- ما هذا الإرتجال؟
* ارتجال التماس هو شكل من أشكال الرقص المعاصر، انطلق في أميركا في ستينات القرن المنصرم، أي أميركا المهجوسة بدمقرطة الفن وجعله سانحاً للجميع. في تلك الفترة، عمد راقص يدعى ستيف باكستون إلى اختراع ارتجال التماس، وذلك، على أساس تجاربه مع طلابه فضلاً عن التزامه السياسي، بالإضافة إلى تناوله الدائم للحركة الجسدية اليومية في أعماله الكوريغرافية. بدءاً من اسمه، يتيح ارتجال التماس نوعاً من التفاعل بين شخصين بدون أن يقررا حركاتهما بطريقة مسبقة، بحيث أنهما يتكيفان مع جسديهما. كان هذا الشكل الرقصي بمثابة تجاوز للكثير من معايير الرقص في حاضره آنذاك، بحيث تضمن الرقص تأملاً، مثلما جعلته معايير الجندر في تشارك الحركة أيضاً.
- كيف؟
يمكن للراقصين الشريكين، أن يكونا امرأتين، وربما، رجلين، وليس، وكما اعتدنا، رجل وامرأة، الأول يحمل الثانية، أو يظهر أنه يحميها. وفي السياق، في استطاعة الإثنين، وهذا، من أسس ارتجال التماس، أن يتقاسما وزنهما، إذ إن رقصهما يساعدهما على استخدام ثقلهما وعلى جعله مسنداً لحركتهما. لا خجل من الوزن في ارتجال التماس، ولا نظرة تبخسه. على هذا النحو، يدرب الارتجال على كيفية تحسس الغير باللمس وبالثقل، ولهذا، من الممكن الإعتقاد بأنه أعطى للجسد، وفي حين اتصاله بثانٍ، بعداً آخر، ليس مختزلا بالمعنى الجنسي فحسب، بل بمعانٍ كثيرة.
- دائماً، تشيرين إلى أن ارتجال التماس يحتاج إلى بناء جماعة، لماذا؟
* يسلتزم بناء جماعة لأنه، بدايةً، يقوم بالشراكة مع الغير، كما أنه يشترط على راقصه أن يستمع إلى هذا الغير، وأن يكسر كل حاجز معه، أكان متعلقا بدلالة الملامسة أو بالتصور عن هويته مثلاً. لنقل أن الإرتجال، وببناء جماعة، يعيد النظر في الحدود المفروضة بين الأجساد، ومن هنا، هو يتسم ببعد سياسي أيضاً. ومن ناحية أخرى، هو بمثابة مساحة مفتوحة لكل الذين يهتمون بالحركة، أي كانت خلفياتهم، بحيث أنهم، وعندما يزاولونه، بإمكانهم أن يربطوا بينه وبين اهتماماتهم الجسدية الأخرى.
- ماذا عن المهرجان؟
* في العام 2014، شاركت في اجتماع دولي خاص بارتجال التماس. كانت تلك المرة هي المرة الأولى التي يحضر فيها لبنان هكذا اجتماع، بحيث أن الغالبية من الحاضرين خلاله قد تفاجأوا بكون البلد يهتم بذلك الشكل من الرقص. بحسبهم، وبطريقة مضحكة، الأناس في لبنان يحرمون التلامس، كما أن إسرائيل هي البلد الوحيد الذي يكترث بالرقص في الشرق الأوسط. في نهاية ذلك الاجتماع، قلت لعدد من الحاضرين بما معناه "أتمنى أن نراكم في لبنان"، ولم أدرك أن عبارتي ستتحقق بعد فترة، وأنني سأمضي إلى تنظيم مهرجان خاص بالإرتجال.
- ما صعوبات اطلاقك للمهرجان لا سيما أنك المنظمة الوحيدة له؟
* المخيم يحتاج إلى دعم مالي، وبسبب غيابه، أتكفل بمصاريفه وحدي، كما أنني أعتمد طريقة التبادل في العمل، التطوع في خدمات لوجيستية معينة مقابل المشاركة في نشاطات المخيم مجاناً أو بحسم. وهذا فعلياً ما ليس موجوداً في مهرجانات محلية أخرى، تحصل على دعم كبير. في كل الأحوال، قد يكون الطريق الرئيسي لتبديد هذه صعوبات هو تشكيل جماعة رقص متينة، لا يعتريها الإنقسام على الطريقة اللبنانية، وترتكز على التعاون ومشاركة التجارب.
- المهرجان وافر من ناحية المحتوى، ما أبرز أقسامه؟
* فعلياً، كل نشاطات المهرجان تستحق المشاركة فيها، وهي قد توزعت على أنواع متعددة، من قبيل ورشة عمل مكثفة حول كيفية التعامل مع وزن الماء في الجسد، وصفوف للتمرن على سرعة الجسد وعلى فطنته الحركية، بالإضافة إلى تحضيره من خلال اليوغا، وطبعاً، مختبرات للتمكن من ارتجال التماس، وذلك، من ألف إلى يائه. طوال أربعة أيام، سيلتقي المشاركون عدداً من الراقصين أو من شغيلة الحركة عموماً، كأوتوأكانين، وكأريان برنييه، وجنا صالح، وميلين بورغونجون. وعدا عن كل هذه النشاطات، سنعمد خلال المهرجان إلى تقديم مكتبة تحوي مراجع حول الرقص، أكانت كتبا أو نصوصا أو غيرها، وذلك، لكي يتطلع المشاركون عليها.
للإطلاع على البرنامج كاملاً بالإضافة إلى شروط الإشتراك
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها