الأحد 2020/09/27

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

حزب فراس طلاس الجديد..كيف سيعمل داخل سوريا؟

الأحد 2020/09/27
حزب فراس طلاس الجديد..كيف سيعمل داخل سوريا؟
increase حجم الخط decrease
أعلن رجل الأعمال السوري المعارض مصطفى طلاس موعد دخوله الرسمي لساحة العمل السياسي، طارحاً مجموعة أفكار تخاطب حاجات السوريين الحالية ومؤكداً أنه يستهدف فئة الشباب السوري.

وكشف طلاس، المنشق عن النظام منذ عام 2012، عن تشكيله حزب سوري ليبرالي جديد يقوم على "حرية الفكر والعمل والاقتصاد وذلك نتيجة عمل مجموعة من الشباب السوري". وحدد فترة ما بين شباط/فبراير ونيسان/أبريل من العام 2021، موعداً للإعلان عن ولادة الحزب ومن الداخل السوري تحديداً.

وأوضح أن نشاط الحزب سيبدأ على الأرض من 7 مناطق داخل سوريا، وهي دمشق، حلب، المنطقة الوسطى، الساحل، الجنوب السوري، الشمال الشرقي والشمال الغربي، بالإضافة الى ست دول تشهد وجوداً كثيفاً للسوريين ويُسمح فيها بحرية الأحزاب. فيما قال إن تمويل هذا الحزب سيكون من تبرعات أعضائه في الخارج وبأنه لن يتلقى أي تمويل من أي دولة. وأضاف أن متوسط أعمار الأعضاء المؤسسين هو 31 عاماً.

وقال طلاس إن الهدف النهائي لبرنامج حزبه الجديد هو رفاه الإنسان السوري، إذ يضع برامج وخططاً متدرجة تكون الأولوية فيها لتأمين الطعام والدواء والتعليم وتحسين الوضع الاقتصادي بشكل واقعي وتدريجي. ثم ومع بداية الاستقرار، سيعمل الحزب على برامج لتأمين السكن الكريم وفرص العمل وكل ظروف الحياة الانسانية الطبيعية التي يعيشها كل انسان في العالم المتقدم ".

ولم يعلن عن اسم الحزب الجديد وذلك رغبة من المؤسسين بأن يتم إشراك أكبر عدد من الشباب السوري في هذا القرار وفي المراحل الآخيرة. وقال طلاس ل"المدن" محمد أيوب، إن "الاعلان عن تأسيس الحزب الجديد في هذا الوقت، ومع حالة الجمود التي وصل لها الوضع في سوري، هو عمل سياسي جدي، سيعيد النشاط السياسي إلى سوريا بعد أن غاب عنها أي شكل من أشكال العمل السياسي لعشرات السنين".

وتباينت الآراء حول إعلان طلاس عن الحزب الجديد في هذا التوقيت ما بين مؤيد للفكرة وبين محبط من نجاحها وبين مشكّك في جديتها. وسيكون أمام حزب طلاس تحديات عدة أبرزها العمل من الداخل السوري، والقدرة على إقناع السوريين بجدوى الانضمام. كما سيكون، ورغم انشقاقه منذ 8 أعوام، أمام تحدي الماضي، وقربه وولائه سابقاً من النظام.

ووصف الكاتب السوري المعارض ميشيل كيلو في حديث ل"المدن"، تشكيل حزب ليبرالي في سوريا بأنه "أمر جيد جداً بالنسبة للسوريين". لكنه تساءل عن آلية عمل الحزب الجديد في الداخل السوري حيث يرجح أن يكون ممنوعاً ومحظوراً من قبل النظام وأجهزته القمعية.

وعليه رأى كيلو أن دور الحزب الجديد في الخارج سيكون هو الدور الرئيسي مقابل دور محدود جداً من الناحيتين العملية والتنفيذية في سوريا. لكنه أكد أنه "من الجيد أن يستطيع حزب ليبرالي سوري أن يجمع حوله قوى ليبرالية وأن يكون هناك في سوريا المستقبل قوى تؤمن بأن البلاد هي لكل السوريين".

وأضاف أن "سوريا المستقبل التي نعمل لها جميعاً هي سوريا التي خرج لأجلها الشعب السوري في الأشهر الأولى من الثورة السورية ورفع حينها شعارات الحرية والكرامة والشعب السوري واحد. وهذه أهداف تتفق مع أي نشاط ليبيرالي للسوريين".

لكن رغم كل ملاحظاته، بدا كيلو متفائلاً بإمكانية نجاح الحزب معتبراً أن "عملاً ليبرالياً تُبذل فيه جهودا كبيرة وتكون في خدمته معرفة وخبرة وتخطيط وبرامج، ستكون له فرص كبيرة للنجاح بالرغم مما سيواجهه من صعوبات". وقال: "إنني أتمنى أن يوجد مثل هذا الحزب لأن سوريا المقبلة بحاجة الى من يواصل معركة الحرية والديمقراطية بغض النظر عن النتائج التي ستترتب على الحل السياسي الذي يبدو بعيداً في أفق الاحتمالات والممكنات".

من جهته، رأى الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أيمن الدسوقي أن إعلان فراس طلاس قرب ولادة حزب جديد يطرح تساؤلات عدة كما يثير هواجس. وقال ل"المدن"، إن "موعد الإعلان سيكون ربيع العام المقبل، أي أن الطرح ما يزال غير مكتمل".

وأضاف أن "ضم سوريي المهجر والداخل على أهميته سيجعل الحزب عند الولادة، أمام استحقاق التوفيق بين كلا الطرفين على صعيد الرؤية وآليات العمل السياسي، كما أن الحزب سيكون أمام تحدي العمل الميداني في بيئة معادية في الداخل السوري، فضلاً عن  أن التسرع في وضع برامج متكاملة يوحي بأن الحزب يتحضر للخوض في مسار انتخابي قد يكون لشرعنة حل مجتزأ للقضية السورية".

يذكر أن فراس طلاس، النجل الأكبر لوزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، من مواليد عام 1960، انشق عن النظام عام 2012 معترضاً على طريقة تعامله مع المظاهرات السلمية بشكل قمعي.

أسس طلاس تيار الوعد السوري المعارض في العام 2016، وعُرف بمواقفه الثابتة ضد النظام بالرغم من العلاقات القوية التي كانت تربطه به قبل قيام الثورة السورية عام  2011.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها