الخميس 2021/07/01

آخر تحديث: 15:55 (بيروت)

هل يشكّل سلام فياض حكومة فلسطينية جديدة؟

الخميس 2021/07/01
هل يشكّل سلام فياض حكومة فلسطينية جديدة؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشف مصدر سياسي ل"المدن"، عن اجتماع عُقد بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الأسبق سلام فياض الخميس الماضي، تناول رغبة الآخير بشأن العودة لشغل منصب رئيس الوزراء في ظل "وضع حساس" فلسطينياً.

وبحسب المصدر، فإن الاجتماع جاء بالرغم من أن عباس كان رافضاً للجلوس مع فياض وسط مطالبات من بعض أقطاب السلطة وجهات عربية وأميركية بعقد الاجتماع بين الرجلين.

لكن اجتماع عباس بفياض جاء بعد لجوء الأخير إلى وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ من أجل تمكينه من الحصول على تصريح إسرائيلي يتيح له الذهاب الى قطاع غزة. ووفق المصدر، فإن فياض أراد من هذه الخطوة أن يقول للسلطة بأن "زيارته إلى غزة ليست من وراء ظهر السلطة". وما كان من حسين الشيخ إلا أن عاد باتصال آخر مع فياض بعد نصف ساعة، يُخبره فيه أن عباس راغبٌ بلقائه.

ويقول المصدر إن عباس لم يكن متحمّساً للقاء فياض بالرغم من نقاشات سياسية في بعض الأروقة حول ترشيحه بقوة لرئاسة حكومة جديدة تخلف الحكومة الحالية التي يرأسها عضو مركزية "فتح" محمد اشتية، وذلك في سياق محاولات امتصاص الغضب والاحتقان المتزايد في الشارع الفلسطيني من أداء السلطة وواقع الحريات العامة لاسيما إثر قضية مقتل الناشط والمعارض نزار بنات خلال اعتقاله. وأضاف المصدر أن فياض اجتمع بقيادات فلسطينية آخرى من السلطة قبل لقائه عباس.

وكشف المصدر ل"المدن"، أن فياض قدم لعباس خلال اجتماعهما، شرطين رئيسيين مقابل عودته رئيساً للوزراء؛ الأول منحه حرية أكبر للعمل دون قيود، فيما يتمثّل الثاني بطلب تغيير بعض القيادات الأمنية باعتبار أن "لها ولاءات معينة كما أن وجودها يشكل عاملاً مُقيّداً له". 

وربما يستذكر فياض من خلال شرطه الآخير بأن قيادات أمنية هي التي حرّكت الاحتجاجات ضده في الضفة الغربية عام 2013 والتي أدت إلى استقالته لاحقاً وخروجه من المشهد السياسي.

لكن المصدر اعتبر أن اجتماع عباس مع فياض كان بمثابة رفع للعتب، في حين يرغب عباس في واقع الأمر بإسمين آخرين مقربين له لتولي رئاسة الحكومة القادمة خلفا لمحمد اشتية؛ وهما السياسي والاقتصاد محمد مصطفى وزياد أبو عمرو الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس الوزراء. غير أن الإشكالية بالنسبة لعباس وبعض أقطاب السلطة تكمن في أن الوقت غير مواتٍ لتعيين أي من هاتين الشخصيتين نظراً للاحتقان الموجود في الشارع وعدم قدرتهما على احتوائه.

بدوره، أكد قيادي مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية ل"المدن"، نبأ لقاء عباس-فياض قبل أيام، لكنه نفى أن يكون قد تركز على تولي فياض رئاسة الحكومة المقبلة، قائلاً إنه اللقاء الثاني في غضون أشهر. وأضاف أن اجتماع فياض-عباس كان حول مسألة أخرى غير الحكومة. كما أكد أن فياض لم يحمل أي رسالة من الإدارة الأميركية لرئيس السلطة، معتبراً أن "فياض لا يمتلك سكة مع الإدارة الأميركية الحالية".

وحول إمكان تغيير الحكومة الفلسطينية القائمة، قال القيادي في السلطة ل"المدن"، إن قيادة السلطة لن تغير حكومة تحت الضغط الدولي أو الشعبي، وإنما قد يحدث ذلك خلال أشهر.

غير أن قيادياً في "فتح" أوضح ل"المدن"، أن فياض ناقش مع عباس طلباً قدّمته له "حماس" لترؤس لجنة إعادة إعمار قطاع غزة، وأنه ذاهب إلى غزة كي يستوضح أكثر بشأن هذه النقطة وما تريده "حماس" تحديداً. ووفق القيادي الفتحاوي، فإن "حماس" تواصلت مع فياض لمجرد معرفتها بوصوله إلى رام الله قادماً من واشنطن، حيث يعلّم في إحدى الجامعات.
وأكد القيادي الفتحاوي في الوقت ذاته أن سلام فياض هو المرشح الأقوى لرئاسة حكومة وحدة وطنية في حال تشكيلها.

ويُعتبر فياض مقبولاً أميركياً وأوروبياً بحكم أن له خبرة في إدارة البلاد اقتصادياً. ورغم توجيه اللوم له من أطياف شعبية فلسطينية بأنه أغرقهم بالقروض والضرائب ووضعهم في مأزق، الا أنه يُنظر إلى فياض عالمياً على أنه رجل نظيف من الفساد ويدرك الوضع الفلسطيني عن كثب وداعم للحريات العامة، علاوة على انه "رئيس حكومة مُجرَّب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها