- نشرتَ خلال السنوات الماضية، بعض فصول الكتاب منفصلة، كمواد صحافية، وفي بعض الفصول (مثل "رسالة غاضبة") ثمة اقتباسات من حوارات صحافية أجريت قبل صدور الكتاب بفترة وجيزة، وكأن العمل ثمرة ما جمعته من مواد تخص "أولاد حارتنا" على مرّ السنوات. لكن تماسك الكتاب ينفي، في الوقت نفسه، فرضية "تجميعه". فكيف عملتَ على المشروع؟
* في ديسمبر 2011، وبمناسبة مرور 100 عام على ميلاد نجيب محفوظ، سألتني الصديقة عبلة الرويني، رئيسة تحرير "أخبار الأدب": ماذا سنقدم فى مئوية نجيب محفوظ؟ أجبت على الفور: نجيب محفوظ قُتِل بحثاً، ولا أظن أن بإمكاننا إضافة جديد إلى مئات الكتب وآلاف المقالات والملفات الصحافية المنشورة عنه. لكن، لضرورات العمل الصحافي، كتبت وقتها عن مصر يوم مولده، من خلال صحف ذلك اليوم، واليوم الذي تلاه، أي 11 و12 ديسمبر. بعدها فكرت أنه يمكن أن أعمل على كتاب بعنوان "أيام نجيب محفوظ"، خصوصاً أن محفوظ عندما بدأ الكتابة كان يقلد عميد الأدب العربي طه حسين، وكتب على غرار "أيامه"، رواية سمّاها "الأعوام".
اخترتُ 9 تواريخ تخص محفوظ، لكنها أيضاً ترتبط بتاريخ مصر، في محاولة للإجابة على سؤال عن مصير الحداثة المصرية، وكيف تم إجهاضها.
كانت رواية "أولاد حارتنا" مجرد فصل تحت عنوان "29 سبتمبر 1959"، وهو اليوم الذي بدأتْ فيه جريدة "الأهرام" نشر الرواية. كان الفصل يمثل بحثاً عن تاريخ الرقابة فى مصر، لكنه في الواقع لم يتضمن كل شيء. كانت هناك فجوات كثيرة، مثل غياب صوت محمد حسنين هيكل على سبيل المثال، وقد كان رئيساً لتحرير "الأهرام" وقت النشر. ثم استطعت الحصول على موعد معه، بعدما قرأ ما نشر في "أخبار الأدب"، وتحدث باستفاضة عن أزمة الرواية، كاشفاً أشياء كثيرة وجديدة، ثم نشرت صياغة أخرى للعمل أكبر حجماً فى موقع "مدينة"، وطوال رحلة العمل كانت تتكشف أشياء جديدة، ولقاءات وحوارات وإشارات كان ممتعاً السير خلفها، وهو ما جعل الفصل يتضخم ويتحول إلى كتاب كامل يضم بعض المقالات، ورسائل لم تنشر من قبل. ومن هنا كان قراري، بعد التشاور مع عدد من الأصدقاء، أن يصبح "أولاد حارتنا" كتاباً منفصلاً عن المشروع الأساسي.
كنتُ أعمل على لغة الكتاب في محاولة لتنقيتها من الأكاديمية والمصطلحات الجامدة، ومن أحكام القيمة المجانية، ومن أفعل التفضيل. كنت أعمل أيضا على بناء الكتاب وترتيب فصوله، والحذف والإضافة، حتى قبل دقائق من دخوله إلى المطبعة. وأظن أن الطبعة الجديدة للكتاب ستشهد تغييراً طفيفاً لجعل اللغة أكثر سلاسة. فالعمل الصحافي يختلف تماماً عن "الكتاب" حيث العناية بالتوثيق، وعدم التكرار، وغيره.
- وما مصير الكتاب الأساسي "أيام نجيب محفوظ"؟
* أثناء العمل، اختلف المخطط تماماً، ليصبح الكتاب في ثلاثة أجزاء، الجزء الثالث والأخير سيتضمن سيرة لطفولة نجيب محفوظ، حتى صدور روايته "الثلاثية"، وربما يمكن قراءة الأجزاء الثلاثة باعتبارها سيرة للزمن والمكان من خلال سيرة محفوظ أيضًا.
- بخصوص التوثيق.. كيف لموظف ملتزم –بحسب وصف محفوظ لنفسه- أن يتعامل مع مخطوط روايته بهذه الرعونة؟ نشرت "الأهرام" رواية "أولاد حارتنا" ناقصة، لأسباب المنع المعروفة، لكن محفوظ في الوقت نفسه، لم يمنح المخطوط الأصلي لـ"الآداب"، ونشرتها الأخيرة ناقصة أيضًا، بل ومغلوطة (وهي نسخة لم يرض عنها حسبما أشرتَ في كتابك). حتى النسخة الوحيدة التي رضي عنها، كانت التي ترجمها فيليب ستيوارت، بعدما قارن نصَّي "الآداب" و"الأهرام"! من الواضح أن محفوظ لم يكن بالاتزام نفسه في ما يخص الحفاظ على مخطوطاته!
* وصف نجيب محفوظ نفسه بأنه "ملك التمزيق". قال في إحدى جلسات "الحرافيش"، إنه كان يجمع، في فترة من الفترات، كل ما يكتب عنه أولًا بأول. وبعد حين، كان يرجع إلى ما جمعه، يقلّب فيه، فيجده مكررًا بشكل أو بآخر، فصار يمزق كل ما يأتيه، أولًا بأول، خشية أن يمتلئ البيت بالأوراق المعادة، ثم راح يمزق الباقي تدريجيًّا بعدما عجز عن ترتيبه.
لم يحتفظ محفوظ بمخطوطات رواياته، ولهذا السبب، لم نتعرف أبدًا على النص الأصلي لروايتيه "الكرنك" و"الحب تحت المطر"، بعد نشرهما ناقصتين.
لكن، رغم حرص محفوظ على التمزيق، إلا أن الصدفة أتاحت لنا إنقاذ بعض مخطوطاته وأوراقه الشخصية. فكتابي المقبل "مخطوطات نجيب محفوظ"، أقدم من خلاله قراءة في مخطوطات وأوراق لنجيب محفوظ: الشحاذ، وميرامار، وأحلام فترة النقاهة، وأصداء السيرة الذاتية، فضلاً عن رواية غير منشورة، ويوميات كتبها في فترات متفرقة، وقصص قصيرة. لدي حتى الآن 14 مخطوطة، وما زالت الرحلة مستمرة للبحث عن مخطوطات أخرى سأتناولها في الكتاب الذي يكشف العديد من أسرار العمل الإبداعي لدى محفوظ، وعلاقته بنصوصه وشخوصه الروائية، وطقوس الكتابة لديه. وأتمنى أن يصدر الكتاب في بداية العام المقبل.
- إذا كانت نسخة "الأهرام" وطبعة "الآداب" ناقصتين، وبينهما 961 اختلافاً يمثل ما يقرب من 1241 كلمة ناقصة، حسبما أثبتَّ في كتابك، والترجمة الإنكليزية بتوصيف محفوظ هي الأقرب إلى نص الرواية الأصلي، ولا وجود لمخطوط الرواية، فهل ينطبق الأمر ذاته على نسخة دار "الشروق"؟ وهل معنى ذلك أن "أولاد حارتنا" رواية غير مكتملة؟
* الطبعات الأولى من "الشروق" مأخوذة بالكامل من نسخة "الآداب" التي تعرضت للحذف، لكن بداية من الطبعة السابعة، عادت "الشروق" إلى نص الرواية كما نشر في "الأهرام"، وبالتالي يكاد يكون كاملاً كما نشر. ما أتاح اكتمال النص الإنكليزي أن محفوظ شهد عملية الترجمة، وجلس إلى المترجم، وأعاد بعض الكلمات التي سقطت من طبعة "الأهرام" نتيجة عملية الصف والجمع الصحافي. لكن هل تعرضت النسخة في "الأهرام" لحذف: هيكل ومحفوظ، كلاهما يقول لا، لكن الإجابة لن تكون كاملة إلا بالعثور مخطوط الرواية الأصلي.
- أشرتَ في أكثر من موضع، إلى أن أعمال محفوظ الأولى كانت مشغولة بأسئلة "أولاد حارتنا"، وأن أعماله التالية، مثل "اللص والكلاب"، كانت طرحاً أنضج للأسئلة الوجودية ذاتها. فهل جعلت الأليغورية والرمزيات الواضحة، الرواية، عملاً أقل شأناً من "الحرافيش" مثلاً، أو روايات محفوظ الأكثر عناية بسؤال الجمال؟
* يقال إن الكاتب يقضى عمره يكتب رواية واحدة، أو قصيدة واحدة. نجيب محفوظ طارح أسئلة، وأيضا رحالة فى الفن الروائي. روايته بالأساس رواية رحلة، يبدأها أبطالها بحثاً عن إجابة، أو يقين ما. ومنذ البداية انشغل محفوظ بتقنيات السرد الديني وتحديداً فى روايته "عبث الأقدار"، مستفيداً من القصص القرآني أو العهدين القديم والجديد، وهو ما عاد إليه مرة أخرى في "أولاد حارتنا".
"أولاد حارتنا" هي الثلاثية مرة أخرى، البطل الرئيسي فيها هو الزمن، وصراع الإنسان معه. ثمة أصل: الجبلاوي في "أولاد حارتنا"، والسيد أحمد عبد الجواد في "الثلاثية"، ويتقصى محفوظ فروع هذا الأصل. لكن الأسئلة واحدة، سواء في الثلاثية أو أولاد حارتنا أو اللص والكلاب أو الشحاذ أو رحلة ابن فطومة، هي رحلة بحث الإنسان عن العدل والحرية.
فنياً، أعتبرُ "أولاد حارتنا" رواية من قمم الأدب الروائي. بعض النقاد يحاول أن يمسك العصا من المنتصف ليقول إنه يعارض مصادرة "أولاد حارتنا"، لكنها رواية محدودة القيمة في عالم نجيب محفوظ. لكني أعتبرها من درر العمل الروائي العربي، مثلها مثل "الحرافيش" و"ليالي ألف ليلة" وغيرها من أعمال محفوظ.
- خلال حفلة إطلاق الكتاب، قالت سيزا قاسم، إن نجيب محفوظ جبان لخشيته مواجهة السلطة والتيارات الإسلامية، لكن وقائع الصراع كما جاءت في "سيرة الرواية المحرمة"، تسجل ثباته في مواجهة الأخيرة. لكنه على العكس، بدا كمن اطمأن إلى مواجهتها عن مواجهة السلطة.
* بداية، د.سيزا قاسم أحد أهم نقاد نجيب محفوظ، كتابها عن ثلاثية محفوظ ربما كان أهم كتاب عن الرواية، وقد استفدتُ كثيراً من مقالاتها المتعددة عن محفوظ. وأظن أن ما قالته في الندوة، لم يكن جديداً تماماً، هو كلام تكرر كثيراً في حياة نجيب محفوظ نفسه، وأظن أيضاً أن كلامها ينطلق من رؤية ترى للمثقف دوراً في تغيير العالم، وربما هو دور يختلف كثيراً عن تصور نجيب محفوظ نفسه الذي يرى المثقف مجرد مواطن صالح ليست مهمته إزعاج العالم، بقدر أداء مهمته الإبداعية بأكبر قدر ممكن من الجودة والإحكام والإبداع.
رؤية العالم من وجهتي نظر مختلفتين، والتصور لدور المثقف، ربما هو ما سبب هذا الخلاف. بالنسبة إليّ، أختلف مع رؤية د.سيزا، لأن محفوظ نشر في الستينيات أعمالاً مثل "ثرثرة فوق النيل" وحذّر من هزيمة آتية، أشار إليها بوضوح لاحقاً في "ميرامار"، حيث إن هذا النظام لا يحتاج إلى ثورة لإسقاطه، وإنما ينتحر بنفسه وببطء!
وهذه أعمال كادت تقوده إلى السجن، مرات عديدة، لولا بعض الحكمة لدى بعض أجنحة النظام، ولولا التزام محفوظ بوصية التقطها من أحد كتّابه المفضلين، جيمس جويس، إذ كتب جويس ذات مرة أن على الكاتب والمبدع أن يحمي إبداعه من بطش السلطة بالصمت، والسخرية، والمنفى أحياناً. فعل محفوظ الأشياء الثلاثة تقريباً، كان منفياً رغم أنه لم يغادر القاهرة سوى لأيام قليلة، لكنه عزل نفسه باختياره، مكتفياً بالإبداع الذي لم يشعر بالحرية إلا عندما كان يجلس إلى مكتبه ليمارسه. كان محفوظ يؤمن بأنه ليس مطلوباً من المبدع أن يكون ناشطاً سياسياً يتقدم التظاهرات، ويؤلف الشعارات. لذا، حاربته السلطة، كما حاربه الإسلام الأصولي الذي نجح في أن يغرس خنجراً فى رقبته، وحرمه طويلاً من ممارسة حياته الطبيعية.
- يرى خالد محي الدين أن الثقافة في حياة جمال عبد الناصر "من أهم عوامل نضجه السياسي"، ويصفه في شهادة وردت في كتاب "المثقفون والسلطة" لغالي شكري، أنه كان "قارئًا عظيمًا". ما يعني –افتراضًا- أن لديه موقفًا موحدًا من "الثقافة". لكن ذلك غير صحيح، فهناك كتّاب وشعراء وممثلون مشهورون متعددون، حلوا نزلاء دائمين في سجون نظامه، فلماذا تعاملت "بعض أجنحة النظام" الناصري بحكمة مع نجيب محفوظ وحده؟
* لا أظن أن محفوظ حظي بحماية خاصة من عبد الناصر، لأن نظام يوليو كان يخشى العمل السياسى المباشر، لكنه لم يخشَ الكتابة الأدبية. لذا لم يُحبس أي كاتب في فترة عبد الناصر بسبب كتاب أو رواية، وإنما بسبب الانضمام إلى تنظيمات سياسية سرية تهدف إلى تغيير النظام. جمال الغيطاني، أو صنع الله إبراهيم أو عبد الحكيم قاسم مثلاً، سجنوا ولم يكونوا قد بدأوا الكتابة الأدبية بعد، ربما باستثناء الغيطاني الذي كان قد نشر بعض القصص القصيرة، إلا أن صنع الله وقاسم اعتبرا أن السجن هو التجربة التي قادتهما إلى الأدب.
نجيب محفوظ كان ذكياً، نقل الرواية العربية من مرحلتها التنويرية، حيث تُرفع الرواية شعاراً مباشراً للتغيير، ويمكن أن ترصد فيها رأي الكاتب بوضوح، إلى مرحلة تجريبية تتعدد فيها أراء الأبطال داخل العمل. وربما هذا ما وفّر له الحماية. الرأي الصريح فى النظام ليس رأيه بقدر ما هو رأي أبطال العمل. ليس من المعقول أن تظهر شخصية مثل "طلبة مرزوق" مثلاً في "ميرامار"، ونجده يمجد في النظام الناصري؟ هو ابن بيئته وطبقته الاجتماعية، ومصادرة أمواله تدفعه إلى إعلان رأيه الواضح. إذن، وزّع محفوظ رأيه على ألسنة أبطاله الخياليين، ومن هنا كانت الرواية، الفن ذا الحيل الماكرة. لم يحظ محفوظ بحماية عبد الناصر، لكنه كان قريباً من ثروت عكاشة، ومن محمد حسنين هيكل، وكلاهما دافع عن محفوظ ضد أجنحة داخل النظام طالبت بعقابه.
- لكن ادخار محفوظ رأيه السياسي، لشخصياته الروائية، والتزامه بنصائح جويس، لا يفسران في الوقت نفسه، صمته طوال الفترة الناصرية، عن الإشارة إلى أن "أولاد حارتنا" - بالإضافة إلى طرحها الوجودي- تمتعت أيضاً برؤية سياسية قصد منها انتقاد مجلس قيادة الثورة. ثم إفصاحه عن ذلك الرأي، بل وتمسكه به –تقريبًا دون غيره- بداية من السبعينات وحتى أيامه الأخيرة؟
* حكاية "أولاد حارتنا" هي حكاية الرقابة في الوطن العربي، لكنها الحكاية الكلاسيكية، المأساة التي يبدو تكرارها "قدراً"، لكنه هزلي، لم يعد "مثيراً" بقدر ما هو "نكتة هزلية مضحكة"، مثيرة للرثاء أكثر من كونها مثيرة للدهشة. الرقابة أصبحت ديناصوراً منقرضاً في العالم كله. ولا أظن أن أي روائي يمكن أن يخرج لكي يقول: نعم أنا أقصد هذا النظام السياسي، الذي يزج بمعارضيه في السجون، أو يحرمهم من العمل. من الصعب أن يحدث ذلك. العمل الفني، كما تعلَّمَ نجيب محفوظ باكراً، فن ماكر وذو حيل، كما أن العمل الروائي يحتمل تأويلات عديدة، محفوظ نفسه يقول إنه كتب "أولاد حارتنا" وفي ذهنه معنى ما، لكن القارئ قد يصل إلى شيء آخر، وقد يصل الناقد إلى شيء ثالث. وربما من هنا تتعدد التأويلات.
- يقول نجيب محفوظ: "أولاد حارتنا، عمل يقدم رؤية سياسية، والمقصودون بالعمل فهموا معناه، وعرفوا مَن المقصود بالفتوات، لذلك أرجّح أنهم كانوا وراء تحويل الأمر إلى الناحية الدينية لكي أقع في شر أعمالي". بهذا الطرح، اشترك نظام عبد الناصر في محاولة اغتيال نجيب محفوظ؟
* أنت تسعى للحصول على عنوان ساخن، سأريحك، المسؤول عن اغتيال نجيب محفوظ هم الإسلاميون وحدهم، الذين يتوهمون أن فعل القتل سيقودهم إلى الجنة. لا تنظيمات أخرى حملت سلاحاً في وجه المجتمع، سوى التيارات الإسلامية بمختلف أسمائها، من دون أن ننسى أيضاً أن جمال عبد الناصر رحل العام 1970، وجرت محاولة الاغتيال بعد سنوات من رحيله. ومَن سلّح هذه الجماعات وسمح لها بالتواجد، لمحاربة اليسار والناصريين والليبراليين هو أنور السادات، والذي قدم تصوراً نظرياً لفعل القتل لتغيير المجتمع، كان سيد قطب، الصديق السابق لنجيب محفوظ.
(*) صدرت الطبعة الأولى من الكتاب، في آب/أغسطس الماضي، عن "دار العين" للنشر بالقاهرة، وتصدر طبعته الثانية خلال أيام.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها