الجمعة 2022/01/28

آخر تحديث: 12:49 (بيروت)

الرواية الأميركية للأزمة الأوكرانية:الغزو الروسي في شباط

الجمعة 2022/01/28
الرواية الأميركية للأزمة الأوكرانية:الغزو الروسي في شباط
© Getty
increase حجم الخط decrease
نفى البيت الأبيض صحة تقرير لشبكة "سي إن إن" قالت فيه إن الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال اتصال هاتفي الخميس، من "غزو روسي  وشيك" لأوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إميلي هورن في تغريدة: "هذا ليس صحيحاً. قال الرئيس بايدن إن هناك احتمالاً واضحاً أن يغزو الروس أوكرانيا في شباط/فبراير. لقد قال هذا علناً من ذي قبل ونحن نحذر من ذلك منذ شهور. والتقارير عن أي شيء أكثر من ذلك أو مختلفة عنه خاطئة تماماً".

كذلك نفى المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف صحة ما تناقلته تقارير إعلامية حول مكالمة بايدن وزيلينسكي. وقال إن المعلومات الصحيحة لا تتضمنها إلا البيانات الرسمية الصادرة عن كييف وواشنطن، وكل ما عدا ذلك تكهنات ومزايدات".

وكانت "سي إن إن" نقلت عن مسؤول أوكراني كبير أن المكالمة الأخيرة بين بايدن ونظيره الأوكراني "لم تسِر على ما يرام"، بسبب الخلافات بينهما حول "مستويات الخطورة" في ما يتعلق بالهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا.

ووصف المسؤول الأوكراني المكالمة بأنها كانت "طويلة وصريحة"، وقال خلالها بايدن إن هجوماً روسياً قد يكون وشيكاً لكن الرئيس الأوكراني قال إن التهديد من روسيا "لا يزال خطيراً ولكنه غامض وليس من المؤكد أن الهجوم سيحدث".

وفقاً للمسؤول، لم يوافق بايدن على ما قاله الرئيس الأوكراني وأصرّ على أن الغزو أصبح شبه مؤكد وسيحدث في وقت لاحق من شباط. وأبلغ بايدن زيلينسكي بأن بلاده لن تحصل على المزيد من المساعدات العسكرية، ولا قوات أميركية، أو أنظمة أسلحة متطورة.

وقال المسؤول الأوكراني إن بايدن رفض الدعوات الأوكرانية لفرض عقوبات على روسيا قبل أي غزو، قائلاً إن العقوبات لن تُفرض على موسكو إلا بعد تقدم روسي إلى الأراضي الأوكرانية. وأضاف أن زيلينسكي حثّ نظيره الأمريكي على "التهدئة"، محذراً من التأثير الاقتصادي للذعر وقال أيضاً إن الاستخبارات الأوكرانية ترى التهديد بشكل مختلف عن الدول الأخرى في أوروبا.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى انفراجة في المفاوضات مع روسيا في باريس، قائلاً إنه يأمل في الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين في شرق أوكرانيا.

البيت الأبيض قدّم روايته للاتصال قائلاً إن بايدن شدد على استعداد بلاده وحلفائها وشركائها للرد بشكل حاسم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا. كما شدد بايدن على التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة إشراكها في أي شيء يخصها.

وأوضح بايدن أنه رغم مغادرة عائلات الدبلوماسيين الأميركيين العاصمة الأوكرانية، فإن سفارة الولايات المتحدة في المدينة لا تزال مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها. كما نقل الرئيس الأميركي دعم الولايات المتحدة لجهود حل النزاع في الشرق الأوكراني وفق ما ورد في صيغة نورماندي، معرباً عن أمله في أن يساعد التزام الجانبين مجدداً بشروط وقف إطلاق النار في خفض التوتر ودفع تنفيذ اتفاقيات مينسك.

100 ألف عسكري روسي
في هذا الوقت، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا تحشد المزيد من قواتها القتالية قرب حدودها مع أوكرانيا براً وبحراً. وأوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن روسيا حشدت في الساعات ال24 الماضية المزيد من القوات القتالية غربي البلاد وفي بيلاروسيا، وهي تحشد قوات برية عند حدود أوكرانيا، وبحرية في البحرين المتوسط والأسود والمحيط الأطلسي.

وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة أنها طلبت عقد جلسة علنية الاثنين، لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في أوكرانيا، بسبب التهديد الذي تشكله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين.

الضمانات الأمنية
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي الجمعة، إن المفاوضات مع الغرب بشأن الضمانات الأمنية لم تنتهِ بعد و"لن نسمح لأحد بتجاهل مصالحنا". وأوضح أن النقاط البناءة في الرد الغربي على "مبادرة الضمانات الأمنية" تعتمد على اقتراحات روسية سابقة.

وأضاف لافروف أن الحرب في أوكرانيا لن تشتعل إذا  توقف ذلك على روسيا. وقال: "لا أستبعد وجود أطراف تسعى إلى تأجيج الحرب في جنوب شرقي أوكرانيا، وكييف لا تسيطر على جزء من قواتها".

واعتبر أن "تبنّي واشنطن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا سيكون بمثابة قطع للعلاقات". وقال إن "التهديدات الأميركية بطرد السفير الروسي من الولايات المتحدة قبيحة".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن بلاده تنتظر رداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الوثيقة التي تم تسليمها لروسيا، والتي تتضمن ردوداً على مطالب موسكو الأمنية.

وأضاف بلينكن في مقابلة مع إذاعة "أوروبا الحرة": "سمعت ردوداً متنوعة من أشخاص في روسيا على وثيقتنا، وكذلك الوثيقة التي سلمها حلف الناتو.. لكن الرد المهم هو رد الرئيس الروسي"، وتابع: "وفقا للروس، فإن هذه الوثائق على مكتبه ونتطلع إلى معرفة رده". وأضاف أن بلاده لا تعرف ما الذي ينوي بوتين فعله في نهاية المطاف، وقال: "أنا أصر على أن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يخبرك عما سيفعله الكرملين في النهاية هو بوتين".

وأضاف "لا أعتقد أن أي شخص آخر يعرف لأن ما فعله بوتين في الماضي وما أعتقد أنها الطريقة التي يتعامل بها مع الأمور هي خلق أكبر عدد ممكن من الخيارات". واعتبر أن "روسيا لديها القدرة بسرعة كبيرة على تشكيل عدد هائل من القوات يمكن أن تشارك في عدوان تقليدي واسع النطاق ضد أوكرانيا من الجنوب، من الشرق، من الشمال، حتى من الغرب، كما أن لديها العديد من الوسائل الأخرى لتعزيز مصالحها في أوكرانيا، بما في ذلك شن هجمات إلكترونية، والتحريض على الانقلابات وعمليات تمويه لخلق استفزازات كمبرر لتنفيذ ما تخطط القيام به ".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها