الأحد 2021/02/14

آخر تحديث: 14:57 (بيروت)

مروان البرغوثي يبقي ترشحه للرئاسة على الطاولة

الأحد 2021/02/14
مروان البرغوثي يبقي ترشحه للرئاسة على الطاولة
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشف قيادي من حركة "فتح" ل"المدن"، عن أن عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي رفض مقترحاً قدّمه له عضو مركزية الحركة حسين الشيخ بترؤس قائمة "فتح" الانتخابية.

وجاء العرض خلال زيارة خاصة قام بها الشيخ إلى البرغوثي الخميس، في سجن "هداريم" الذي يقبع به.  لكن، لم يُعرف ما إذا كان رفض البرغوثي مطلقاً، ام أن رئاسته لقائمة "فتح" الرسمية مشروطة بأمور معينة.

ووفق القيادي، فإن لقاء الشيخ بالبرغوثي كان هادئاً وليس متوتراً، كما قيل، حيث شدد البرغوثي على ضرورة مراعاة الديمقراطية في اختيار الشباب والأكاديميين والكفاءات في تشكيلة قائمة "فتح" كي تكون قوية وموحدة. مع العلم أن مقترح ترؤس البرغوثي لقائمة "فتح" هو مقترح مصري تم عرضه على القيادة الفلسطينية في رام الله قبل ثلاثة أسابيع تحت عنوان أنه "الحل الوسط" لذهاب "فتح" إلى الانتخابات قوية وموحدة، بعد أن رفض الرئيس محمود عباس مساعٍ مصرية وعربية ل"المصالحة" مع القيادي المفصول محمد دحلان.

وأفادت مصادر سياسية ل"المدن"، بأن البرغوثي لم يُعطِ خلال اجتماعه بالشيخ جواباً حول نيته الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه، إذ أبقى الموضوع عائماً، على حد تعبيره.. لكن معطيات "المدن" تُفيد بأن ثمة قراراً داخلياً في "فتح" بعدم الحديث عن موضوع الانتخابات الرئاسية في هذا التوقيت منعاً للجدل والخلاف، وأن يتم التركيز على الاستعدادات للانتخابات التشريعية المقررة في مايو/أيار 2021. فضلاً عن أن صُنّاع القرار في "فتح" يهمسون في الغرف المغلقة بأن انتخابات التشريعي ستكون "بروفة" ستحدد إمكانية إجراء انتخابات الرئاسة والمجلس الوطني من عدمها، على ضوء قرار حركة "حماس" بتسليم مقاليد الحكم في غزة إلى السلطة الفلسطينية من عدمه.

بدوره، اتهم مصدر مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية جماعة البرغوثي بممارسة سياسة "كسر العظم"؛ معتبراً في حديث ل"المدن"، أن المقربين منهم يقومون بتشجيع الأسير البرغوثي على المُناورة بترشحه للرئاسة كوسيلة ضغط كي يحصلوا على مكاسب أكبر في سبيل الحضور البارز في قائمة "فتح" الرسمية للتشريعي، مع الحصول على وعد ببذل مساعٍ كبيرة لتحرير البرغوثي من أسره.

وبحسب المصدر فإن مروان البرغوثي لن يمضي قدماً بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، أو الخروج بقائمة انتخابية موازية نظراً لتاريخه النضالي، كما أن لعبة الانتخابات الرئاسية "لا يقدر عليها"، وأي قرار منفرد بعيداً عن أروقة الحركة الرسمية من شأنه أن يجعله خارج "فتح"، علاوة على أن "إمكانية فوزه" ستكون صعبة.

واستبعد المصدر أن يخرج ناصر القدوة بقائمة موازية في ظل أنباء تحدّثت عن مقاطعته اجتماع اللجنة المركزية مساء السبت، بسبب نية له بهذا الاتجاه.

وسعت اللجنة المركزية لحركة "فتح" في بيانها على هامش اجتماعها، أن تعطي انطباعاً توافقياً بين أروقة الحركة القيادية والبرغوثي؛ إذ ثمنت في بيانها رسالة الأسير البرغوثي التي بعث بها عبر عضو المركزية حسين الشيخ الى الرئيس محمود عباس، وأكد فيها أن حركة "فتح" تخوض معركة المجلس التشريعي بقائمة واحدة موحدة وفقاً للمعايير المتفق عليها في اللجنة المركزية، كما جاء في البيان.

وكانت القناة الإسرائيلية "12" قد زعمت أن رئيس السلطة محمود عباس طالب الأسير مروان البرغوثي، بالتنازل عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وعرض عليه مجموعة من المزايا مقابل ذلك. وذكرت القناة أنه تم تقديم العرض خلال زيارة حسين الشيخ، إلى سجن هداريم حيث يقضي فيه البرغوثي محكومية من خمسة مؤبدات و40 عاماً.

وادّعت القناة الإسرائيلية أن "الشيخ أبلغ البرغوثي عرضاً مباشراً من عباس، طالبه خلاله بالتنازل عن ترشحه للرئاسة، مقابل الحصول على المكان الأول في قائمة حركة فتح للانتخابات البرلمانية، وحجز 10 أماكن فى القائمة وفقا لاختياره ومنح عائلته مساعدات اقتصادية".

لكنّ مصادر من "فتح" نفت ل"المدن"، ما روجته القناة العبرية، مستبعدة أن يكون عرض بهذا المستوى المؤذي لتاريخ مروان النضالي، قد تمّ تقديمه، موضحة أن جهات أمنية إسرائيلية تقف وراء نشر هكذا أنباء من أجل "إحراق مروان"، عبر القول "إن اي تراجع منه مبني على امتيازات وعروض".

وذكر مصدر أمني فلسطيني ل"المدن"، أن مروان البرغوثي أقرّ في حديثه لحسين الشيخ بوجود إلحاح عليه من أجل خوض معركة الرئاسة أو ترؤس قوائم انتخابية، إلا أنه يدرك أن هذه المعركة ليست سهلة كما أنها ليست بالضرورة كفيلة بإخراجه من السجن، وإنما صفقة كبيرة لتبادل الاسرى تبرمها حركة "حماس".

وبحسب المصدر، فإن حسين الشيخ أطلع البرغوثي على أسماء من الشباب والأكاديميين ذوي الخبرة والكفاءة، كي يكونوا في قائمة "فتح" الانتخابية، مع عرض لمروان كي يكون على رأس القائمة. فيما رد البرغوثي بضرورة مراعاة اي قائمة لذوي الكفاءات والسيرة الحسنة ضمن نهج ديمقراطي بعيداً عن الإقصاء.

ويجمع مراقبون أن الأيام القادمة وتطوراتها هي اختبار جدي للمضي قدماً نحو الانتخابات أو العكس.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها