الجمعة 2022/11/04

آخر تحديث: 16:13 (بيروت)

انتخابات الكنيست:تشتّت الفلسطينيين..أكسب نتنياهو

الجمعة 2022/11/04
انتخابات الكنيست:تشتّت الفلسطينيين..أكسب نتنياهو
© Getty
increase حجم الخط decrease
تعالت الأصوات في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر لإعادة النظر في طريقة عمل الأحزاب العربية على ضوء ما حققته من نتائج في انتخابات الكنيست الإسرائيلية الأخيرة، مطالبة بمراجعة طريقة عمل هذه الأحزاب وانقساماتها. 
وقال المرشح الثاني في قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي لانتخابات الكنيست الإسرائيلية إمطانس شحادة إن التجمع حقق نجاحاً لافتاً حينما حصد أصواتا من فلسطينيي-48، هي أعلى من المرات السابقة، بالرغم من عدم تمكن التجمع من اجتياز نسبة الحسم والدخول إلى الكنيست الجديد.

نتيحة مرضية!
واعتبر شحادة في حديث ل"المدن"، أن التجمع لم يتراجع، بل كانت النتيجة مُرضية بغض النظر عن عدم محالفة الحظ له بالفوز بمقاعد في الكنيست على غرار أحزاب عربية أخرى، موضحاً أن التجمع حصل على 140 ألف صوت عربي، ما يعني أن التجمع بمثابة القوة الثانية في الوسط الفلسطيني في أراضي48.
وتابع شحادة: "هذه النتيجة القوية حققناها بالرغم من موازنتنا المحدودة جداً، وفي ظل جهد للانتخابات خلال فترة قصيرة تقل عن شهرين". وشدد على أن نتيجة انتخابات الكنيست تمثل نقطة تحول تجاه التفكير بالسلوك والعمل، ما يتطلب تغييراً في الرؤى والاعتبارات بالنسبة للمجتمع العربي وأحزابه.
وحمل شحادة كلا من أيمن عودة وأحمد الطيبي مسؤولية تفكك القائمة المشتركة، وما وصفه ب"إقصاء التجمع واستبعاده"، وهو ما حال دون حصول الأحزاب العربية على عدد أكبر من المقاعد المستحقة، أمام صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف. وقال إن عودة والطيبي اقترفا "خطأً استراتيجياً".
ورأى أن "العمل البرلماني العربي في الكنيست الجديدة سيكون محدوداً في ظل حكومة يمينية فاشية"، مشيراً إلى أن أفق العمل الميداني والجماهيري للأحزاب العربية سيكون هو المتاح بهامش أوسع. 
بدوره، اتفق الصحافي المختص بالشؤون الحزبية في أراضي-48 محمد سلامة مع الخلاصة القائلة إن التجمع حقق تقدماً، بالرغم من خروجه من الكنيست، مبينا أن حصول حزب التجمع على أكثر من 130 ألف صوت مثّل مفاجأة؛ ذلك أنه كان يحصل، تاريخيا، على 45 ألف صوت كحد أقصى.
واعتبر سلامة في حديث ل"المدن"، أن هذا الرقم يعني أن كثيرا من فلسطينيي-48 صوتوا للتجمع كتعبير عن رفضهم لنهج قائمتي "الموحدة" و"المشتركة"، بالرغم من محافظة الأخيرتين على عدد مقاعد مشابه لنتيجة الانتخابات السابقة، مضيفاً أن هذه الانتخابات قد زادت حدة الاستقطاب في صفوف الفلسطينيين وأحزابهم، بفعل الانقسامات.

انقسامات الأحزاب العربية
وبغض النظر عن تشابه عدد المقاعد العربية في الكنيست الجديدة مع السابقة، فإن انقسامات الأحزاب العربية، وعدم استثمارها الفرصة لتحقيق عدد أكبر من المقاعد للجم صعود اليمين المتطرف قد شكل خسارة كبيرة تستدعي محاسبة الذات، بمنظور محمد سلامة، الذي أشار إلى أن القائمة المشتركة كانت ستحصل على ثمانية مقاعد، لو بقي حزب التجمع فيها، لافتاً إلى أن هذه المقاعد كفيلة بمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة.
ولفت سلامة إلى أن "ألفين إلى 3 آلاف" صوت فقط هو الفارق بين معسكر اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو ومعسكر "يسار المركز"، لكن توحد اليمين وتنظيم نفسه تحت أربعة قوائم في مقابل تشظي وانقسام اليسار قد أدى إلى حرق الأصوات في معسكر اليسار لصالح اليمين المتطرف. وهو ما يعني أن اليمين قد فاز بسبب تنظيم نفسه وانقسام خصمه، وليس لأنه كسب أكثر في هذه الإنتخابات.
لذا، رأى سلامة أن عدم توحد الأحزاب العربية كان له تأثير غير مباشر في حصول معسكر نتنياهو على نتيجة مريحة تخوله بتشكيل الحكومة القادمة، مع العلم، أن الأحزاب العربية رفضت التوقيع على اتفاقية "فائض الأصوات".

اختلاف على الأسلوب 
من جانبه، قال محلل الشؤون الفلسطينية داخل الخط الأخضر عمر ربيع ل"المدن"، إن انتخابات الكنيست الأخيرة مثلت استفتاءً شعبياً بين ثلاث قوائم، كل واحدة منها عبرت عن وجهة نظر سياسية لدى فلسطيني الخط الأخضر، لكنها اختزلت تيارين سياسيين لدى الفلسطينيين، الأول يمثله التجمع الذي يريد الابتعاد عن لعبة المعسكرات الإسرائيلية، والتركيز على الهوية الفلسطينية. أما الثاني تمثله القائمة المشتركة بمُركّبيها، حيث ينشدان التأثير على المجتمع الإسرائيلي واللعب على الفروق، للحصول على حصة في الساحة السياسية الإسرائيلية، ولو برلمانياً.
الواقع، أنه بالرغم من تشابه التيار الثاني من حيث الرغبة في التأثير بالمجتمع الإسرائيلي، إلا أنهما يختلفان على كيفية التأثير، أي الأسلوب والطريقة. وكان هذا واضحا في الشعار الإنتخابي ل"الموحدة" وعنوانه "أقرب إلى التأثير"، فيما كان شعار "المشتركة" هو "نُؤثر بكرامة"، ما يعني أن الخلاف بينهما ليس على فكرة التأثير، وإنما الطريقة.
فالجبهة تريد التأثير بخلفية قومية عربية، بينما تعتقد الموحدة أنه يمكن التأثير عبر ما تسميها "البراغماتية".
وفي السياق، كشفت مصادر سياسية من "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" ل"المدن"، عن أن خلفية خروج التجمع من القائمة المشتركة تعود إلى نقاش دائم في أروقة الجبهة ومفاده أنه لا بد من مقاربة جديدة للعمل البرلماني العربي في الكنيست؛ خشية أن تنجح القائمة الموحدة بزعامة منصور عباس، من خلال المقاربة السياسية التي يتبناها الأخير، في سحب البساط من تحت الأحزاب القومية واليسارية في الوسط الفلسطيني داخل الخط الأخضر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها