الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 13:38 (بيروت)

قوة التدخل العسكري الروسي وصلت إلى سوريا

الثلاثاء 2015/09/01
قوة التدخل العسكري الروسي وصلت إلى سوريا
"قوة التدخل السريع" الروسية وصلت بالفعل إلى سوريا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
نشر موقع "يديعوت أحرونوت"، الاثنين، مقالة للكاتب أليكس فيشمان، بعنوان "طائرات روسية في السماء السورية"، وجاء فيه أن روسيا بدأت تدخلها العسكري في سوريا، عبر نشر كتيبة جوية في قاعدة عسكرية سورية دائمة، بغرض شنّ هجمات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتمردين الإسلاميين، في ظل صمت أميركي.

ويتوقع، بحسب التقرير، أن يبدأ وصول الطيارين الروس إلى سوريا في الأيام المقبلة، لقيادة الطائرات الروسية الحربية والحوامات القتالية ضد أهداف لتنظيم "الدولة"، وأهداف للمتمردين.

وقال ديبلوماسيون غربيون إن "قوة التدخل السريع" الروسية وصلت بالفعل إلى سوريا، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها قوات النظام، في محيط دمشق، حيث سيتم استخدامها كقاعدة تشغيل روسية.

ومن المتوقع وصول آلاف العسكريين الروس، من بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجستية، والكوادر الفنية وأعضاء في قسم الدفاع الجوي، والطيارون الذين سيقودون الطائرات.

وكانت تقارير سابقة قالت بإن الروس أجروا محادثات لبيع السوريين مجموعة من الطائرات المقاتلة من طراز "ميغ 29"، وطائرات تدريب من طراز "ياك 130"، والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة طائرات هجومية. وأشارت التقارير إلى أن بنية "قوة التدخل السريع" لا تزال غير معروفة، لكن من دون شك، فإن تحليق الطيارين الروس في السماء السورية لتنفيذ مهامهم القتالية سوف يغير الديناميات الحالية في الشرق الأوسط.

والروس بحسب التقرير، لا يضمرون نوايا هجومية تجاه اسرائيل أو أية دولة سيادية في المنطقة، والهدف الرئيسي المعلن هو محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" والحفاظ على حكم الأسد. ومع ذلك، فإن وجود القوات الجوية الروسية في سوريا يمثل تحدياً لحرية سلاح الجو الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية، مؤخراً، أن سلسلة من مفاوضات جرت بين الروس والإيرانيين، ركزت بشكل رئيسي على تنظيم "الدولة" والتهديد الذي يشكله على نظام الأسد. كما قام مؤخراً قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، بزيارة موسكو، في إطار تلك المحادثات. وتوصل الروس والإيرانيون إلى قرار استراتيجي، ببذل الجهود الضرورية للحفاظ على الأسد في السلطة، لتكون سوريا كحاجز لمنع انتشار تنظيم "الدولة" والميليشيات المدعومة منه، إلى الجمهوريات الإسلامية السوفياتية السابقة.

والروس ليسوا وحدهم من ينسق سياسته في الشرق الأوسط مع الإيرانيين، الأميركيون أيضاً، فالمسؤولون في الحكومة الاميركية أجروا مشاورات مكثفة مع ممثلي النظام الإيراني، بشأن جهد مشترك قوي ضد تنظيم "الدولة" في العراق. ويبدو أن الحكومة الأميركية تنظر حالياً إلى إيران كقوة أساسية وضرورية في الحملة ضد "الدولة الإسلامية" في العراق.

المصادر الديبلوماسية الغربية أوضحت أن إدارة أوباما تدرك تماماً نية روسيا في التدخل مباشرةً في سوريا، لكنها لم تصدر أي رد فعل حتى الآن. وغياب معارضة من قبل إدارة أوباما تضاعف من خلال وقف دعواتها لاسقاط النظام الإجرامي للأسد.

بالإضافة إلى ذلك، بدأ الايرانيون والروس، بعلم من الولايات المتحدة، بالسعي لإعادة تجهيز الجيش السوري، الذي أصبح بحالة يرثى لها. ولا يعتزم الروس والإيرانيون تدريب جيش الأسد فقط، بل يريدون تجهيزه أيضاً. وطوال فترة الحرب، نقل الروس باستمرار، سفن الشحن المحملة بالأسلحة إلى ميناء طرطوس المؤمن روسياً، بشكل إسبوعي. السفن جلبت صواريخ وقطع غيار وأنواعاً مختلفة من الذخيرة للجيش السوري.

ونشرت وسائل الإعلام العربية مؤخراً تقارير تفيد بأن سوريا وروسيا تبحثان عن مرفأ إضافي على الساحل السوري، لبخدم الروس في مهمتهم لتسريع وتيرة إعادة التسلح السوري.

حتى تركيا، التي تجنبت مطولاً أي فعل يمكن أن يقوّي الأسد، فقد توصلت إلى تفاهم مع الحراك الروسي-الإيراني، والصمت الأميركي، ما قادها لإطلاق حملتها الخاصة لقصف "الدولة الإسلامية" في سوريا.

وخلال زيارته الأخيرة إلى قطر، توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تفاهم مع القطريين والسعوديين، حول برنامج لتسليح الإخوان المسلمين المدعومين من المتمردين الذين يقاتلون تنظيم "الدولة"، وفي الواقع يقاتلون التنظيم ونظام الأسد على حدّ سواء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها