الأحد 2020/02/16

آخر تحديث: 08:53 (بيروت)

الشاعر التونسي أشرف القرقني يكتب نشيد ابن الإنسان

الأحد 2020/02/16
الشاعر التونسي أشرف القرقني يكتب نشيد ابن الإنسان
increase حجم الخط decrease
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر التونسي أشرف القرقني، بعنوان "نشيدُ سيِّد السّبت". الكتاب الذي يهديه، صاحبه، دون شكٍّ، إلى لا أحد، وهو إهداءٌ مفتاحٌ، ستسنُدهُ القصائدُ الموزّعة على شكلِ نشيدٍ مُقطَّعٍ، يُتبع بهوامشَ عن الأسماء في السّبت، عن توقيع بريءٍ، هناكَ أو هنا، وتُختتمُ بفصل في جحيمٍ آخر. يكتبُ الشاعر في آخر قصيدةٍ: "أشرف القرقني. هذا ليس اسمي. إنّه شخصٌ آخر يقتحمُ حياتي الصغيرة. ويُرسِلُني إلى المنافي التي لا تَرَونَ..."، وبالعودةِ إلى بدايةِ النَّشيدِ، نكونُ حيالَ حياتيْنِ، تُسابقُ إحداهُما الأخرى، ليكونَ لها سبتُها وشاعرُها الذي "يَدحَرُ في الكلمات وجوهَ السَّحرة".
 

"نشيد سيّد السّبت" مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي أشرف القرقني، صدرت في 64 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة "براءات" التي تصدرها الدار منتصرةً فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.


من الكتاب:


مُقَيَّدًا إِلَى الشَّجَرَةِ، لم أَذهبْ أبعدَ مِنْ سِياجِ الحقْلِ. لم أصلْ بعدُ إلى حَتفِي. لكنّ الوقتَ المُتكدِّسَ خلفَ البابِ يَعِدُني بِسِرٍّ أخضر.

كنتُ كلَّ صباحٍ أُلقي نظراتٍ زرقاء خلفَ التّلّةِ. وعَبَثًا أنتظرُها في المساءِ. من فرطِ الانتظارِ صارتْ يدايَ يابسةً، وعينَاي بحرًا، تزحَمُ فيه المراكبُ أشرعةَ الهواء. ورغمَ ذلك، ما زلتُ الأرملةَ التي تُنفقُ آخرَ دِرهمٍ، من أجلِ دمعةٍ أخرى على خدِّ المسيح.

في النّهاية، الحجرُ الوحيدُ الذي صدَّقتُ صمتَهُ، كان إسخَرْيُوطِيًّا آخر قد هرَّبَ أحلامي إلى ليلِ آلهةِ الشِّرٍّير، حيثُ العويلُ والقَصَبُ المجروح. ها هو يقرأُ قَطيعًا من نظراتٍ سائبةٍ. تُسابِقُ بابًا مخلوعًا في الرّيح. ويُلقي حكاياتِهِ عن البَدْءِ والخَرابِ العظيمِ في خواءِ نهاراتِكُم.


عن المؤلّف:

أشرف القرقني شاعر ومترجم وباحث في الأدب العربيّ، من مواليد 03 جويلية 1989 بسوسة/تونس. عمل في القسم الثقافي لجريدة الصحافة التونسية. ويعمل في مجال مراجعة الكُتُب الأدبية والترجمة مع صحيفَتَي العرب اللندنية، وموقع ضفة ثالثة. تحصّل على جائزة بيت الشِّعر سنة 2014. ترجم العديد من الكتب منها رواية بيدرو ميرال "السنة المفقودة"، 2016، ورواية ستيفان سفايغ "التحوّل" 2020.

له مجموعةٌ شعرية بعنوان "تقريبًا" 2017. كما تُرجمت قصائده إلى الفرنسية، والانجليزية، والكردية، والإيطالية، والفارسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها