الخميس 2020/07/02

آخر تحديث: 11:37 (بيروت)

ضم الضفة:الفاتيكان يتدخل معترضاً

الخميس 2020/07/02
ضم الضفة:الفاتيكان يتدخل معترضاً
© Getty
increase حجم الخط decrease
استدعى الفاتيكان كلاً من سفير الولايات المتحدة وإسرائيل للتعبير عن مخاوف الكرسي الرسولي بشأن تحركات إسرائيل لبسط سيادتها على مستوطنات يهودية وغور الأردن في الضفة الغربية.

وقال بيان للفاتيكان إن اجتماعات جرت الثلاثاء، بين وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والسفيرة الأميركية كاليستا غينغريتش والسفير الإسرائيلي أورين ديفيد.

ونقلت "رويترز" عن مصدر دبلوماسي رفيع أن بارولين التقى مع كل من السفيرين على حدة وهو تفصيل لم يكن واضحاً في بيان الفاتيكان.

وجاء في البيان أن بارولين وهو أكبر دبلوماسي بالفاتيكان أبدى "قلق الكرسي الرسولي بشأن تصرفات محتملة أحادية الجانب قد تهدد المسعى نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك الوضع الحساس في الشرق الأوسط".

وكان يفترض أن تبدأ إسرائيل عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية أمس الأربعاء في 1 تموز/يوليو، لكن مع عدم التوصل الى اتفاق مع واشنطن حتى الآن حول تطبيق الخطوة وفق "صفقة القرن" وعدم انتهاء المحادثات بعد مع البيت الأبيض لم يتحدد موعد لجلسة الحكومة الأربعاء.

وأكد بيان الفاتيكان على الموقف الداعم لحل الدولتين قائلاً: "إسرائيل ودولة فلسطين لهما الحق في الوجود والعيش بسلام وأمن، وفق حدود معترف بها دولياً". وناشد الفاتيكان الإسرائيليين والفلسطينيين بذل كل جهد ممكن لاستئناف المفاوضات المباشرة على أساس القرارات الصادرة من الأمم المتحدة.

وحذرت دول أوروبية الأربعاء من خطوة الضمّ ملوحة بتأثيرها على العلاقات المشتركة مع إسرائيل. وقالت الحكومة الفرنسية إن تنفيذ الضم لن يمر من دون عواقب.

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان إن ضم إسرائيل لأي أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، سيكون انتهاكاً للقانون الدولي وستكون له عواقب. وأضاف "ضم أراضٍ فلسطينية، مهما كانت مساحتها، من شأنه أن يلقي بظلال من الشك على أطر حل الصراع".

كذلك اعتبر البرلمان الألماني أن التهديد بفرض عقوبات على إسرائيل على خلفية خطة لضم مستوطنات في الضفة الغربية "غير بناء"، وذلك وفق نص أقره البوندستاغ (البرلمان) بالتزامن مع تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وقال النص إن "المباحثات حول عقوبات أحادية أو التهديد بعقوبات لا يحمل أي أثر بناء على عملية السلام".

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت إنه مهما كان الشكل الذي ستتخذه خطة الضم، فما سينجم عنها هو واقع الدولة الواحدة، وهي دولة تمييز عنصري.

ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد بدء الخطة قبل أن يرحل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فعبر سلسلة من التنازلات التي قدمها خلال السنوات الثلاث الماضية، ومعالم "صفقة القرن"، كشف البيت الأبيض عن استعداد للتحرك بعيداً عن الهدف المعلن للسياسة الأميركية، وهو تحقيق سلام بناءً على حل الدولتين وتفضيل "الوضع الراهن" الذي يتحيز لمصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ورأت الصحيفة إن تطبيق القانون الإسرائيلي على معظم الضفة الغربية يعني نهاية مشروع الدولة الفلسطينية وللأبد. وقالت إن بقية العالم بمن فيهم عدد من المشرعين في الكونغرس والمحللين في واشنطن، يستمرون بالحديث عن حل الدولتين، ودولة فلسطينية قابلة للحياة.
خريطة إسرائيلية لضم الضفة وتبادل أراضي
وكانت هيئة البثّ الرسميّة الإسرائيليّة كشفت عن خرائط الضم الإسرائيلية الأوليّة، وتشمل تعديلات على خطّة ترامب، بما في ذلك تبادل أراضٍ. وتتركّز التعديلات الأساسيّة في البؤر الاستيطانيّة في قلب الضفة الغربيّة، عبر توسعة المناطق المحيطة بها وضم أكثر من 20 بؤرة لم ترد في "صفقة القرن".

وللحفاظ على النسبة الواردة في "صفقة القرن"، يرد في الخريطة تبادل أراضٍ يطرحه الاحتلال "تعويضاً" للسلطة الفلسطينيّة، في مناطق صحراويّة في برية الخليل غرب البحر الميت. وتبقي الخريطة معظم الشوارع في الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال.

لكن يبدو حتى اللحظة أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين حول الخريطة الجديدة للضم والموعد المفترض للبدء به. وغادر الوفد الأميركي الذي كان يجري محادثات مع المسؤوليين الإسرائيليين، عائداً إلى واشنطن، من دون الكشف عن نتائج الزيارة، ما يؤشر إلى استمرار الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين.

وتضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل للقيام ب"خطوة كبيرة" للفلسطينيين مقابل الضم، على شكل "الأرض مقابل الأرض"، مثل تعديل وضع أراض تابعة لمناطق "ج" إلى مناطق "ب"، بحسب ما ذكرت القناة 12. وقال مصدر سياسي للقناة: "لو عرفوا في اليمين الإسرائيلي ما الذي يريده الأميركيون مقابل الضم لتحمسّوا أقل".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها