الخميس 2015/09/03

آخر تحديث: 15:17 (بيروت)

دلائل متزايدة على التورط العسكري الروسي في سوريا..وموسكو تنفي

الخميس 2015/09/03
دلائل متزايدة على التورط العسكري الروسي في سوريا..وموسكو تنفي
المحادثة جرت بين عناصر طاقم المدرعة الروسية
increase حجم الخط decrease
على الرغم من نفي موسكو تقارير تفيد ببدء التدخل الروسي العسكري في سوريا، إلا أن ظهور معدات عسكرية روسية متطورة في المعارك السورية، يؤكد التورط الروسي المباشر.

موقع "Oryx Blog" نشر في 29 آب/أغسطس، تقريراً حول وجود دلائل جديدة حول التورط الروسي المباشر في الحرب الأهلية السورية. وأشار التقرير إلى أن المقاطع المصورة لهجمات قوات النظام في ريف اللاذقية، تُظهر وجود مدرعات مقاتلة متطورة لنقل المشاة، من نوع "BTR-82A" روسية الصنع، مع طواقمها، ما يدلل على أن للقوات الروسية دوراً رئيسياً في قيادة المعارك على الأرض.

المثير للانتباه، في فيديو أصدره "الإعلام الحربي" في مليشيا "الدفاع الوطني"، هو ظهور مجموعة من الأسلحة المتطورة لدى المليشيا، ومن ضمنها "BTR-82A". ولم يتضح من الفيديو إذا كانت هذه المُدرعات في حوزة "الدفاع الوطني" أو "الحرس الجمهوري" التابع لقوات النظام، في شمال شرقي اللاذقية.

وتمكن موقع "Oryx Blog" من تظهير محادثة صوتية باللغة الروسية، وردت بشكل غير واضح، نتيجة الضجيج الناجم عن اطلاق ذخيرة "30mm 2A72" من المدرعة "BTR-82A"، في المقطع المصور. المحادثة جرت بين عناصر طاقم المدرعة الروسية، ما يؤكد أن من يقوم بتشغيلها هم من القوات الروسية شخصياً.

ومعلوم أن روسيا زودت قوات النظام السوري، بعدد من مدرعات "BTR-80"، في أواخر العام 2013، خلال العملية الأممية لنزع السلاح الكيماوي للنظام. ولم تتم إعادة أي من تلك المدرعات إلى روسيا بعد إنهاء عملية "التخلص" من مخزون السلاح الكيماوي السوري.

موقع "Oryx Blog"، أكّد في تقرير آخر منشور في 24 آب/أغسطس، أن سفينة قوات البحرية الروسية "Nikolay Filchenkov"، التابعة لاسطول البحر الأسود، وجدت طريقها إلى سوريا، محملة بمدرعات "BTR-82s"، في إطار إعادة تسليح قوات النظام.

التقرير أكد وصول مدرعات ثقيلة أخرى، كدبابات من نوع "T-72s" وعربات "BMP-2s" ومدافع "Akatsiya" ذاتية الدفع وذخيرة لها من عيار "152mm 2S3"، بالتزامن مع وصول قوات "الحرس الجمهوري" إلى ريف اللاذقية في منتصف حزيران/يونيو 2015.

موقع "السورية نت"، كان قد كشف سابقاً عن مكان تواجد طاقم روسي في بلدة صلنفة بريف اللاذقية، على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر. وتكمن مهمة الطاقم الروسي في "الإشراف على مشروع تنظيم خطوط دفاعية ترابية وتسلسلية بطريقة احترافية، وتحصينها وتجهيزها بالمعدات الحديثة للمراقبة وكشف تقدم قوات المعارضة فيما لو هاجمت قرى ريف اللاذقية التي تضم مؤيدي النظام. وتبدأ الخطوط الدفاعية من مدينة صلنفة لتنتهي بالقرب من مدينة مصياف في ريف حماة".

صحيفة "الوطن" الصادرة في دمشق، والموالية للنظام، قالت في 26 آب/أغسطس، إنه "في غضون بضعة أسابيع فقط، وصل إلى دمشق العديد من المستشارين العسكريين، الذين طرحوا احتمال إنشاء قاعدة عسكرية روسية أخرى في جبلة" بريف اللاذقية. المقالة أكدت أن ست طائرات مقاتلة روسية من نوع "Mikoyan MiG-31"، تم تسليمها مؤخراً لدمشق، وهي طائرات اعتراضية، اشترتها سوريا عام 2007، لكن العقد جُمد في ذلك الحين. "الوطن" قالت إن روسيا بدأت تزويد النظام، بصور الأقمار الصناعية.

وكان مصدر في وزارة الدفاع الروسية، قد نفى لقناة "روسيا اليوم" التقارير التي تفيد بتدخل موسكو العسكري المباشر في سوريا. وقال المصدر: "لم يكن هناك أي إرسال لطائرات حربية روسية إلى سوريا، وطائرات القوات الجوية الروسية ترابط في مطاراتها الدائمة وفي مناطق أداء مهماتها وفقا لخطة تدريب القوات وأداء المناوبة القتالية".

وكان موقع "يديعوت أحرونوت"، قد نشر تقريراً، نشرته "المدن"، بعنوان "طائرات روسية في السماء السورية"، وجاء فيه أن روسيا بدأت تدخلها العسكري في سوريا، عبر نشر كتيبة جوية في قاعدة عسكرية سورية دائمة، بغرض شنّ هجمات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتمردين الإسلاميين، في ظل صمت أميركي. ويُتوقع، بحسب التقرير، أن يبدأ وصول الطيارين الروس إلى سوريا في الأيام المقبلة، لقيادة الطائرات الروسية الحربية والحوامات القتالية ضد أهداف لتنظيم "الدولة"، وأهداف للمتمردين. وقال ديبلوماسيون غربيون إن "قوة التدخل السريع" الروسية وصلت بالفعل إلى سوريا، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها قوات النظام، في محيط دمشق، حيث سيتم استخدامها كقاعدة تشغيل روسية.

موقع "The Aviationist" نشر بدوره، في 2 أيلول/سبتمبر، صوراً التقطت بريف إدلب، لطائرات روسية، من نوع "Sukhoi Su-27" و"Mig-29 Fulcrum" وقاذفات "Su-34 Fullback" و"Pchela-1T drone". ويشير الموقع إلى أن وجود هذه الطائرات، يعني أن "قوة التدخل السريع" الروسية، قد وصلت بالفعل إلى سوريا، وبدأت عملياتها من قاعدة جوية بالقرب من العاصمة دمشق.

كما أن موقع "Flightradar24"، كان قد رصد وجود حركة طيران شحن روسي، من نوع "Il-76 airlifter"، خلال الأيام الماضية فوق السماء السورية.

طيران الشحن المتنقل بين روسيا وسوريا، يؤكد بحسب موقع "The Aviationist"، عمليات توصيل "قوة التدخل السريع" الروسية. كما أن الصور من ريف إدلب، التي نشرها الموقع، تؤكد أن الكتيبة الروسية تتضمن مقاتلات مهاجمة من نوع "Su-34" وطائرات للتفوق الجوي من نوع "MiG-29" و"Su-27"، وطائرات من دون طيار من نوع "Pchela 1T" يصل مداها إلى 60 كيلومتراً. ويُذكر بأن ريف إدلب، يخلو تماماً من أي وجود لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ما يؤكد أن مهمة الطيران الروسي هي مهاجمة قوات المعارضة السورية الأخرى، وحماية النظام السوري.

مايكل ويس، في مقال نشر له الثلاثاء، في "The Daily Beast"، قال إن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، يُبدون حذراً تجاه هذه التقارير. أحد المسؤولين الأميركيين السابقين، قال إنه "تم إخباري بأشياء من قبيل: (لا نستطيع فعلاً التكلم في هذا الموضوع)، ما يُشير لي بأن هناك بعض الحقيقة في هذه المزاعم".

ويس أشار إلى سفينة الشحن "Flichenkov" التابعة لأسطول البحرية الروسية، التي عبرت اسطنبول في 22 آب/أغسطس، وشوهد على سطحها: شاحنات "Kamaz" وما لا يقل عن أربع مدرعات قتالية ناقلة للمشاة "BTR"، وهذا لا يشمل حمولة عنابر السفينة الداخلية.
مسؤول مخابرات أميركية، أخبر "The Daily Beast"، أنه بينما لا أحد "متفاجئاً من متابعة تقارير حول التسليح الجديد الذي تقوم به القوات الروسية في المنطقة –والذي يتضمن تدريباً روسياً على تلك المعدات- فإن الفارق بين التدريب وأخذ دور في العمليات القتالية يبدو غامضاً. ولكن مجمع الاستخبارات الأميركية لم يجد أي شيء يشير إلى أن روسيا لا تأخذ دوراً في القتال". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها