الإثنين 2023/03/27

آخر تحديث: 14:11 (بيروت)

إيران والسعودية:وزيرا الخارجية يتواعدان على اللقاء قبل نهاية رمضان

الإثنين 2023/03/27
إيران والسعودية:وزيرا الخارجية يتواعدان على اللقاء قبل نهاية رمضان
increase حجم الخط decrease
أعلنت الرياض الاثنين، أن وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان تعهّدابالاجتماع قبل نهاية رمضان لتنفيذ اتّفاق مصالحة ثنائية تاريخية.

وتلقى وزير الخارجية السعودية اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني حيث أجريا محادثات هي الثانية بينهما في أقل من أسبوع. و"جرى خلال الاتّصال مناقشة عدد من الموضوعات المشتركة في ضوء الاتفاق" الذي تمّ التوقيع عليه في الصين، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

كذلك، اتفق الوزيران على "عقد لقاء ثنائي بينهما خلال شهر رمضان الحالي"، وفق الوكالة التي لم تُحدّد زماناً أو مكاناً للقاء.

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي "آخر تطورات الاتفاق بين البلدين واجتماع وزراء خارجية البلدين، وناقشا اللقاء المشترك بينهما في شهر رمضان المبارك، وناقشا المسار البنّاء لمسير عودة العلاقات بين البلدين".

وكانت إيران والسعوديّة أعلنتا أنّهما ستستأنفان خلال شهرين علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين.

ويُفترض أن يُتيح التقارب الحاصل بين إيران والسعوديّة، إعادة فتح سفارتَيهما في غضون شهرين وتنفيذ اتّفاقات تعاون اقتصادي وأمني موقّعة منذ أكثر من عشرين عاماً.

في 19 آذار/مارس، أفاد مسؤول إيراني بأن الرئيس إبراهيم رئيسي قبل دعوة من الملك سلمان لزيارة السعودية، وهي معلومات لم تؤكدها الرياض.

وفي اليوم نفسه، قال عبد اللهيان إن البلدين اتّفقا على عقد اجتماع بين كبار دبلوماسييهما، وإنه تمّ لهذه الغاية اقتراح ثلاثة مواقع لم يُحدّد أياً منها.

وفي كانون الثاني/يناير 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، احتجاجاً على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".

لكن مفاوضات سرية مفاجئة استضافتها الصين، توصلت في ختامها في 10 آذار، إلى اتفاق على استئناف العلاقات بين البلدين.

وطرحت مجلة "إيكونومست" في تقرير الأحد، أسئلة حول التقارب السعودي-الإيراني، معتبرة أن "أولئك الذين يرون في نظام الملالي في إيران منبع الخطر والخلاف، لم يكن لديهم نقص في الأدلة في الأشهر الأخيرة".

وذكّرت بأن إيران زودت روسيا بمئات المسيرات الانتحارية لقصف أهداف مدنية في أوكرانيا. فيما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت على آثار يورانيوم في منشأة إيرانية كان نقياً جداً، وتكاد تكون مخصبة بما يكفي لتحويلها إلى قنبلة نووية. كما دخل قمع الحكومة العنيف للاحتجاجات العامة الواسعة النطاق الآن في شهره السادس، وأجرت هذا الأسبوع مناورات بحرية مع الصين وروسيا قبالة ساحلها الجنوبي.

ورأت أن "هذا المزيج الغريب من الملاطفة والعداء يثير عدة أسئلة. هل تفتح إيران صفحة جديدة؟ ما الذي يفسر عدم الاتساق الواضح؟ وكيف سيؤثر سلوك إيران المربك على المنطقة والعالم؟".

وقالت "إيكونومست": "يبدو أن التحرر في العلاقات له منطق اقتصادي من كلا الجانبين. تحتاج السعودية إلى الاستقرار لجذب الاستثمار الذي تعتمد عليه للمساعدة في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط والبتروكيماويات". وأضافت "في نفس الوقت يعاني الاقتصاد الإيراني. في شباط/فبراير، انخفض الريال إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند حوالي 580 ألفاً للدولار، تاركا إياه أضعف بنسبة 55% عن 2022، و94% على مدى عقد من الزمان"، مشيرة إلى أن سعر الريال تحسن بنسبة 14%، بعد الإعلان عن الاتفاق مع السعودية.

ونقلت المجلة عن الاقتصادي الإيراني في معهد فيينا للدراسات الاقتصادية الدولية مهدي قدسي قوله: "هناك ترحيب بأي نوع من الصفقات التي يمكن أن تجلب أي نوع من الاستقرار لسياساتهم الداخلية، ومن ثم لاقتصادهم المحلي".

لكن المنطق نفسه لا ينطبق، بحسب "إيكونومست"، على الاتفاق النووي الذي منع إيران من تكديس أكثر من 202 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 3.67% كحد أقصى. وقالت إنه في حين أن الانفراج مع السعودية ينطوي على تنازلات هامشية لمزايا هامشية، فإن إلغاء البرنامج النووي -في صفقة مع الأميركيين المكروهين- يبدو استسلاماً فظيعاً للغاية، بحيث لا يقبله قادة إيران.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها