الإثنين 2021/05/17

آخر تحديث: 16:56 (بيروت)

إسرائيل تدرس وقفاً أحادياً للنار..لأن إعلان النصر مستحيل

الإثنين 2021/05/17
إسرائيل تدرس وقفاً أحادياً للنار..لأن إعلان النصر مستحيل
© Getty
increase حجم الخط decrease
واصلت المقاتلات الإسرائيلية الحربية لليوم السابع على التوالي، شنّ غاراتها العنيفة والمكثّفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، شملت منشآت سكنية ومدنية وحكومية وأمنية وتجارية، فيما تدرس إسرائيل وقفاً أحادياً لإطلاق النار.

وأسفرت هذه الغارات، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عن استشهاد 197 فلسطينياً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة و15 من كبار السن، فضلاً عن إصابة 1235 آخرين.

وشنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية نحو 1200 غارة واعتداء منذ بداية العدوان، في 10 أيار/مايو، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وتركّزت هذه الغارات على المنازل والمباني السكنية، والمقرات الحكومية، والبنى التحتية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين، إن إسرائيل تدرس إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد. وقال المعلق العسكري في الصحيفة رون بن يشاي إن إسرائيل تدرس القيام بهذه الخطوة بهدف قطع الطريق على حركة حماس لأن تطرح شروطها، تحديداً المتعلقة بالسياسات الإسرائيلية في القدس.

وتوقع بن يشاي أن تستمر الحرب يومين أو ثلاثة قبل أن يتم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال عملياته في الساعات القادمة إلى أن يلحق أضرارا بحركة حماس والمسّ بقياداتها. واستدرك بن يشاي قائلاً إن إسرائيل تدرك أنها "لن تحوز على صورة نصر، ولن يخرج يحيى السنوار ومحمد الضيف وهما يرفعان الراية البيضاء ويتوسلان وقفاً لإطلاق النار".

وفي مؤشر على عمق خيبة الأمل التي تسود الدوائر الرسمية الإسرائيلية، كشف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ألغى مؤتمراً صحافياً خطط لعقده للاحتفاء ب"نتائج عملية كبيرة"، كان يفترض أن تكون أهم الإنجازات التي راهنت تل أبيب على تحقيقها، بعد أن تبين أن نتائج العملية كانت متواضعة للغاية.

وقال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إن نتنياهو خطط بعيد مهاجمة إسرائيل لما تسميه "مترو أنفاق حماس" في قلب مدينة غزة، قبل خمسة أيام، للإعلان عن النصر عبر مؤتمر احتفالي يثني فيه على "عبقرية" رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي.

وأشار إلى أن نتنياهو أصدر تعليماته بالفعل لبعض الصحافيين الذين يمثلون "أبواقاً دعائية" له بالترويج ل"الإنجاز"، لكنه تراجع عن ذلك بناء على نصيحة بعض معاونيه بعد أن تبين تواضعه.

يأتي ذلك فيما أجرى وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن ليل الأحد، اتصالات هاتفية مع نظرائه في مصر والسعودية وقطر، في وقت يسعى موفد أميركي وصل إلى المنطقة لوقف تصعيد المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "بلينكن كرر دعوته جميع الأطراف إلى تهدئة التوترات ووقف العنف الذي أودى بحياة مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين، من بينهم أطفال".

وقال المتحدث إن الوزير ناقش مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان الجهود "الجارية لتهدئة التوترات في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وإنهاء العنف الحالي".

وأعرب بلينكن عن أسفه لفقدان أرواح فلسطينيين وإسرائيليين، وحثّ السعودية على المساهمة في منع تفاقم الأزمة، معرباً عن اعتقاده بأن الفلسطينيين والإسرائيليين "يستحقون تدابير متساوية من الحرية والكرامة والأمن والازدهار".

وفي مكالمة مع وزير الخارجية المصرية سامح شكري، جدّد بلينكن دعوته لجميع الأطراف لتهدئة التوترات ووقف العنف، وشكر مصر على جهودها المستمرة لدعم إنهاء العنف".

وذكر بيان آخر أن بلينكن ناقش مع وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجهود المبذولة لإعادة الهدوء إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزة "في ظل الخسائر المأساوية في أرواح المدنيين".

وجاءت دعوات بلينكن بعد يوم من اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتعبير عن "قلقه البالغ" بشأن تدهور الوضع وحثّ الجانبين على ضبط النفس".

وفي السياق، دعا عشرات الأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأصدر 28 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ بياناً، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما أكدوا ضرورة تفادي التصعيد في العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وشدد الأعضاء الديمقراطيون على ضرورة تفادي فقدان مزيد من الأرواح الفلسطينية والإسرائيلية. ومن بين الأسماء البارزة الموقعة على البيان رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ديك ديربن، ورئيس لجنة الاستخبارات مارك وارنر، والسيناتور بيرني ساندرز، والسيناتورة إليزابيث وارين، والسيناتور تيم كين، والسيناتور كريس ميرفي.

كما أصدر ميرفي مع السيناتور الجمهوري تود يانغ بياناً آخر جاء فيه: "يجب أن يدرك الجانبان أن أرواحاً كثيرة للغاية قد زُهقت نتيجة لهجمات حماس الصاروخية ورد إسرائيل، ويجب عدم تصعيد الصراع أكثر".

كذلك أصدر 8 أعضاء في مجلس النواب الأميركي بياناً مشتركاً، قالوا فيه: "أدى اندلاع أعمال العنف الأخيرة في إسرائيل وغزة إلى سقوط مئات الضحايا". وأضافوا "من الضرورة القصوى أن يتم وقف فوري لإطلاق النار وتجنب المزيد من إراقة الدماء. البديل هو مأساة إنسانية تتكشف بأبعاد لا يمكن تصورها".

وحثّ البيان إدارة الرئيس جو بايدن على "القيادة بجرأة واتخاذ إجراءات حاسمة"، باتجاه وقف إطلاق النار. والنواب الموقعون على البيان هم ديفيد برايس، جيرالد كونولي، بيتر ويلش، جون يارموث، جان شكاكوفسكي، باربرا لي، لويد دوجيت وآلان لوينثال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها