصري. في الواقع، تقودك كل قصة إلى الأسلوب الذي يجب أن تُروى به.

بهتاش: ذوقنا السينمائي لا يختلف كثيراً، فعندما نشاهد أفلاماً أخرى غالباً ما نتفق على الجيد أو السيء. على سبيل المثال، نفضّل دائماً المزيد من الهدوء والسكينة في الأفلام. لهذا السبب في "قصيدة البقرة البيضاء" اخترنا الصمت والبساطة. حاولنا أيضاً تجنب الميزانسين المعقّدة وحركات الكاميرا غير الضرورية. علاوة على ذلك، من خلال التبديل بين اللقطات القريبة واللقطات الطويلة، أعطينا الشخصيات فرصة لتغيير المسافة التي تفصلهم عن الكاميرا، مما يجلب التنوع إلى الدراما.

مريم: نعتقد أن هذا يسمح للمشاهد بالمزيد من التعمّق وعدم الالتصاق بالسطح.

بهتاش: تتيح اللقطات الطويلة المتناوبة واللقطات المقرَّبة للمُشاهد تحليل الأشياء والتفكير في ما يراه.

* هذا النهج يجبر المشاهد على أن يكون نشطاً وألا ينتظر توجيهاً من صانعي الفيلم..

بهتاش: نهجنا الهادئ يسمح أيضاً بإيلاء المزيد من الاهتمام للتكوين والمواقع والشخصيات. يمكنك أيضاً إيجاد الوقت لتشعر باللحظة. "قصيدة البقرة البيضاء" فيلمٌ سياسي، لكننا نحاول إخبار القصة بطريقة شعرية. هذا الشعر في المضمون كما في الشكل.

* ألهذا السبب بيتا، ابنة مينا، صمّاء وبكماء؟

مريم: هذا التناغم بين الشكل والمحتوى هو في الواقع جزء من التأويل. لكنه أيضاً رمزي. بيتا تمثّل المرأة الإيرانية التي لا صوت لها ولكنها تناضل من أجل نفسها وتتطلع إلى المستقبل بأمل. بيتا ومينا تكملان بعضهما البعض، فهما بسيطتان ومستضعفتان لا تتوقفان عن القتال في سبيل اللحفاظ على كرامتهما. "قصيدة البقرة البيضاء" يمنح قريناتهما من المُعانِيات والمُكافِحات صوتًا وأملاً. بالتأكيد هذا هو الهدف.

* بصفتكما فنانَين ومخرجَين، تسافران إلى المهرجانات الدولية لتقديم عملكما. هل شعرتما أحياناً أنه يتعين عليكما الإجابة على أسئلة مبتذلة طوال الوقت؟

بهتاش: بسبب الوضع الاجتماعي والسياسي في بلدنا، نتلقى العديد من الأسئلة المماثلة، في الغالب حول حرية التعبير، وكيفية معاملة الفنانين، والرقابة. لذا، نعم، لقد أجبنا على العديد من هذه الأسئلة. لكن هذه ليست مشكلة أيضاً، على ما أعتقد. لأنه كلما زاد الحديث عن الوضع، زاد تحسُّنه. عندما نُسأل عن الرقابة في العديد من المهرجانات حول العالم، على سبيل المثال، علينا دائماً القول "نعم، للأسف هناك رقابة". ونأمل ألا تكون موجودة يوماً ما. سيتمكّن الفنانون من الكتابة والإبداع وصنع الموسيقى والنشر من دون مخاوف من الرقابة. هذه الظروف لا تجعلهم يمارسون الرقابة الذاتية، وهي الأسوأ، لأن الرقابة الذاتية تمنع كل إبداع.

مريم: في الوضع المثالي يمكن للفنان أن يكون فيلسوفاً. في بلدان مثل إيران، لا خيار أمام الفنان سوى أن يكون سياسياً كذلك، رغم أن ذلك لا يتناسب بالضرورة مع روحه الفنية.

* ربما لهذا السبب يلعب الفن دوراً مهماً في التغيرات الاجتماعية والسياسية في دول مثل إيران. بالرغم من أن الفن يُنظر إليه على أنه غير مهم وغير جاد في كل مكان تقريباً في العالم. يكاد يكون دائماً أول شيء يُلغي من قبل السياسيين، بحجة أن لديهم أشياء أكثر أهمية للقيام بها في الوقت الحالي. الجائحة كانت أحدث مثال على ذلك. حتى مع الثورات والانتخابات، غالباً ما يعتقد الناس أن الفن غير مهم في الوقت الحالي.

مريم: السياسيون، لا سيما الرجال، يميلون إلى تجاهل دور الفن، وكذلك دور المرأة. بشكل عام، كل ما يفلت من قوتهم. كما قيل دائماً في إيران على مر السنين: مشكلتنا الرئيسية ليست الرقابة ولا الحجاب القسري. ما هي مشكلتنا الرئيسية إذن؟ مثل هذه القضايا بالتحديد، لأن بإمكانها تغيير المجتمع. في بلد مثل إيران، حيث المدارس ووسائل الإعلام، سواء الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون، في أيدي السلطات، الشيء الوحيد المتبقي هو السينما والفن المستقل، حيث يمكنك أن تقول شيئاً آخر غير ما يداوم النظام على قوله. مثل كل الكليشيهات التي رأيناها في التلفزيون الحكومي منذ الطفولة. لهذا السبب تلعب السينما - بالرغم من الرقابة وكل الصعوبات - دوراً مهماً للغاية في إيران، لأنه ليس كل شيء تحت سيطرة النظام هناك. علاوة على ذلك، فالإيرانيون مغرمون جداً بالسينما والفن بشكل عام.

بهتاش: ترى أيضاً أن المرشحين في هذه الانتخابات (أجري الحوار قبل ظهور نتيجة انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة) بالكاد لديهم برنامج للفن والثقافة. لقد كان لدينا رؤساء في العقود الماضية لم يكونوا غرباء على الثقافة؛ في ظل البعض، تحسَّن الوضع الثقافي. تمت الموافقة على الكثير من الأفلام والأعمال الفنية. لكن لسوء الحظ، في إيران، نتراجع أحياناً. لا توجد حتى جملة من المرشحين الحاليين حول ما ينوون القيام به للفن والثقافة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها