الجمعة 2020/11/13

آخر تحديث: 19:56 (بيروت)

منظمة إسرائيلية تحذر شركات الطيران من إستخدام مطار بيروت!

الجمعة 2020/11/13
منظمة إسرائيلية تحذر شركات الطيران من إستخدام مطار بيروت!
increase حجم الخط decrease
وجهت منظمة "شورات هادين" الإسرائيلية، المدعومة من الحكومة،رسائل تهديد الى نحو 15 من مدراء شركات الطيران الدولية، بينها الخطوط الجوية الفرنسية، والبريطانية، والإيطالية ولوفتهانزا الألمانية، وشركات تأمين الملاحة الجوية.. تحذرهم من مواجهة رفع دعوى قضائية ضد الشركات في حال لم توقف رحلاتها باتجاه مطار بيروت الدولي.

وزعمت صيغة "الخطاب القانوني" المرسل إلى شركات الطيران الدولية، أن الرحلات الجوية إلى مطار بيروت تشكل "جريمة حرب ومن شأنها مساعدة "حزب الله"، مضيفة أن "شركات الطيران التي تقوم بتشغيل الخطوط الجوية إلى المطار لا تعرض ركابها وطواقمها للخطر فقط بسبب ذخيرة الحزب المخزنة بكميات هائلة في محيط المطار، إنما تزود عن قصد حزب الله بدروع بشرية يتم تحت غطائها النشاط الارهابي، ولذلك فإنهم بأنفسهم معرضون لدعاوى واتهامات جنائية بسبب دعم حزب الله"، بحسب المنظمة.

وبحثت "المدن" عمن يقف وراء المنظمة الإسرائيلية " شورات هادين"، إذ وجدت أن المحامية نيتسانا دارئشان ليتنر ذات التوجه اليميني المتطرف هي التي تقف خلفها إضافة إلى محامين يمينيين آخرين. واللافت أن نجل نتنياهو يائير، يعمل منسقاً للإعلام الجديد في المنظمة التي تمثل عادة من تصفهم "ضحايا الإرهاب في إسرائيل وحول العالم"، وتعمل ضد المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية لإسرائيل.

وأوضحت مصادر ل"المدن"، أن المنظمة الإسرائيلية هي نفسها التي تسببت بوقف رحلة مجموعة من السفن إلى قطاع غزة المحاصر تحت عنوان "أسطول الحرية 2" التضامني قبل 9 سنوات، حيث أنها هددت آنذاك شركات التأمين على السفن، بحجة أن فعلتها تعني أنها متعاونة مع "منظمة إرهابية"، في إشارة إلى حركة "حماس"، ما يقتضي توجهاً قانونياً ضد شركات التأمين.. ولما فهمت هذه الشركات حينها أنها ستخسر قضائياً ومالياً في حال توجيه دعوى ضدها، امتنعت عن منح تلك السفن التأمين اللازم وهو الأمر الذي أوقف رحلتها نحو غزة.

ولكن، في حالة مطار بيروت، هل تتمكن المنظمة الإسرائيلية من النجاح في تهديدها بالاستناد إلى الحجة سالفة الذكر؟

الواضح، أن المنظمة الإسرائيلية تستند في الدعوى القضائية على معلومات استخباراتية وهو ما يثير علامات استفهام حول علاقتها بالمؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلي- وإن كانت مغلفة بغطاء قانوني.. وهنا، يبرز السؤال: هل يأتي تحركها بإيعاز من المستوى الرسمي في الدولة العبرية؟

يجيب الخبير بالقانون الإسرائيلي والدولي محمد دحلة قائلاً إن المنظمة اليمينية تحاول استعمال الوسائل القانونية في العالم وخاصة الولايات المتحدة لمحاربة من ترى فيهم أعداء الصهيونية العالمية وإسرائيل، موضحاً أن المنظمة قدمت في الماضي دعاوى ضد إيران وسوريا ومنظمات فلسطينية لا سيما حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" ومروراً بالسلطة الفلسطينية بحجة علاقتهم وضلوعهم ب"عمليات إرهابية" أدّت إلى مقتل اسرائيليين وأميركيين في عمليات عسكرية فلسطينية خلال الانتفاضة الثانية وقبلها وبعدها.

وأضاف دحلة ل"المدن"، أن المنظمة نجحت سابقاً بتحصيل قرارات ومبالغ مالية بملايين الدولارات من المُدّعى عليهم وأقامت دعاوى ضد بنوك فلسطينية وعربية بحجة تحويلات مالية عبرها لصالح حركات فلسطينية تصفها ب"الإرهابية"، حيث ضيقت الدعاوى القضائية من قبلها على البنوك كثيراً.

بيدَ أن دحلة يرى أن نجاح المنظمة الإسرائيلية في إخضاع شركات تأمين دولية في واقعة منع سفن أسطول الحرية الثاني من التحرك باتجاه غزة، لا يعني نجاحها في حالة مطار بيروت؛ إذ يرى هنا أن المفارقة كبيرة بين وضع غزة ومطار بيروت.. فالأخير يتعلق بدولة ذات سيادة معترف بها عالمياً ولا يوجد أي تصنيف للبنان أو مطار بيروت ك"منطقة مُعادية" بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة.

كما يعتقد الخبير القانوني أن مجمل ادعاء كتاب المنظمة الإسرائيلية إلى شركات الطيران وتأمين الملاحة الجوية الدولية يستند إلى حقائق غير مثبتة أصلاً وهو أن "المسافرين الذين يتم نقلهم هم دروع بشرية لأسلحة ومستودعات حزب الله ببيروت".. وتابع: "لا أعتقد أنه يوجد لدى المنظمة الإسرائيلية أدلة لإثبات ادعاءاتها حول الأسلحة وأن إنفجارها مسألة وقت. هي فقط تحاول القول إن ما حصل في مرفأ بيروت من كارثة ناتج عن ذخيرة مخزنة لحزب الله، وأنه سيحصل كارثة أكبر من ذلك بسبب هذا الأمر في مطار بيروت".

لكن لا يوجد شيء رسمي يتحدث عن أن ما حصل في مرفأ بيروت سببه أسلحة لحزب الله، وهو ما يجعل الادعاء من قبل المنظمة غير مثبت قانونياً ووقائعياً وأن الربط بين المرفأ البحري ومطار بيروت غير صحيح.

ولهذا، اعتبر محمد دحلة أن الكتاب التحذيري يندرج في سياق المثل العامّي "العيار اللي ما بصيب بدوش"؛ ذلك أن شركات الطيران والتأمين الدولية هي تجارية وهذا التهديد الذي يُحمّلها مسؤولية جنائية أو مالية أو حقوقية سيُحدث قلقاً وتخوفاً لديها، لكنها شركات كبيرة لديها مستشاريها القانونيين وستتفحص أساس الادعاء الوارد بالكتاب.

ويقول نائب عربي سابق في الكنيست ل"المدن"، إن منظمة "شورات هادين" أرادت فقط ان تستخدم الوسيلة القانونية كأداة للضغط السياسي على "حزب الله" ولبنان.. بموازاة رغبتها بإبراز إسمها عبر إطلاق الشرارة بغية الحصول على تمويل من جهات يمينية وأثرياء يهود في الولايات المتحدة وإسرائيل، معتقداً أنها لن تنجح كثيراً في هذه المسألة القانونية بخصوص مطار بيروت الدولي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها